محيي هادي – الحوار المتمدن
· لا أستطيع أن أصف مشاعر أحزاني و أنا أراكم عبر شاشات التلفزيون، أيها الأفارقة، و أنتم تُتركون في الصحراء عطشى و بدون ماء و بدون طعام. · لا أستطيع أن أصف اللئامة التي يتمتع بها دعاة الإسلام في حكومة المغرب في هذا الشهر الكريم: شهر رمضان، و في دولة أمير المؤمنين. و تؤكد لي هذه اللئامة مدى سادية الأنظمة العربية و الإسلامية. إن الخراف في المغرب لها احترام أكثر منكم يا أفارقة.· كيف أستطيع أن أصف النفاق الحكومي الأسباني و هم يعرفون مسبقا نوعية النظام المغربي المعادي للإنسانية و حقوقها، فيسلموكم إلى حكومة المغرب؟· كيف أستطيع أن أصف نفاق الذين كانوا يصرخون لهدم جدار برلين و أنا أراهم اليوم يشيدون سورا أعلى من جدار برلين الذي هدمته الجموع الغفيرة من الناس، لا بل و إن جدارهم أقسى؟· تذكرونني أيها الأفارقة، يا تعيسي الحظ، و أنتم تُحملون بباصات مكتظين كالخراف، بقطار الموت الذي شحن فيه حكام البعث المقيت صيف عام 1963 مئات من السجناء السياسيين و ضغطهم في _فالكونات_ مطلية مسبقا جدرانها و سقفها و أرضها بالقار، كانوا يريدون لهم الموت مثلما يريد حكام المغرب اليوم الموت الحارق لكم.· و تُذكرونني أيها الأفارقة المساكين، و أنتم مقيدون بسلاسل السجون، بمئات الآلاف من أبناء شعبنا العراقي الذين اختطفهم نظام صدام البعثي الدموي و وضعهم مباشرة على الحدود الإيرانية، عراة حفاة، بدون ماء و بدون طعام، و جعلهم لقمة سائغة لقطاع الطرق و لنهش الحيوانات الوحشية.· و تذكرني جروحكم يا أفارقة و أنتم تُحاولون عبور جدران الأسلاك الشائكة المزدوج، بين مدينتي سبتة و مليلة و أراضي المغرب، بآلاف العراقيين الذين جرحتهم كواسج البحار و بلعتهم حيتانها. و لفائف الأسلاك الشائكة تتجمع بالقرب من الجدار ليزيدوا به ارتفاعا، فلم تعد كافية ثلاثة أمتار من الأسلاك، في جدارين متوازيين، بل سيُرفع الجداران إلى ستة أمتار، لا بل بدلا من جدارين سيبنون جدارا ثالثا.· أوربا مصيبة بمرض التخمة و تفضل أن تبقى على تخمتها، و هي لا تريد أن تنخفض أسعار منتوجاتها فترمي بالطعام إلى البحر. و يقولون لكم يا أفارقة و لغيركم من المحتاجين: موتوا في البحر بحثا عن الطعام المرمي هناك و نافسوا الأسماك في التقاطه.· كان الأوربيون سابقا، و بجانبهم الأعراب من تجار العبيد، يسرقونكم يا أفارقة ليبيعوكم في سوق النخاسة، ففرَّغوا أفريقيا من شبانها و من قوة عملها. و الآن فإن الأيادي الأفريقية تزيد عن الحاجة و صارت بضاعة العبيد كاسدة.· منظمة العفو الدولية تؤكد على أن طردكم هو عمل غير قانوني، إذ تطردون و انتم بدون محام و بدون مترجم.· قلبي معكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق