الاثنين، ديسمبر 12، 2005

السنيورة : لبنان سيطلب من الأمم المتحدة التحقيق باغتيال تويني

دمشق تنفي مسؤوليتها عن العملية
العربية.نت
قال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الاثنين 12-12-2005 إنه سيطالب مجلس الأمن بالتحقيق في جريمة اغتيال النائب اللبناني المعارض لسوريا جبران تويني في انفجار سيارة ملغومة في بيروت. وقال السنيورة للصحفيين "سأبادر الى المطالبة بان ينظر مجلس الامن في هذه الجريمة الارهابية ومخاطرها والجرائم الاخرى المرتكبة منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة واتخاذ الاجراءات المناسبة في هذا الشأن".
وقال إن الحكومة "لن ترضخ" مضيفا ان "المجرمين ماضون في قتلنا واحدا بعد الآخر ونحن لن نرضخ". واوضح السنيورة في بيان تلاه " لن نرضخ، لن نرضخ، المجرمون ماضون في قتلنا واحدا بعد الآخر ونحن لن نرضخ مهما أصابت يد الاجرام الحاقد رائدا من روادنا وعلما من اعلامنا الشهيد والمناضل الذي انضم الى قافلة شهداء الاستقلال الثاني في مواجهة محاولة قهر اللبنانيين".
وأضاف رئيس الوزراء اللبناني ان "ارادة الحياة لم تهزم يوما ولن تهزم في لبنان ونحن نقول للقتلة: لا والف لا حتى لو بقي فينا حي واحد قررنا الا نتراجع عن مسيرة الاستقلال والحرية"، داعيا مجلس الأمن "الى النظر في هذه الجريمة والجرائم الأخرى" التي وقعت في لبنان خلال السنة الماضية.
وأضاف رئيس الوزراء اللبناني ان "ارادة الحياة لم تهزم يوما ولن تهزم في لبنان ونحن نقول للقتلة: لا والف لا حتى لو بقي فينا حي واحد قررنا الا نتراجع عن مسيرة الاستقلال والحرية". ومضى يقول "الغضب والالم يتملكني مع اتساع هذا الجرح الكبير ليس امامنا الا مواجهة المجرمين حتى الوصول الى هزيمتهم" مشددا على ان جبران تويني "كان الصوت المدوي من اجل الحرية لكنهم ارادوا اسكاته علهم يرهبون اللبنانيين".
وقال السنيورة إنه أجرى اتصالات مع سفراء الدول العربية في لبنان وسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وممثل الأمم المتحدة في لبنان والامين العام لجامعة الدول العربية.
وأوضح "يهمني أن أشير هنا الى ضرورة أن ينظر مجلس الأمن الدولي بهذه الجريمة الارهابية والجرائم الاخرى منذ محاولة" اغتيال الوزير مروان حماده "واتخاذ الاجراءات المناسبة بهذا الشأن".
كما شدد السنيورة على ضرورة "تشكيل محكمة ذات طابع دولي لان الأمر تجاوز حدود الاغتيال الشخصي ليهدد مصير شعب, هذا الشعب المصمم على التمسك بارادة الحياة ووحدته".
وكان النائب اللبناني تويني قتل صباح اليوم الاثنين مع ثلاثة اشخاص آخرين في تفجير سيارة مفخخة استهدفته شرق بيروت, وكان معروفا بمواقفه المناهضة لسوريا في لبنان.
من جهته أكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ان الاتحاد سيدعم كل الجهود الحكومة اللبنانية من اجل "وضع حد لمسلسل الاعتداءات" التي تستهدف الاشخاص "المتمسكين باستقلال وسيادة لبنان" مثل النائب جبران تويني.
وكتب سولانا في بيان "ان هذه السنوات شهدت في مرات كثيرة كيف استهدف بكل جبن اولئك الذين يتمسكون مثل جبران تويني باستقلال وسيادة لبنان وبامكانية التعبير فيه بكل حرية".
وأضاف سولانا "ان الاتحاد الاوروبي سيدعم كل الجهود التي ستقوم بها الحكومة اللبنانية من اجل وضع حد لهذا المسلسل من الاعتداءات". وتابع "ان الشعب اللبناني قد عبر بقوة كبيرة عن تمسكه بالديمقراطية وعن رغبته في العيش في سلام وامان ويجب ان يسمع".
وقال المسؤول الأوروبي أيضا "ادين بأشد العبارات الاعتداء الذي اودى بحياة النائب والصحافي اللبناني جبران تويني وكذلك عدة اشخاص آخرين. اتوجه الى عائلات الضحايا وكذلك الى حكومة لبنان باصدق تعازي وكل تعاطفي".
واعلن سفير الاتحاد الاوروبي في بيروت باتريك رينو في تصريح لاذاعة "راديو فرانس انترناسيونال" انه يؤيد انشاء محكمة دولية بهدف "محاكمة المجرمين" و"حماية لبنان" اثر اغتيال النائب المناهض لسوريا جبران تويني.
وقال "يجب إنشاء محكمة دولية لمحاكمة المجرمين. انه الحل الوحيد, اذ يجب حماية اللبنانيين ليتمكنوا من محاكمة بقوة القانون وبكل ثقة اولئك الذين اغتالوا رجال السياسة (اللبنانيين), رجال الحرية".
ودانت دمشق اغتيال النائب اللبناني جبران تويني وحذرت في الوقت نفسه من خطر الفوضى في لبنان والمنطقة عشية اجتماع مجلس الامن الدولي لمناقشة التقرير الاخير للجنة الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.
ودان مجلس الشعب السوري "جريمة اغتيال" المدير العام لجريدة النهار جبران تويني الذي قضى في اعتداء بسيارة مفخخة استهدف موكبه في منطقة المكلس بضاحية بيروت, فيما اعتبر وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله ان "السلام بدأ يتزعزع في لبنان مع التدخل الاجنبي".

