د. شفيق ناظم الغبرا ( أستاذ العلوم السياسية، ورئيس الجامعة الأميركية في الكويت ) - الرأي العام الكويتية
يستمر المشهد المتصاعد بين لبنان وسورية، وفي كل من البلدين، فمنذ أيام انتحر وزير الداخلية السوري غازي كنعان، وقد يكون قد قتل أو أرغم على الانتحار، الوزير السوري غازي كنعان هو الشخصية السورية التي تحكمت لسنوات طوال بالملف اللبناني بكل أبعاده، وكان غازي كنعان أبعد عن ملف لبنان عام 2002، وشكل الانتحار حدثاً سياسياً جديداً يضاف إلى تلك الأحداث المتلاحقة التي يتشكل منها مأزق ما بعد اغتيال الحريري، إذ لم يعرف عن غازي كنعان اختلافه مع الحريري، كما عرف عنه معارضته للتمديد للرئيس لحود، إضافة إلى معارضته لسياسات الأمنيين السوريين الذين حلوا مكانه في لبنان, هكذا يصبح الحديث الدولي عن معلومات قدمها كنعان للجنة التحقيق أموراً تضاف إلى بورصة التساؤلات والألغاز التي تحيط بهذا الوضع.وتشير حادثة الانتحار أو الموت أو الاغتيال، إلى مدى صعوبة الوضع في سورية، فمن الواضح أن ذلك الجزء من العالم العربي أكثر عرضة للتغيير اليوم من أي مكان آخر، ومن الواضح أن سورية في طريقها لمواجهة استحقاقات ما وقع في لبنان وما وقع أثناء التحقيق بما في ذلك آفاق تورط بعض مسؤوليها, الضباب الذي يحيط بسورية اليوم هو ذاته الذي يحيط بالدول التي تمارس سلطة حزب مسيطر في ظل ديكتاتورية ثابتة وذلك بعد وفاة الزعيم المؤسس (حافظ الأسد), ويمكن الاستنتاج بأن ما نراه اليوم هو تعبير عن وضع جديد مؤهل للتطور والاستكمال في سورية, ولكن شكل وتعبيرات هذا الوضع الجديد ليست واضحة بأبعادها كلها, فمن المعروف أن غياب الحريات وغياب التعبير والانتخاب الحر في سورية على مدى عقود يجعل التغيير صعباً ويحتمل الفشل والفوضى كما يحتمل النجاح, لهذا فسورية ستدخل نفقاً لم تدخله منذ عقود.إن المشهد الجديد الخارج من لبنان وسورية يؤكد لنا أن نهاية هذه المأساة ليست في المدى القريب، فأمام لبنان طريق طويل مع الرئاسة والأسماء الجديدة والتوازنات الشيعية السنية المسيحية، كما أنه أمام لبنان إعادة رسم العلاقة مع سورية والتعامل مع حزب الله والسلاح والمخيمات، أما سورية فأمامها مهام التغيير والإصلاح والإصلاح الذاتي والتعامل مع ما بعد صدور التقرير الدولي وآفاق توجيه الاتهامات لمسؤولين سوريين متهمين بالتورط في عملية اغتيال الحريري، أمام سورية تحديات التعامل مع لبنان والتعامل مع واشنطن والتعامل مع الشعب السوري والمعارضة والتعامل مع نتائج التقرير، هذا الانتقال يحوي مصاعب كبيرة ولا يشترط أن يتم بلا عنف وفوضى.
يستمر المشهد المتصاعد بين لبنان وسورية، وفي كل من البلدين، فمنذ أيام انتحر وزير الداخلية السوري غازي كنعان، وقد يكون قد قتل أو أرغم على الانتحار، الوزير السوري غازي كنعان هو الشخصية السورية التي تحكمت لسنوات طوال بالملف اللبناني بكل أبعاده، وكان غازي كنعان أبعد عن ملف لبنان عام 2002، وشكل الانتحار حدثاً سياسياً جديداً يضاف إلى تلك الأحداث المتلاحقة التي يتشكل منها مأزق ما بعد اغتيال الحريري، إذ لم يعرف عن غازي كنعان اختلافه مع الحريري، كما عرف عنه معارضته للتمديد للرئيس لحود، إضافة إلى معارضته لسياسات الأمنيين السوريين الذين حلوا مكانه في لبنان, هكذا يصبح الحديث الدولي عن معلومات قدمها كنعان للجنة التحقيق أموراً تضاف إلى بورصة التساؤلات والألغاز التي تحيط بهذا الوضع.وتشير حادثة الانتحار أو الموت أو الاغتيال، إلى مدى صعوبة الوضع في سورية، فمن الواضح أن ذلك الجزء من العالم العربي أكثر عرضة للتغيير اليوم من أي مكان آخر، ومن الواضح أن سورية في طريقها لمواجهة استحقاقات ما وقع في لبنان وما وقع أثناء التحقيق بما في ذلك آفاق تورط بعض مسؤوليها, الضباب الذي يحيط بسورية اليوم هو ذاته الذي يحيط بالدول التي تمارس سلطة حزب مسيطر في ظل ديكتاتورية ثابتة وذلك بعد وفاة الزعيم المؤسس (حافظ الأسد), ويمكن الاستنتاج بأن ما نراه اليوم هو تعبير عن وضع جديد مؤهل للتطور والاستكمال في سورية, ولكن شكل وتعبيرات هذا الوضع الجديد ليست واضحة بأبعادها كلها, فمن المعروف أن غياب الحريات وغياب التعبير والانتخاب الحر في سورية على مدى عقود يجعل التغيير صعباً ويحتمل الفشل والفوضى كما يحتمل النجاح, لهذا فسورية ستدخل نفقاً لم تدخله منذ عقود.إن المشهد الجديد الخارج من لبنان وسورية يؤكد لنا أن نهاية هذه المأساة ليست في المدى القريب، فأمام لبنان طريق طويل مع الرئاسة والأسماء الجديدة والتوازنات الشيعية السنية المسيحية، كما أنه أمام لبنان إعادة رسم العلاقة مع سورية والتعامل مع حزب الله والسلاح والمخيمات، أما سورية فأمامها مهام التغيير والإصلاح والإصلاح الذاتي والتعامل مع ما بعد صدور التقرير الدولي وآفاق توجيه الاتهامات لمسؤولين سوريين متهمين بالتورط في عملية اغتيال الحريري، أمام سورية تحديات التعامل مع لبنان والتعامل مع واشنطن والتعامل مع الشعب السوري والمعارضة والتعامل مع نتائج التقرير، هذا الانتقال يحوي مصاعب كبيرة ولا يشترط أن يتم بلا عنف وفوضى.