الجمعة، أكتوبر 28، 2005

أيرحم الإرهابيون أطفالنا في العيد

خالد عيسى طه - إيلاف
الارهاب هو الاستخدام المنظم للرعب أو العنف غير المتوقع ضد الحكومات أو عموم أو ضد اشخاص معينين من أجل تحقيق هدف سياسي أو ديني أو أثني ويمكن ان يستخدم الارهاب من قبل المنظمات السياسية (يمينية أو يسارية)، كما يمكن استخدامها من قبل الحكومات عن طريق اجهزتها القمعية (الجيش والشرطة والامن)، عرف الارهاب قديماً وحديثاً وعلى مر العصور، ابتداءً من حكم الامبراطورية الرومانية ما قبل التاريخ الى يومنا هذا من قبل أنظمة سياسية دكتاتورية شمولية ومنظمات أرهابية أخرى، سيما ان تعاظم وسائل الاتصالات وأجهزة الاعلام المختلفة التي من شأنها جلب انتباه الناس الى مطالب وأهداف المنظمات الارهابية، دفع العديد من هذه المنظمات من تصعيد نشاطاتها الارهابية حتى لو أدى ذلك الى قتل الابرياء من المدنين، وهذا ما حدث في العراق لو دققنا في المجازر الدموية التي يرتكبها ارهابيو التطرف الديني الاسلامي في العراق لتبين لنا بدون اي شك الجوهر الشيطاني لهذه الزمر الدينية المتطرفة والتي يتحدد هدفها في امر واحد وحيد هي ممارسة "شعائر" الابادة الجماعية والتدمير فحسب، وليس كما يعلنون انهم يسعون الى استرجاع الحقوق التي هضمت او مواجهة ما يسمونه بالظلم المسلط على رقاب المسلمين مرضاة للخالق، او مقاتلة الامريكان على أرض العراق. نعم سوف يحكم التاريخ على هؤلاء بالادانة لافعالهم.لابدّ هناك بقية رحمة في قلوب أرهابيون سلطهم الله على شعبنا، أرهابيون لم يترددوا بضرب الاماكن المدنية وزحام الناس بالاطفال والنساء لم يفرقوا بين ليل ونهار لم يفرقوا بين جندي أمريكي ومواطن عراقي رافعين شعار الموت للامريكان مقدمين الموت لاطفال العراق على صواني الغذاء والفطور، وفي زوايا الشوارع وعلى مساحة كبيرة ترى الدمار من جراء عملياتهم الارهابية التي أدت الى الخسارة المادية والروحية والمعنوية.لا أستطيع ان أفهم كيف جاء الزرقاوي الى الساحة العراقية وهل هو شخصية حقيقية أم هو اختراع دعائي أمريكي ولكن المفهوم ان الزرقاوي يحتاج الى الكثير من الرحمة والانسانية والحكمة في العمليات والتصريحات التي ينفذها في العراق. اذا كان الزرقاوي مسلماً وسواء أكان من التكفرين أو السلفين فلا أحد المذهبين يجيز ان يقتل المسلم طفلاً أو مسلماً آخر أو شيخاً أو امرأة، الابرياء المسالمين قد يحصدهم الموت وهم يقفون امام دورهم لتبادل أحاديث رمضانية أو أكلات رمضانية يطعمون بها بعضهم بعض ليشترك جميعاً على مائدة الرحمن، فأي دين وأي مذهب يسمح بقتل هؤلاء وخاصة في رمضان.نحن في أواخر الشهر الفضيل أيام القدر المباركة التي أنزل الله فيها معجزة الاسلام "القران الكريم " ان نرفع ايدينا الى السماء طالبين الدعاء لزالة كايبوس الاحتلال الجاثم على صدور العراقين واهلاك الارهابيون أو يدخل الله على قلوبهم الهداية وخيط الرحمة ليكفوا عن القتل العشوائي ويركزوا على قتل المحتل او يرحلوا عنا ولم نكن قد دعوناهم للقتال معنا ولا نحتاج نحن محبين العراق والغيارى عنه من يصطف معنا في هذا القتال الشريف ولدينا في المقاومة الوطنية خير ظهير وأحسن نصير وليبتعد الارهابيون الذين يعتبرون انفسهم مشروعا ربما للقتل او الاختطاف من قبل اعداء العراق ومقابل حفنة من الدولارات.اطفالنا أكبادنا تمشي على الارض لم ينالوا طعم الحنان والاستقرار ونصف عمر بعضهم قضاه على أزيز قنابل الاحتلال وتفجيرات الارهابين ينامون على فزع ويستيقضون على أصوات قنبلة هاون أو رشاش، هذه الطفولة البريئة التي نسترحم الارهابين ان يذكروا الله والشريعة وما تأمر به عند تعاملهم مع أطفالنا في العيد المبارك القادم بعد ايام قليلة.أيرضى الزرقاوي ورهطه من الارهابين ان يعامل الغير اطفالهم كما هم يعاملون اطفالنا، ان الزرقاوي بقناعتي لا قدرة طويلة له بالاستمرار في هذا الارهاب فقد مج وسئم العراقيون تصرفاتهم وذرف الدمع السخين على شهدائهم وموتاهم وملئة المقابر بجثث موتاهم، ارهاب أتي تسللاً من الحدود ودون ارادة العراقين وقاده شخص دموي مثل الزرقاوي بجرائمه ويتنطح على الغير بقسوته وهدفه أبادة الاكثرية من الشعب العراق وهم الشيعة.أيعقل ان شخص مثل الزرقاوي يطلب ابادة الملايين من العراقين العرب جعفري المذهب! أليس هذا أعلى مراحل الارهاب.أليس هذا قول من اقوال زعماء النازية يوم قال هتلر ان العرب طبقة متدنية لا تستحق الحياة وان مقاطعة السوديت باكثريتها الالمانية جزءاً من التراب الالماني وسيرجعها بقوة السلاح الى أرض الام، ان العالم لم يتحمل هتلر رغم كل قوته ولم يستطيع الزرقاوي ان يقارن بما هو عليه وما كانت عليه النازية.فاليتلقى الله هذا الزرقاوي وان يدخل الله الرحمة في قلبه وفي قلب جماعته وفي قلب الذين صرفوا المليارات وقدموا احدث المعدات الحربية لدعم من سموهم بالمجاهدين من اجل "الاسلام" و "اعداء الكفر" وحمايتهم وتدريبهم في بلدانهم ان يدركوا عمق الخطر الذي اوجدوه بأنفسهم وان يعوا الخطأ الكبير الذي ارتكبوه والذي ادى الى تشكيل بؤرة خطيرة من الارهاب في العالم والذي سيحتاج الى وقت لاستئصاله من حياتنا.نسأل الله ان يهدي الزرقاوي ليكون انساناً قبل ان يكون أرهابياً، وان يسمعنا الزرقاوي ويقبل رجائنا الخالص ليترك أطفالنا ينعمون في عيدهم عيد الفطر المبارك بالراحة والتمتع بطفولتهم التي تمثل أهم مرحلة من مراحل حياتهم.ان الاطفال بكل العالم هم موضع الرعاية الكاملة ويعتبرهم الاوربيون الدول ذات الحضارة الطويلة " الاطفال هم الطبقة الاستقراطية " التي تلاقي الرعاية والدعم الاكبر من الدولة باعتبارهم يمثلون المستقبل، وعلى الزرقاوي ان يفهم ان هناك منظمات دولية واتفاقيات تؤكد على حقوق الطفل ومعاقبة من يرتكب انتهاكاً بحقهم كما جاء : " نال اتفاقية حقوق الطفل بما لم تنله أيه اتفاقية أخرى لحقوق الإنسان حتى الآن، إذ حظيت بتصديق كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة فيما عدا دولتين فقط. وقد أنشأت لجنة حقوق الطفل بموجب المادة 43 من الاتفاقية وذلك لدراسة التقدم الذي تحرزه الدول الأطراف في الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاقية، وتتكون لجنة حقوقالطفل من 10 خبراء من ذوي المكانة الخلقية الرفيعة والكفأة المعترف بها في الميدان الذي تغطية الاتفاقية. "[1]كما جاء: "وإذ تشعر بالجزع لما للمنازعات المسلحة من تأثير ضار ومتفش على الأطفال وما لهذا الوضع من عواقب في الأجل الطويل على استدامة السلم والأمن والتنمية،وإذ تدين استهداف الأطفال في حالات المنازعات المسلحة والهجمات المباشرة على أهداف محمية بموجب القانون الدولي، بما فيها أماكن تتسم عموماً بتواجد كبير للأطفال مثل المدارس والمستشفيات" [2]اما الاعلان العالمي لحقوق الانسان يؤكد: "المادة3 لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه. المادة 5 لايعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة. المادة 25 ( 1 ) لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته، ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الاجتماعية اللازمة( 2 ) للأمومة والطفولة الحق في مساعدة ورعاية خاصتين، وينعم كل الأطفال بنفس الحماية الاجتماعية" [3]ولا يقل الاسلام في شريعته لرعاية الطفل وحقوقه فالعناية بالقاصر ومسؤولية الوصي على القاصر مسؤولية كبيرة تخضع لنظرية العقاب والثواب وان مال القاصر واليتيم أمانة وحقوقه رسالة في عنق المسلم المؤمن حتى ان الشريعة توسعت في حقوق الطفل فجلعته يرث قبل الولادة اذا ثبت الحمل وجعلته محاط بضمانات شرعية وقانونية في كل حقوقه التي يرثها عن الموروث سواء أكان أباً او أماً أو من أحد عصب العائلات وارحامه. الاّ ان ما يسيء للاسلام الأسماء ذات المدلولات العظيمة هو اطلاقها علي تنظيمات او عناصر ارهابية تستهدف من الحرث والزرع والنسل في سبيل تدمير الحياة والحضارة والانتقام الدموي الأعمي.. فالارهابيون يوسخون الاسماء المشرقة التي يستعيرونها من تاريخنا وتراثنا وديننا الحنيف، فاذا كان الزرقاوي ملم بالشريعة فمن الواجب عليه ان يهادن الاطفال وذويهم على الاقل في شهر رمضان وضرورتها في الاعياد ليرجع هذه الطفولة المقدسة الى رحم الحنان ومناخ البعد عن الرعب من طلقة طائشة او قنبلة موجهة،نعم حقق الارهاب غايته في العراق ولكن ايادي المقاومة تطمح الى العدالة والسلام والحرية والتقدم والديمقراطية.ولي أمل كبير ان يسمعني الزرقاوي واعوانه ويتابع نصيحتي.الله اسألك الهداية له.
اسألك العناية باطفال العراق.