تختزن بعض الازمنة قدسية معينة اكتسبتها من احداث ووقائع اقترنت بتقويمها، لتضفي على حياة البشر شيئا من الشفافية في عملية أنسنة المخلوق الترابي المستفيد الوحيد من معادلة الزمن.
ومن هذه الازمنة، شهر رمضان المبارك، ذلك الشهر الذي استقبله الرسول الكريم (ص) بخطبته الرائعة والتي كثيرا ما استوقفتني فيها عبارة:(والشياطين فيه مغلولة)، وكثيرا جدا ما تساءلت بصمت عن ماهية هذه الشياطين، هل هي شياطين الجن أم شياطين الانس؟
وبفضل الاحداث المتسارعة في زمننا الملغوم هذا، اظنني توصلت الى الاجابة، بان رسول الله (ص) لم يعني في حديثه شياطين الانس لانهم يقرعون طرقاتنا يوميا ويأخذون منا الحلم والامن والحب؟ ولان شياطين الانس تمارس فعالياتها اليومية بكل نشاط وحيوية وعلى مختلف الاصعدة ونجدهم في كل مكان من حولنا... اذن هم مستثنون من حديث رسول الانسانية.
فالزمن المقدس لا يفهمه الا من به نفحات انسانية، فكلما ازدادت نسبة الانسانية في مخلوق ما، ارتفعت لذلك نسبة ادراكه لقيمة الزمن وفهمه لماهية القداسة.
ورمضاننا هذا العام فاق نظائره في الازمنة الاخرى قدسية، لما جرت فيه من انتهاكات لحرمة الانسان العراقي وما تجري، انتهاكات لدمه ... لحقوقه... لماضيه المعذب وحاضره المتعب... لمستقبله واحلامه... لحقه في الحياة.
ومع كل هذا اعتقد باننا قادرون على صياغة نوع جديد من القدسية يمكن ان نقدمها للزمن الاتي، فيصبح رمضان الاتي اكثر قداسة، والزمن المختفي في احداق اطفالنا اكثر قداسة... عندما نقاوم الخوف في انفسنا، ونكسر قيود اللامبالاة في اعرافنا، ونسحق الانا في ذواتنا، ونحطم اصنام الشرك بكل انواعها بفأس ابراهيم عليه السلام لنمسي من اعظم الموحدين.
لا يمكن ان ننتظر من الاخرين ان يصنعوا لنا المستقبل، او نطلب من الاخرين حلولا لمشاكلنا، او مراهم لجراحنا ثم ندعي باننا قادرون على ان نقول كلمتنا.
سنجرب انفسنا في هذا الامر، سنجرب قدرتنا على اتخاذ القرار، وشجاعتنا في قول كلمتنا، وحبنا للحياة الفضلى ورفضنا للاستعباد والاسترهاب والتزييف، سنجرب كل هذا يوم السبت القادم.
وستتطلع الينا في ذلك الصباح، السماء الزرقاء الصافية ... ورذاذ الماء في دجلة والفرات، والجماجم الحبيبة في مقابرنا الجماعية، وارواح الشهداء وآلاف القلوب الطيبة المشردة في اصقاع الارض، يحدوها الامل بان نجتاز التجربة وننتصر على كل عوامل القهر التي تسعى للقضاء علينا.
واني واثقة باننا شعب لا يقهر... وسننتصر كما انتصرنا فيما مضى وسنُعلم (بضم النون) العالمين بان الزمن يستمد قدسيته من ارادتنا.
علياء الانصاري
مديرة منظمة بنت الرافدين ـ بابل
ومن هذه الازمنة، شهر رمضان المبارك، ذلك الشهر الذي استقبله الرسول الكريم (ص) بخطبته الرائعة والتي كثيرا ما استوقفتني فيها عبارة:(والشياطين فيه مغلولة)، وكثيرا جدا ما تساءلت بصمت عن ماهية هذه الشياطين، هل هي شياطين الجن أم شياطين الانس؟
وبفضل الاحداث المتسارعة في زمننا الملغوم هذا، اظنني توصلت الى الاجابة، بان رسول الله (ص) لم يعني في حديثه شياطين الانس لانهم يقرعون طرقاتنا يوميا ويأخذون منا الحلم والامن والحب؟ ولان شياطين الانس تمارس فعالياتها اليومية بكل نشاط وحيوية وعلى مختلف الاصعدة ونجدهم في كل مكان من حولنا... اذن هم مستثنون من حديث رسول الانسانية.
فالزمن المقدس لا يفهمه الا من به نفحات انسانية، فكلما ازدادت نسبة الانسانية في مخلوق ما، ارتفعت لذلك نسبة ادراكه لقيمة الزمن وفهمه لماهية القداسة.
ورمضاننا هذا العام فاق نظائره في الازمنة الاخرى قدسية، لما جرت فيه من انتهاكات لحرمة الانسان العراقي وما تجري، انتهاكات لدمه ... لحقوقه... لماضيه المعذب وحاضره المتعب... لمستقبله واحلامه... لحقه في الحياة.
ومع كل هذا اعتقد باننا قادرون على صياغة نوع جديد من القدسية يمكن ان نقدمها للزمن الاتي، فيصبح رمضان الاتي اكثر قداسة، والزمن المختفي في احداق اطفالنا اكثر قداسة... عندما نقاوم الخوف في انفسنا، ونكسر قيود اللامبالاة في اعرافنا، ونسحق الانا في ذواتنا، ونحطم اصنام الشرك بكل انواعها بفأس ابراهيم عليه السلام لنمسي من اعظم الموحدين.
لا يمكن ان ننتظر من الاخرين ان يصنعوا لنا المستقبل، او نطلب من الاخرين حلولا لمشاكلنا، او مراهم لجراحنا ثم ندعي باننا قادرون على ان نقول كلمتنا.
سنجرب انفسنا في هذا الامر، سنجرب قدرتنا على اتخاذ القرار، وشجاعتنا في قول كلمتنا، وحبنا للحياة الفضلى ورفضنا للاستعباد والاسترهاب والتزييف، سنجرب كل هذا يوم السبت القادم.
وستتطلع الينا في ذلك الصباح، السماء الزرقاء الصافية ... ورذاذ الماء في دجلة والفرات، والجماجم الحبيبة في مقابرنا الجماعية، وارواح الشهداء وآلاف القلوب الطيبة المشردة في اصقاع الارض، يحدوها الامل بان نجتاز التجربة وننتصر على كل عوامل القهر التي تسعى للقضاء علينا.
واني واثقة باننا شعب لا يقهر... وسننتصر كما انتصرنا فيما مضى وسنُعلم (بضم النون) العالمين بان الزمن يستمد قدسيته من ارادتنا.
علياء الانصاري
مديرة منظمة بنت الرافدين ـ بابل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق