السبت، أكتوبر 29، 2005

متى ينتهي هذا العرض القاتل المدمر؟

د. سحر حاتم - إيلاف
شكة دبوس (1)
دخل(المـُفـَخَخ) وفـَجـَّر وأنفجر وقتل حفنة من الإسرائيليين وقمنا بإعلان اسمه واسم عائلته وبلدته، وذلك تمهيدا لشار ون ليأتي على تلك البلدة هدما وتدميرا وقلعا للزرع وتجريفا للأرض وقتلا للاطفال والنساء والعجائز،ولايكتفي بذلك بل يعيث في باقي الأرض فسادا وتدميرا ( وطبعا قبل ذلك كنا قد اعلنا الجهة التي فخخت ذلك الغرير، لنحفظ لها حقها وانجازها) ولكن كل ذلك لا يهم لأن النتيجة اكبر منه بكثير والمردود يمثل غاية منانا وفرحتنا وانبساطنا وإشباع غرورنا. فطالما ان مثل هذا السيناريو سوف يتيح لعبد الباري عطوان ومصطفى بكري، وامثالهم من قادة شارعنا، ان يظهروا على الشاشة ليقولون كلامهم المحفوظ عن اسرائيل وامريكا،ويتيح للرنتيسي والزهار والهندي، وامثالهم من قادة عقلنا، ليظهروا على الشاشة ليلقوا على مسامعنا خطبهم العصماء،والمحفوظة ايضا، تلك الخطب التي تتحدث دائما عن مأزق شارون المذعور المرعوب، ونحن البواسل الذين سوف ندحر بمقاومتنا دباباته وآلياته وطائراته، وطالما ان ذلك سيتيح لقنوات التهريج ان تجمع جنودها وتنشر هرائها، وطالما نحن مطمئنون على حياة هؤلاء القادة وطالما هم وعائلاتهم بعيدين عن التفخيخ، وطالما هناك من هو جاهز ليفخخوه بالنيابة عنهم بعد ان يعطوه تصريح الدخول الى الجنة، وطالما ان نتيجة هذا التفخيخ ستتيح لنا فرصة ذهبية لإطلالتهم على الشاشة لنسمعم ونراهم ونهتف بهم ولهم، وطالما ان الرسالة التي تصل الى العالم من كل ذلك فحواها : ان شارون يقول بانه خائف على شعبه من مقاومتنا مما يضطره لبناء الحواجز،وطالما نحن نؤكد له هذه المزاعم باننا فعلا ارعبناه وهزمناه وادخلناه في مازق، طالما ان كل ذلك كذلك، وقادتنا(الذين ذكرت منهم امثلة) مبسوطين وفرحانين، فأي فرحة نرجوها نحن اكثر من ذلك. وهل نستطيع ان نستكثر على فرحتهم هذه، ذلك الثمن المدفوع،وهو فقط حفنة من آلاف الفلسطينيين من الذين نـُحروا أو إنتحروا،أو الآلاف من الذين تأتموا او ترملوا او تأيموا،او ثكلوا وثكلوا(بفتح الثاء وضمها)، والاف البيوت التي هدمت والاف الأفدنة التي جرفت،وملايين الأشجار التي قـُلعت ؟ انه فعلا ثمن بسيط وهزيل !!. ولكن السؤال هو : هل سنظل فرحيين لفرح هؤلاء القادة حتى يفخخوا آخر فلسطيني؟
د/ سحر محمد حاتم كاتبة من منازلهم
ملحوظة : هذا المقال مكتوب قبل وفاة الدكتور الرنتيسي، وقد رأيت اعادة نشره في ايلاف بداية لشكات اريد توجيهها لعقلنا العربي الذي طاش بفضل الشعارات الفارغة الهائجة، من قومجية واسلاموية.