انفجار صباحي في بيروت
وكانت الشرطة اللبنانية قالت ان سيارة ملغومة انفجرت في بيروت الاثنين مما ادى لمقتل الصحفي وعضو البرلمان اللبناني جبران تويني المعارض لسوريا.
وقتل ثلاثة آخرون واصيب عشرة في الانفجار الذي دمر سيارة تويني المدرعة اثناء سيرها في منطقة مكلس ذات الاغلبية المسيحية في شرق بيروت. وقال شهود ان ثلاثة اشخاص على الاقل ممن كانوا داخل السيارة قتلوا وان جثثهم تفحمت لدرجة لا يمكن التعرف عليها.
وفي أول رد فعل، حمل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط سوريا مسؤولية اغتيال النائب المسيحي اللبناني جبران تويني الذي قتل في عملية تفجير شرق بيروت, معتبرا انها "رسالة ارهاب جديدة".
وقال جنبلاط للمؤسسة اللبنانية للارسال "ال بي سي" ان "رسالة الارهاب الجديدة وصلت ...الرسالة واضحة لان احدهم قال للتلفزيون الروسي ان فرض عقوبات على سوريا سيزعزع الاستقرار .. بدأت الزعزعة وسنجيبهم", في اشارة الى الرئيس السوري بشار الاسد بدون ان يسميه.
من جهته، اعتبر وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله تعليقا على اغتيال النائب المعارض لسوريا جبران تويني اليوم الاثنين ان "التدخل الاجنبي في لبنان زعزع السلام" فيه.
واكد الوزير السوري في حديث مع تلفزيون "المؤسسة اللبنانية للارسال" ان سوريا "تدين اعمال الارهاب ولا توافق على هذه الوسيلة بغض النظر عن الاختلاف السياسي مع هذا الشخص او ذاك".
وكان الاسد صرح لشبكة تلفزيون روسية الاحد ان فرض عقوبات على سوريا قد يؤدي الى زعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط مما ستكون له تداعيات سلبية على باقي العالم.
وقال الرئيس السوري ان "الدول التي تسعى الى فرض عقوبات على سوريا لن تربح بل ستخسر ... الشرق الاوسط في قلب العالم وسوريا الان في قلب الشرق الاوسط وسوريا مع العراق ان لم يكن الوضع فيهما جيدا ستضطرب كل المنطقة والعالم كله سيدفع الثمن".
واكد جنبلاط ضرورة انشاء "محكمة دولية لتحصين لبنان". وقال "اذا لم نحقق محكمة دولية سنفقد كل حصانة".
من جهته، طالب النائب الدرزي مروان حماده الاثنين بتشكيل محكمة دولية "فورا" للتحقيق في "الاجرام المتمادي للنظام السوري" في لبنان اثر اغتيال النائب جبران تويني المعارض لسوريا صباحا في انفجار سيارة مفخخة.
وقال حماده الذي ينتمي الى كتلة اللقاء الديموقراطي برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ان كتلته ستنسحب من الحكومة "مساء اليوم اذا لم يدع مجلس الوزراء خلال الساعات المقبلة لفتح التحقيق الدولي في كل الاغتيالات التي جرت في لبنان وصولا الى الجريمة اليوم".
وأكد حماده وهو خال جبران التويني، في تصريحات صحافية، ان كتلته "ستطالب بمحكمة دولية فورا للتحقيق في الاجرام المتبادي للنظام السوري ضد لبنان".
وتويني صحفي بارز من اشد المعارضين لسوريا وانتخب في البرلمان اللبناني في الانتخابات التي جرت هذا العام.
وقد هزت سلسلة من الانفجارات والاغتيالات لبنان منذ مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في 14 فبراير شباط الماضي.

