جران تويني - النهار
غداً يوم تاريخي ومفصلي في لبنان وسوريا والعالم العربي. يبدأ معه لبنان الجديد وسوريا الجديدة، والشرق الأوسط الجديد.
غداً تنطلق عدوى الحقيقة من لبنان الى العالم العربي، مروراً بسوريا، لتحرر كل من قمعته الانظمة التوتاليتارية وذلته انظمة الحزب الواحد، والمافيات، والجرائم المنظمة! ومع هذا اليوم يتحرر لبنان من كابوس دام ثلاثين عاماً. كابوس الخوف وذل الاحتلال والوصاية، ومحاولة قتل الديموقراطية والحرية واغتيال وطن وشعب.
غداً، مع كشف الحقيقة، تسقط آخر اقنعة الاجرام والمجرمين في حق لبنان والعالم العربي! لذلك لا لزوم للتوسع في هذا المقال حول سيناريو الانتحار المبرمج لغازي كنعان، ولا حول مقابلة الرئيس بشار الاسد مع محطة الـ"سي.ان.ان." وهي مقابلة تميزت بمجموعة من التناقضات فضلا عن سطحية الاجوبة. فالانتحار والمقابلة يدلان على حقيقة واحدة هي ان النظام السوري مرتبك، وخائف، ومورّط، ومستمر في ارتكاب الاخطاء التي يقع فيها عادة اي "مرتكب" مع اقتراب صدور نتيجة التحقيق وكشف الجناة!
فليس مهماً التوسع اليوم والتكلم على هذا النظام الذي باتت أيامه معدودة. فالاهم هو التكلم على مستقبل لبنان ومستقبل سوريا الذي بدأت ترسمه تحركات المعارضة السورية وبالاخص بيانها المشترك الذي هو بمثابة بلاغ رقم 1 في تاريخ سوريا الديموقراطية الجديدة.
يبدو بكل بساطة ان عدوى حركة 14 آذار التاريخية انتقلت الى سوريا حيث يشكل بيان المعارضة اليوم الانتقال الحقيقي والجذري نحو سوريا واحدة، ديموقراطية للمرة الاولى منذ نصف قرن. فقد شاء البيان ترسيخ الوحدة الوطنية السورية، محترماً التنوع والتعدد السياسي والطائفي في البلاد، والالتقاء حول مبادئ الديموقراطية والحرية والوحدة.
ويلفت ما جاء فيه حول العلاقات بين لبنان وسوريا، انطلاقا من ضرورة تصحيحها لتكون على اساس احترام السيادة والاستقلال ومصالح الشعبين والدولتين! وهنا يجب التركيز على عبارتي "الشعبين" و"الدولتين" اللتين وردتا في البيان. وهذه نقطة سيادية ايجابية تجاه لبنان والشعب اللبناني لم نألفها في خطابات حزب البعث.
والمهم ايضا وايضا هو ان المبادئ نفسها التي يطالب بها الشعب اللبناني ويعتمدها، تطالب بها المعارضة السورية: بمعنى آخر لقد اصبح الكلام اللبناني الذي كان يُعتبر في الماضي بمثابة خيانة عظمى، مطلباً وطنياً شعبياً سورياًً .
وهذا يعني ان المعارضة السورية تتكلم لغة 14 آذار، لأنها لغة الديموقراطية والحرية.
وبما اننا والمعارضة السورية نتكلم لغة واحدة، فان هذا الامر يشكل في ذاته افضل ضمان لقيام احسن العلاقات بين لبنان وسوريا الجديدة، تماما كما كانت الحال في المراحل الثلاث التي عاشت فيها سوريا تجربة الديموقراطية والوحدة الوطنية اعوام 1920 و1943 و1954. يومها كانت العلاقات مع لبنان الأفضل والاكثر ايجابية. وقد تدهورت هذه العلاقات مع تدهور الديموقراطية في سوريا اثر قيام النظام التوتاليتاري البعثي الذي استمر الى يومنا هذا.
وهذا يدل بوضوح على ان الاستقرار تضمنه الانظمة الديموقراطية الحرة، لا الانظمة التوتاليتارية العسكرية. وفي ذلك رد على من كان يدّعي ان حزب البعث وحده يؤمن الاستقرار السياسي والامني والاجتماعي، كما يوفر الطمأنينة للوحدة والعيش المشترك والمساواة، ويقطع الطريق على التطرف والتيارات الاصولية. من كان يدّعي كل ذلك كان على خطأ لأن تاريخ ممارسة هذا الحزب في العالم العربي وسوريا ولبنان أثبت العكس تماماً .
اذ لا استقرار في الشرق الاوسط من دون ديموقراطية، ولا ديموقراطية في العالم العربي وفي العراق خصوصاً من دون الحفاظ على لبنان الديموقراطي، والانتقال بسوريا من نظام الحزب الواحد الى نظام ديموقراطي تماما كما طالبت به المعارضة السورية في بيانها التاريخي.
وعلى المجتمع الدولي ان يدرك هذا الواقع ويقوم بدوره كاملا لتحقيق هذا المطلب من خلال تحريك اجهزة الامم المتحدة وتفعيلها وبالاخص مجلس الامن الدولي.
ولقد اكدت المعارضة السورية، في بيانها، ان البديل من حزب البعث ونظامه في سوريا ليس الاصولية الاسلامية او التطرف. ولقد كان البيان واضحاً حول احترامه تعددية المجتمع السوري، كما كان موقف الاخوان المسلمين لافتا اذ قالوا انهم لا يطمحون الى الاستيلاء على الحكم في سوريا حتى وإن مثلوا الاكثرية، وهم لا يمثلونها كما قالوا، ولكنهم يطمحون الى حكم يشترك فيه الجميع بالتساوي. وهذا الموقف يسقط نهائيا ادعاءات نظام البعث الذي كان يحاول دائما ابتزاز الجميع من خلال تخويفهم بادعاءاته حول خطر استيلاء الاصوليين على الحكم في سوريا.
وقد عكس بيان المعارضة السورية توق الشعب السوري الى الديموقراطية، وشوقه الى التغيير. ونحن بكل بساطة معه وبجانبه لأننا عانينا معا القمع والقتل والتهجير والذل والاجرام والسرقات والصفقات والمافيات.
وبالعودة الى لبنان والى اليوم التاريخي الذي سيشهد تسليم ميليس مجلس الأمن تقريره، الذي لن يكون رمادي اللون، كما قال البعض او تمنى، فاننا نريد ان نؤكد ان لبنان يحترم المجتمع الدولي ويشكره لأنه وقف بجانبه وبجانب الحق من اجل كشف الحقيقة ولئلا يسمح بعد اليوم بان ترتكب جريمة او عملية ارهابية كاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري دون ان يُكشف ويُلاحق ويُعاقب من نظّم وحرّض وساهم ونفّذ! ان كشف الحقيقة يعني بكل بساطة ان لا حماية بعد اليوم للمجرمين، ايا كانوا، واينما كانوا، وهذه خطوة جديدة واساسية في الشرق الاوسط! وكشف الحقيقة صباح غد سيحرر اللبنانيين والعالم العربي والعالم كي لا يبقى ثمة حاجز بيننا وبين الحق والعدالة.
والحق يقول: لا لأي مساومة او مقايضة او صفقة كما حصل في عملية لوكربي، لان الجريمة الارهابية التي حصلت يوم 14 شباط لم تكن تستهدف آل الحريري فحسب، بل استهدفت ايضاً لبنان والعالم العربي والقضية العربية والعالم، ولأن رفيق الحريري لم يكن رئيساً لحكومة لبنان وزعيما لبنانيا فحسب، بل كان ايضاً زعيماً سنياً وعربياً ودولياً !
فهل من يقبل بعد كشف الحقيقة يوم غد، وأيّا تكن نتيجة التحقيق انطلاقا من احترامنا الكلي للجنة الدولية – هل من يقبل بأن نساوم او نوافق على اي صفقة في جريمة بهذا الحجم؟ طبعا لا، لأن المطلوب لبنانياً وعربياً ودولياً وانسانياً شيء واحد: المحاكمة والمحاسبة!
غدا تفتح صفحة جديدة في تاريخ وطننا والمنطقة، ومعها ينتهي عصر ويبدأ عصر لا مكان فيه للمجرمين والانظمة المجرمة بحق الاوطان والشعوب والانسانية.
غداً تنطلق عدوى الحقيقة من لبنان الى العالم العربي، مروراً بسوريا، لتحرر كل من قمعته الانظمة التوتاليتارية وذلته انظمة الحزب الواحد، والمافيات، والجرائم المنظمة! ومع هذا اليوم يتحرر لبنان من كابوس دام ثلاثين عاماً. كابوس الخوف وذل الاحتلال والوصاية، ومحاولة قتل الديموقراطية والحرية واغتيال وطن وشعب.
غداً، مع كشف الحقيقة، تسقط آخر اقنعة الاجرام والمجرمين في حق لبنان والعالم العربي! لذلك لا لزوم للتوسع في هذا المقال حول سيناريو الانتحار المبرمج لغازي كنعان، ولا حول مقابلة الرئيس بشار الاسد مع محطة الـ"سي.ان.ان." وهي مقابلة تميزت بمجموعة من التناقضات فضلا عن سطحية الاجوبة. فالانتحار والمقابلة يدلان على حقيقة واحدة هي ان النظام السوري مرتبك، وخائف، ومورّط، ومستمر في ارتكاب الاخطاء التي يقع فيها عادة اي "مرتكب" مع اقتراب صدور نتيجة التحقيق وكشف الجناة!
فليس مهماً التوسع اليوم والتكلم على هذا النظام الذي باتت أيامه معدودة. فالاهم هو التكلم على مستقبل لبنان ومستقبل سوريا الذي بدأت ترسمه تحركات المعارضة السورية وبالاخص بيانها المشترك الذي هو بمثابة بلاغ رقم 1 في تاريخ سوريا الديموقراطية الجديدة.
يبدو بكل بساطة ان عدوى حركة 14 آذار التاريخية انتقلت الى سوريا حيث يشكل بيان المعارضة اليوم الانتقال الحقيقي والجذري نحو سوريا واحدة، ديموقراطية للمرة الاولى منذ نصف قرن. فقد شاء البيان ترسيخ الوحدة الوطنية السورية، محترماً التنوع والتعدد السياسي والطائفي في البلاد، والالتقاء حول مبادئ الديموقراطية والحرية والوحدة.
ويلفت ما جاء فيه حول العلاقات بين لبنان وسوريا، انطلاقا من ضرورة تصحيحها لتكون على اساس احترام السيادة والاستقلال ومصالح الشعبين والدولتين! وهنا يجب التركيز على عبارتي "الشعبين" و"الدولتين" اللتين وردتا في البيان. وهذه نقطة سيادية ايجابية تجاه لبنان والشعب اللبناني لم نألفها في خطابات حزب البعث.
والمهم ايضا وايضا هو ان المبادئ نفسها التي يطالب بها الشعب اللبناني ويعتمدها، تطالب بها المعارضة السورية: بمعنى آخر لقد اصبح الكلام اللبناني الذي كان يُعتبر في الماضي بمثابة خيانة عظمى، مطلباً وطنياً شعبياً سورياًً .
وهذا يعني ان المعارضة السورية تتكلم لغة 14 آذار، لأنها لغة الديموقراطية والحرية.
وبما اننا والمعارضة السورية نتكلم لغة واحدة، فان هذا الامر يشكل في ذاته افضل ضمان لقيام احسن العلاقات بين لبنان وسوريا الجديدة، تماما كما كانت الحال في المراحل الثلاث التي عاشت فيها سوريا تجربة الديموقراطية والوحدة الوطنية اعوام 1920 و1943 و1954. يومها كانت العلاقات مع لبنان الأفضل والاكثر ايجابية. وقد تدهورت هذه العلاقات مع تدهور الديموقراطية في سوريا اثر قيام النظام التوتاليتاري البعثي الذي استمر الى يومنا هذا.
وهذا يدل بوضوح على ان الاستقرار تضمنه الانظمة الديموقراطية الحرة، لا الانظمة التوتاليتارية العسكرية. وفي ذلك رد على من كان يدّعي ان حزب البعث وحده يؤمن الاستقرار السياسي والامني والاجتماعي، كما يوفر الطمأنينة للوحدة والعيش المشترك والمساواة، ويقطع الطريق على التطرف والتيارات الاصولية. من كان يدّعي كل ذلك كان على خطأ لأن تاريخ ممارسة هذا الحزب في العالم العربي وسوريا ولبنان أثبت العكس تماماً .
اذ لا استقرار في الشرق الاوسط من دون ديموقراطية، ولا ديموقراطية في العالم العربي وفي العراق خصوصاً من دون الحفاظ على لبنان الديموقراطي، والانتقال بسوريا من نظام الحزب الواحد الى نظام ديموقراطي تماما كما طالبت به المعارضة السورية في بيانها التاريخي.
وعلى المجتمع الدولي ان يدرك هذا الواقع ويقوم بدوره كاملا لتحقيق هذا المطلب من خلال تحريك اجهزة الامم المتحدة وتفعيلها وبالاخص مجلس الامن الدولي.
ولقد اكدت المعارضة السورية، في بيانها، ان البديل من حزب البعث ونظامه في سوريا ليس الاصولية الاسلامية او التطرف. ولقد كان البيان واضحاً حول احترامه تعددية المجتمع السوري، كما كان موقف الاخوان المسلمين لافتا اذ قالوا انهم لا يطمحون الى الاستيلاء على الحكم في سوريا حتى وإن مثلوا الاكثرية، وهم لا يمثلونها كما قالوا، ولكنهم يطمحون الى حكم يشترك فيه الجميع بالتساوي. وهذا الموقف يسقط نهائيا ادعاءات نظام البعث الذي كان يحاول دائما ابتزاز الجميع من خلال تخويفهم بادعاءاته حول خطر استيلاء الاصوليين على الحكم في سوريا.
وقد عكس بيان المعارضة السورية توق الشعب السوري الى الديموقراطية، وشوقه الى التغيير. ونحن بكل بساطة معه وبجانبه لأننا عانينا معا القمع والقتل والتهجير والذل والاجرام والسرقات والصفقات والمافيات.
وبالعودة الى لبنان والى اليوم التاريخي الذي سيشهد تسليم ميليس مجلس الأمن تقريره، الذي لن يكون رمادي اللون، كما قال البعض او تمنى، فاننا نريد ان نؤكد ان لبنان يحترم المجتمع الدولي ويشكره لأنه وقف بجانبه وبجانب الحق من اجل كشف الحقيقة ولئلا يسمح بعد اليوم بان ترتكب جريمة او عملية ارهابية كاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري دون ان يُكشف ويُلاحق ويُعاقب من نظّم وحرّض وساهم ونفّذ! ان كشف الحقيقة يعني بكل بساطة ان لا حماية بعد اليوم للمجرمين، ايا كانوا، واينما كانوا، وهذه خطوة جديدة واساسية في الشرق الاوسط! وكشف الحقيقة صباح غد سيحرر اللبنانيين والعالم العربي والعالم كي لا يبقى ثمة حاجز بيننا وبين الحق والعدالة.
والحق يقول: لا لأي مساومة او مقايضة او صفقة كما حصل في عملية لوكربي، لان الجريمة الارهابية التي حصلت يوم 14 شباط لم تكن تستهدف آل الحريري فحسب، بل استهدفت ايضاً لبنان والعالم العربي والقضية العربية والعالم، ولأن رفيق الحريري لم يكن رئيساً لحكومة لبنان وزعيما لبنانيا فحسب، بل كان ايضاً زعيماً سنياً وعربياً ودولياً !
فهل من يقبل بعد كشف الحقيقة يوم غد، وأيّا تكن نتيجة التحقيق انطلاقا من احترامنا الكلي للجنة الدولية – هل من يقبل بأن نساوم او نوافق على اي صفقة في جريمة بهذا الحجم؟ طبعا لا، لأن المطلوب لبنانياً وعربياً ودولياً وانسانياً شيء واحد: المحاكمة والمحاسبة!
غدا تفتح صفحة جديدة في تاريخ وطننا والمنطقة، ومعها ينتهي عصر ويبدأ عصر لا مكان فيه للمجرمين والانظمة المجرمة بحق الاوطان والشعوب والانسانية.