اعتبرو خطابهم السياسي "المنفتح" مجرد تكتيك
العربية.نت
أدى النجاح غير المسبوق لجماعة الاخوان المسلمين في الانتخابات التشريعية المصرية الى زيادة المخاوف لدى الناشطات الليبراليات من فقدان المرأة المصرية لما تملكه حاليا من هامش حرية في حال وصل الاسلاميون الى الحكم في المستقبل.
وتقول الكاتبة المصرية نوال السعداوي انها "ضد سياساتهم (الاخوان) كلها وليس فقط تلك المعنية بالمرأة". وردا على الخطاب المنفتح نسبيا الذي تتبناه حركة الاخوان المسلمين من المرأة والذين يعلنون فيه انهم لا يريدون فرض الحجاب عليها, تقول الناشطة في الحركة النسائية ان "خطابهم السياسي (المنفتح) ما هو الا تكتيك للوصول الى الحكم".
لكن السعداوي التي تعتبر ايضا من اليساريين الراديكاليين والتي دخلت السجن في فترة حكم الرئيس الراحل انور السادات لمواقفها السياسية, ترى ان المرأة في مصر تقع ايضا ضحية الثقافة الاستهلاكية الغربية المدعومة من الولايات المتحدة.
وتؤكد ان "المرأة المصرية (تائهة) ما بين الامركة والاستهلاك والتعرية حسب الموضة وبين التغطية والحجاب كما يريد الاخوان والاسلاميون".
وقد نجحت حركة الاخوان التي يغض النظام المصري الطرف بعض الشيء عن نشاطها رغم حظرها رسميا, في حصد 76 مقعدا خلال المرحلتين الاوليين من الانتخابات ويشارك 35 من مرشحيها في الجولة الاخيرة للانتخابات الاربعاء المقبل.
وتخشى الروائية والاستاذة الجامعية سحر الموجي ايضا ان "تتقلص كل الحريات" في حال وصلت حركة الاخوان الى الحكم. وتقول "ان حركة الاخوان كانت المفرخة التي اخرجت الجماعات المتشددة مثل التكفير والهجرة والجهاد الاسلامي. عندما يصلون الحكم سيكونون مثل الاخرين في التشدد."
لكن الموجي تحاول طمأنة نفسها من خلال القول بأن الاخوان لا يمثلون اغلبية الشعب المصري, مشيرة الى ان "من ذهب للتصويت كان بحدود 25 في المائة فقط" من المواطنين الذين يحق لهم الاقتراع.
وقالت ان "33 من اصل 35 فتاة في فصل الدراسة في الجامعة محجبات, لكنهن لا ينتمين بالضرورة الى الاخوان, فللمصريين طريقتهم الخاصة في التدين".
وعلى عكس الطريقة التي يرتدى بها الحجاب في السعودية مثلا حيث تجبر النساء على لبس عباءة سوداء فضفاضة تغطي كافة انحاء الجسم, فان الحجاب في مصر يأتي بكافة الاشكال والالوان.
وبينما ترتدي النساء في العائلات المحافظة جدا الخمار وفي بعض الاحيان النقاب, يمكن رؤية فتيات يجمعن في ملابسهن غطاء رأس ملونا مع قيمص وبنطلون ضيقين. ويظهر فيديو كليب غنائي يعرض بشكل منتظم على قنوات الموسيقى العربية فتاة ترتدي حجابا "عصريا" وتتمايل بجسدها امام مغن مصري.
وقد تم تصوير الفيديو الغنائي على احد جسور العاصمة المصرية فوق نهر النيل حيث تشاهد عادة العشرات من الفتيات المحجبات يتمشين يدا بيد مع شبان من اعمارهن.
لكن حركة الاخوان لا تعتبر هذا النوع من الحجاب اسلاميا بالقدر الكافي. فالحركة تقول في واحة المرأة على موقعها الالكتروني "يجب ستر جميع بدن المرأة عدا وجهها وكفيها بغطاء ساتر لا يشف ولا يجسم ولا يشبه لباس الرجال."
وتصر حركة الاخوان مع ذلك على ايصال رسائل معتدلة في موضوع تطبيق الشريعة وتؤكد انها لن تفرض الحجاب على المرأة في حال وصلت الى السلطة.
ويقول المتحدث باسم الحركة عصام العريان انه "لا يجوز ولا يمكن لاي هيئة حكومية فرض شيء على الناس لا يرغبون به". وبينما يفاخر العريان بأن المحجبات يمثلن حوالي 70 في المائة من المصريات المسلمات, يقول ان فرض الحجاب "لم يرد على تفكير الحركة اطلاقا".
ويتساءل العريان "لماذا نلجأ لفرض الحجاب اذا كنا نجحنا بالاقناع خلال العشرين سنة الماضية" بمضاعفة عدد المحجبات. ويضيف العريان ايضا ان الخوف من سياسة الفصل بين الجنسين لا محل له من الصحة لأن تطبيق هذه السياسة في مصر "يقارب المستحيل".
لكن السيدات المتحررات يجدن صعوبة في تصديق المواقف المنفتحة للاخوان المسلمين. فالمحامية الناشطة في مجال حقوق الانسان رانية شاهين تقول "احب ان اراهم (الاخوان) ممثلين في مجلس الشعب لأن مؤيديهم... سيعرفون انهم منافقون يستغلون الدين". وتضيف "لكن لو وصلوا الى الحكم ستصبح كارثة على الرجال والنساء معا".
العربية.نت
أدى النجاح غير المسبوق لجماعة الاخوان المسلمين في الانتخابات التشريعية المصرية الى زيادة المخاوف لدى الناشطات الليبراليات من فقدان المرأة المصرية لما تملكه حاليا من هامش حرية في حال وصل الاسلاميون الى الحكم في المستقبل.
وتقول الكاتبة المصرية نوال السعداوي انها "ضد سياساتهم (الاخوان) كلها وليس فقط تلك المعنية بالمرأة". وردا على الخطاب المنفتح نسبيا الذي تتبناه حركة الاخوان المسلمين من المرأة والذين يعلنون فيه انهم لا يريدون فرض الحجاب عليها, تقول الناشطة في الحركة النسائية ان "خطابهم السياسي (المنفتح) ما هو الا تكتيك للوصول الى الحكم".
لكن السعداوي التي تعتبر ايضا من اليساريين الراديكاليين والتي دخلت السجن في فترة حكم الرئيس الراحل انور السادات لمواقفها السياسية, ترى ان المرأة في مصر تقع ايضا ضحية الثقافة الاستهلاكية الغربية المدعومة من الولايات المتحدة.
وتؤكد ان "المرأة المصرية (تائهة) ما بين الامركة والاستهلاك والتعرية حسب الموضة وبين التغطية والحجاب كما يريد الاخوان والاسلاميون".
وقد نجحت حركة الاخوان التي يغض النظام المصري الطرف بعض الشيء عن نشاطها رغم حظرها رسميا, في حصد 76 مقعدا خلال المرحلتين الاوليين من الانتخابات ويشارك 35 من مرشحيها في الجولة الاخيرة للانتخابات الاربعاء المقبل.
وتخشى الروائية والاستاذة الجامعية سحر الموجي ايضا ان "تتقلص كل الحريات" في حال وصلت حركة الاخوان الى الحكم. وتقول "ان حركة الاخوان كانت المفرخة التي اخرجت الجماعات المتشددة مثل التكفير والهجرة والجهاد الاسلامي. عندما يصلون الحكم سيكونون مثل الاخرين في التشدد."
لكن الموجي تحاول طمأنة نفسها من خلال القول بأن الاخوان لا يمثلون اغلبية الشعب المصري, مشيرة الى ان "من ذهب للتصويت كان بحدود 25 في المائة فقط" من المواطنين الذين يحق لهم الاقتراع.
وقالت ان "33 من اصل 35 فتاة في فصل الدراسة في الجامعة محجبات, لكنهن لا ينتمين بالضرورة الى الاخوان, فللمصريين طريقتهم الخاصة في التدين".
وعلى عكس الطريقة التي يرتدى بها الحجاب في السعودية مثلا حيث تجبر النساء على لبس عباءة سوداء فضفاضة تغطي كافة انحاء الجسم, فان الحجاب في مصر يأتي بكافة الاشكال والالوان.
وبينما ترتدي النساء في العائلات المحافظة جدا الخمار وفي بعض الاحيان النقاب, يمكن رؤية فتيات يجمعن في ملابسهن غطاء رأس ملونا مع قيمص وبنطلون ضيقين. ويظهر فيديو كليب غنائي يعرض بشكل منتظم على قنوات الموسيقى العربية فتاة ترتدي حجابا "عصريا" وتتمايل بجسدها امام مغن مصري.
وقد تم تصوير الفيديو الغنائي على احد جسور العاصمة المصرية فوق نهر النيل حيث تشاهد عادة العشرات من الفتيات المحجبات يتمشين يدا بيد مع شبان من اعمارهن.
لكن حركة الاخوان لا تعتبر هذا النوع من الحجاب اسلاميا بالقدر الكافي. فالحركة تقول في واحة المرأة على موقعها الالكتروني "يجب ستر جميع بدن المرأة عدا وجهها وكفيها بغطاء ساتر لا يشف ولا يجسم ولا يشبه لباس الرجال."
وتصر حركة الاخوان مع ذلك على ايصال رسائل معتدلة في موضوع تطبيق الشريعة وتؤكد انها لن تفرض الحجاب على المرأة في حال وصلت الى السلطة.
ويقول المتحدث باسم الحركة عصام العريان انه "لا يجوز ولا يمكن لاي هيئة حكومية فرض شيء على الناس لا يرغبون به". وبينما يفاخر العريان بأن المحجبات يمثلن حوالي 70 في المائة من المصريات المسلمات, يقول ان فرض الحجاب "لم يرد على تفكير الحركة اطلاقا".
ويتساءل العريان "لماذا نلجأ لفرض الحجاب اذا كنا نجحنا بالاقناع خلال العشرين سنة الماضية" بمضاعفة عدد المحجبات. ويضيف العريان ايضا ان الخوف من سياسة الفصل بين الجنسين لا محل له من الصحة لأن تطبيق هذه السياسة في مصر "يقارب المستحيل".
لكن السيدات المتحررات يجدن صعوبة في تصديق المواقف المنفتحة للاخوان المسلمين. فالمحامية الناشطة في مجال حقوق الانسان رانية شاهين تقول "احب ان اراهم (الاخوان) ممثلين في مجلس الشعب لأن مؤيديهم... سيعرفون انهم منافقون يستغلون الدين". وتضيف "لكن لو وصلوا الى الحكم ستصبح كارثة على الرجال والنساء معا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق