جرجيس كوليزادة - إيلاف
الانفال هي عمليات عسكرية تطهيرية راح ضحيتها أكثر من 180 الف انسان كوردي خلال فترة قليلة من الزمن، والضحايا لم يكونوا مسلحين، وانما مدنيين فقط، رجالا ونساءا بل أكثر الضحايا كانوا من النساء والأطفال وأكثرها تعود الى عائلة واحدة. في عمليات الابادية هذه لم يتح المجال للهروب من قبل أي شخص، لان القرى كانت مطوقة بالكامل بالقوات العراقية وأفرد الأجهزة الأمنية القمعية وافراد من الميليشيات الكوردية التي كانت تحارب وتقاتل الى جانب الحكومة ضد طموحات الشعب الكوردستاني وضد القوى التحررية الكوردية في الجبال التي كانت تشكل أغلبها من بيشمركة الحزبين الكوردستانيين الرئيسيين الاتحاد الوطني و الحزب الديمقراطي.
ولم تكن هذه العمليات بداية الانفال، بل سبقتها عمليات ابادة على الدوام على شكل افراد وجماعات، وبعض الاحيان على شكل مجاميع سكانية كبيرة، مثل عملية انفال ثمانية الاف رجل من البارزانيين في المجمعات السكنية القسرية التي كانوا يقطونوها بقوة وتعسف الحكومة العراقية في مناطق قوشتبة وبحركة وحرير وسوران في محافظة أربيل.
تيجة لمأساة هذه العمليات التي سميت بالأنفال من قبل قيادة نظام الحكم العراقي السابق فان ذكراها تعتبر تراجيديا كوردستانية أليمة، وملحمة انسانية مؤلمة أصبحت صفحة ملاصقة باستمرار للحياة اليومية للإنسان لكوردي، نتيجة الاثار القاتلة التي تركها هذا الحدث المأساوي في حياة أهل كوردستان حاصة على حياة العوائل المؤنفلة، ومن هذه الآثار أخبار العثور المستمر على المقابر الجماعية التي تعود أغلبها للكورد في مناطق مختلفة من الوسط والجنوب العراقي.
من هذه المقابر الجماعية، المقبرة التي كشفت في الفترة الأخيرة في محافظة السماوة بالقرب من الحدود السعودية والتي احتوت على أكثر من 500 رفاة شهداء عائدة للبارزانيين تم انفالهم في سنة 1983 من قبل الأجهزة الأمنية الصدامية في تلك المنطقة الصحراوية الحدودية.
عمليات الانفال التي بدأت تتكشف ملفاتها للشعب العراقي بوضوح وبأدلة دامغة لا تقبل الشك والظنون بدلالة المقابر الجماعية التي تكتشف بين الحين والآخر، من ضمنها المقبرة الجماعية للبارزانيين التي كشفت عنها قبل فترة، تشكل صدمة كبيرة للعراقيين والرأي العام الاقليمي والدولي لهول المأسات التي تعرض لها الشعب الكوردستاني على يد أنظمة الطغيان والاستبداد خاصة في عهد البعث الشوفيني.
ولا شك ان هذه المقابر عند كشفها تتم دراستها من منظمات دولية ومن قبل الجهات الحكومية المعنية في اقليم كردستان، للتعرف على رفاتها وترتيب برنامج عمل لها لاعادة رفاتها الى كوردستان لدفنهم في أرض آبائهم وأجدادهم.
قبل يومين أعيد رفاة 512 كوردي من البارزانيين الى أرض كوردستان، من الجنوب العراقي، من خلال مراسيم رسمية حزينة اشترك فيها الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني وممثلين عن الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان وممثلين عن الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ودول اخرى، حيث تم استقبال الرفاة في احتفال رسمي منظم في مطار اربيل الدولي لاعادتهم الى أرضهم ودفنهم في منطقة بارزان وقد تم أخذ الاستعدادات لهذا الدفن الجماعي منذ أكثر من اسبوعين.
و قال السيد مسعود الباراني رئيس اقليم كردستان العراق في كلمته "بانه تم اعتقال هؤلاء الثمانية الاف شخص من ابناء عشيرة بارزان من الذين يترواح اعمارهم بين عشر سنوات فما فوق وبمعاونة الحرس الجمهوري وقوى الامن"، واضاف البارزاني" اقتيد هؤلاء المعتقلين لاول مرة الى سجن ابو غريب بعدها تم نقلهم الى بويصة وهي ناحية تابعة لمدينة السماواة على حدود السعودية"، وأضاف " بانهم عثروا على ملفات بعد سقوط النظام العراقي السابق في عام 2003 وهي تحوي على كافة المعلومات التي تشير الى انهم تم اعدام مائة شخص في كل مساء وجميعهم دفنوهم هناك ويظهر من الملفات ان الاعدام تم بشكل منظم".
بهذه المناسبة علق أحمد عبدالله 41 سنة على هذا الأمر لايلاف قائلا: ان تفاصيل عمليات الانفال السيئة الصيت، بالرغم من عرضها في الاجهزة الاعلامية الدولية والاقليمية، لكنها قد تكون غير معلومة وغير معروفة بتفاصيلها للرأي العام العربي، لأن هذا الرأي يتسم بالانفعالية ولا تفكر بطريقة عقلانبة وانما دافعها العواطف الجياشة التي لعبت بأوتارها صدام ونظام البعث البائد، والتي ما زالت تلعب بعواطفها جهات عربية تفكر من منطلقات ايديولوجية بائدة تسلك من الشوفينية منهجا لها. ولكن يبقى الامل معلقا ببعض العرب العقلاء الذين يريدون نهج منهج جديد للشعوب العربية اعتمادا على الحقائق ووقائع الامور وواقعية الحياة، وليس على التشبث والتمسك بماضي جامد لم يصنع شيئا حيويا لحاضرهم ولا لمستقبلهم، وكان نتيجة لهذه الرؤية غير الواقعية هي انكار المأساة والويلات التي تعرض لها الشعب الكوردستاني منها عمليات الانفال ومذبحة حلبجة وغيرها، وانكار الكوارث التي تعرض لها الشعب العراقي في عهد نظام صدام البائد، لهذا نأمل ان يحدث تغيير جذري في الرأي العام العربي من هذه الناحية لكي تنكشف الامور والحقائق امامهم على مصراعيها.
لا شك ان عودة 512 رفاة شهيد تشكل حالة انسانية نبيلة كبيرة، لانها تمثل ارتياح ووضع حد ونهاية لانتظار اهاليهم وذويهم، انتظار خرق حساب السنيين ليمتد الى أكثر من عقدين من حساب الزمن الطويل، انتظار ينتهي حاله بحالة ارتياح ذوي هذه المجموعة التي تشكل جزءا من مجموعة ثمانية الاف وجزءا يسيرا من 180 الف حالة انفال للكورد، لهذا تبقى البقية على الانتظار المتواصل الى حين يأتي فرج الله بالعثور على البقية الباقية لاراحة العيون الكوردستانية التي ادمعت باستمرار طيلة عشرات السنين.
وينتظر الاكراد مثول الرئيس العراقي السابق صدام حسين أمام المحكمة العراقية المختصة قريبا بعد الانتهاء من ملف مذبحة الدجيل التي ستبدأ اولى جلسات محاكمتها يوم الاربعاء التاسع عشر من اكتوبر بقيادة قاض كردي.
ولم تكن هذه العمليات بداية الانفال، بل سبقتها عمليات ابادة على الدوام على شكل افراد وجماعات، وبعض الاحيان على شكل مجاميع سكانية كبيرة، مثل عملية انفال ثمانية الاف رجل من البارزانيين في المجمعات السكنية القسرية التي كانوا يقطونوها بقوة وتعسف الحكومة العراقية في مناطق قوشتبة وبحركة وحرير وسوران في محافظة أربيل.
تيجة لمأساة هذه العمليات التي سميت بالأنفال من قبل قيادة نظام الحكم العراقي السابق فان ذكراها تعتبر تراجيديا كوردستانية أليمة، وملحمة انسانية مؤلمة أصبحت صفحة ملاصقة باستمرار للحياة اليومية للإنسان لكوردي، نتيجة الاثار القاتلة التي تركها هذا الحدث المأساوي في حياة أهل كوردستان حاصة على حياة العوائل المؤنفلة، ومن هذه الآثار أخبار العثور المستمر على المقابر الجماعية التي تعود أغلبها للكورد في مناطق مختلفة من الوسط والجنوب العراقي.
من هذه المقابر الجماعية، المقبرة التي كشفت في الفترة الأخيرة في محافظة السماوة بالقرب من الحدود السعودية والتي احتوت على أكثر من 500 رفاة شهداء عائدة للبارزانيين تم انفالهم في سنة 1983 من قبل الأجهزة الأمنية الصدامية في تلك المنطقة الصحراوية الحدودية.
عمليات الانفال التي بدأت تتكشف ملفاتها للشعب العراقي بوضوح وبأدلة دامغة لا تقبل الشك والظنون بدلالة المقابر الجماعية التي تكتشف بين الحين والآخر، من ضمنها المقبرة الجماعية للبارزانيين التي كشفت عنها قبل فترة، تشكل صدمة كبيرة للعراقيين والرأي العام الاقليمي والدولي لهول المأسات التي تعرض لها الشعب الكوردستاني على يد أنظمة الطغيان والاستبداد خاصة في عهد البعث الشوفيني.
ولا شك ان هذه المقابر عند كشفها تتم دراستها من منظمات دولية ومن قبل الجهات الحكومية المعنية في اقليم كردستان، للتعرف على رفاتها وترتيب برنامج عمل لها لاعادة رفاتها الى كوردستان لدفنهم في أرض آبائهم وأجدادهم.
قبل يومين أعيد رفاة 512 كوردي من البارزانيين الى أرض كوردستان، من الجنوب العراقي، من خلال مراسيم رسمية حزينة اشترك فيها الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني وممثلين عن الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان وممثلين عن الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ودول اخرى، حيث تم استقبال الرفاة في احتفال رسمي منظم في مطار اربيل الدولي لاعادتهم الى أرضهم ودفنهم في منطقة بارزان وقد تم أخذ الاستعدادات لهذا الدفن الجماعي منذ أكثر من اسبوعين.
و قال السيد مسعود الباراني رئيس اقليم كردستان العراق في كلمته "بانه تم اعتقال هؤلاء الثمانية الاف شخص من ابناء عشيرة بارزان من الذين يترواح اعمارهم بين عشر سنوات فما فوق وبمعاونة الحرس الجمهوري وقوى الامن"، واضاف البارزاني" اقتيد هؤلاء المعتقلين لاول مرة الى سجن ابو غريب بعدها تم نقلهم الى بويصة وهي ناحية تابعة لمدينة السماواة على حدود السعودية"، وأضاف " بانهم عثروا على ملفات بعد سقوط النظام العراقي السابق في عام 2003 وهي تحوي على كافة المعلومات التي تشير الى انهم تم اعدام مائة شخص في كل مساء وجميعهم دفنوهم هناك ويظهر من الملفات ان الاعدام تم بشكل منظم".
بهذه المناسبة علق أحمد عبدالله 41 سنة على هذا الأمر لايلاف قائلا: ان تفاصيل عمليات الانفال السيئة الصيت، بالرغم من عرضها في الاجهزة الاعلامية الدولية والاقليمية، لكنها قد تكون غير معلومة وغير معروفة بتفاصيلها للرأي العام العربي، لأن هذا الرأي يتسم بالانفعالية ولا تفكر بطريقة عقلانبة وانما دافعها العواطف الجياشة التي لعبت بأوتارها صدام ونظام البعث البائد، والتي ما زالت تلعب بعواطفها جهات عربية تفكر من منطلقات ايديولوجية بائدة تسلك من الشوفينية منهجا لها. ولكن يبقى الامل معلقا ببعض العرب العقلاء الذين يريدون نهج منهج جديد للشعوب العربية اعتمادا على الحقائق ووقائع الامور وواقعية الحياة، وليس على التشبث والتمسك بماضي جامد لم يصنع شيئا حيويا لحاضرهم ولا لمستقبلهم، وكان نتيجة لهذه الرؤية غير الواقعية هي انكار المأساة والويلات التي تعرض لها الشعب الكوردستاني منها عمليات الانفال ومذبحة حلبجة وغيرها، وانكار الكوارث التي تعرض لها الشعب العراقي في عهد نظام صدام البائد، لهذا نأمل ان يحدث تغيير جذري في الرأي العام العربي من هذه الناحية لكي تنكشف الامور والحقائق امامهم على مصراعيها.
لا شك ان عودة 512 رفاة شهيد تشكل حالة انسانية نبيلة كبيرة، لانها تمثل ارتياح ووضع حد ونهاية لانتظار اهاليهم وذويهم، انتظار خرق حساب السنيين ليمتد الى أكثر من عقدين من حساب الزمن الطويل، انتظار ينتهي حاله بحالة ارتياح ذوي هذه المجموعة التي تشكل جزءا من مجموعة ثمانية الاف وجزءا يسيرا من 180 الف حالة انفال للكورد، لهذا تبقى البقية على الانتظار المتواصل الى حين يأتي فرج الله بالعثور على البقية الباقية لاراحة العيون الكوردستانية التي ادمعت باستمرار طيلة عشرات السنين.
وينتظر الاكراد مثول الرئيس العراقي السابق صدام حسين أمام المحكمة العراقية المختصة قريبا بعد الانتهاء من ملف مذبحة الدجيل التي ستبدأ اولى جلسات محاكمتها يوم الاربعاء التاسع عشر من اكتوبر بقيادة قاض كردي.