جبران تويني: صحافي وسياسي جريء وصاحب منبر كبير
عرف النائب جبران تويني رئيس مجلس ادارة صحيفة "النهار" اللبنانية العريقة الذي قتل اليوم الاثنين في انفجار سيارة مفخخة بمواقفه الجريئة المناهضة لسوريا وكتاباته اللاذعة في اهم منابر لبنان الصحافية.
ولد النائب والصحافي جبران تويني في 15 سبتمبر/ايلول 1957 وانتخب عضوا في البرلمان عن مقعد بيروت الارثوذكسي المسيحي على لائحة تيار "المستقبل" لرئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في مايو/ايار 2005 بعد انسحاب القوات السورية من لبنان نهاية ابريل/نيسان.
وجبران تويني معروف بمواقفه المناهضة لسوريا وكان من الشخصيات البارزة في "انتفاضة الاستقلال" التي تمثلت بحركة شعبية واسعة اعقبت اغتيال الحريري في 14 فبراير/شباط الماضي ودفعت سوريا مع الضغوط الدولية الى سحب قواتها من لبنان.
وكان في الفترة الاخيرة من كبار المدافعين عن تشكيل محكمة دولية لمحاكمة المتهمين في اغتيال الحريري, والداعين الى استقالة رئيس الجمهورية اميل لحود.
كان تويني من كبار المدافعين عن الاستقلال والسيادة اللبنانية وكان معروفا بافتتاحياته اللاذعة المتنقدة للسياسة السورية.
وهو متزوج من سهام عسيلي وله ابنتان توأمان منها في اشهرهما الاولى. و كذلك له ابنتان اخريان من زواج سابق.
والده المفكر والسياسي واللبناني غسان تويني ووالدته الشاعرة الراحلة ناديا تويني شقيقة الوزير اللبناني مروان حماده الذي نجا من محاولة اغتيال في اكتوبر/تشرين الاول 2004.
نال جبران تويني اجازة من المعهد العالي للصحافة في باريس ومن ثم من معهد الدراسات الدولية العليا في العاصمة الفرنسية ايضا.
وكان عضوا في السنوات الاخيرة في "لقاء قرنة شهوان" الذي ضم شخصيات لبنانية مناهضة للوجود السوري

ليست هناك تعليقات: