الخميس، أكتوبر 27، 2005

آه يا دمشق نزار (رسالة إلى إعلان دمشق)

إحسان طالب
أدوس فوق مسقط رأسي
أنقل خطاي كقط يخشى البلل
خرائب تغفو تحت ظل الذل
و أجساد تصبح دون شمس الرعب
حاويات تفوح منها رائحة الفقر
و أشباح تجري خلف لقمة العيش
وشم. رسم. صورة
تطغى على أشياء
و تغفل كل شيء عداها
آه يا دمشق نزار
آه يا دمشق شوقي
آه يا دمشق فيروز
حتى دمشق الجواهري
ذهبت أدراج الحقد
أسير فوق مسقط رأسي
تقتلني الغربة
تهاجر روحي في دروب الشك
أبحث عن عبق الياسمين
عن وجوه تلتمس الألفة
عن قلوب تتبنى الحب اليتيم
شقشقتها بغداد تشرق من جديد
و أختها بيروت تنهض من جديد
***
لماذا سقيتني يا أمي لبن عشقها
لماذا تركتني يا أبي أدمن مدام حبها
يؤلمني السواد في أكسجين دمها
و يذبحني اللؤم في وجوه ولادتها
أسير فوق مسقط رأسي
أسمع آهات
من حيث يصنع الأطفال
قلائد تزين أعناق النساء
بأفراحهم
أين أنت يا شامة الدنيا
و كيف أصبحت
و على أي ضيم أمسيت
أسمع آهات
من حيث تقيم السيدة زينب
و السيدة رقية
حيث كان يتلألأ الجامع الأموي
و تعانق كنائس باب شرقي
سورا ً يتحدى الأيام
من شارع الأمين و حارة اليهود
من حيث كان يشع مكتب عنبر
و يتباهى بيت جبري ببيت نظام
من حيث وقف أبو خليل القباني
و شرب نزار ماء عين الفيجة
أسمع آهات
من حيث قام أسد الدين
و صلاح الدين
و الشيخ محي الدين
من حيث تشمخ مئذنة كنيسة سيدة النجاة
و تطرب أجراسها مدرجات العباسيين
***
أسترق النظر إلى مقهى النوفرة
فيدهشني الذهول في أعين السواح
أحسد متعتهم
و أستجدي الطمأنينة في نفوسهم
أسمع آهات
من قمة قاسيون
و قبة السيار
و كهف الأربعين
هل يمكث الأمل خلف الجبال
هل ستشرق شمس الفيحاء من جديد
هل يمدها الإعلان بالروح من جديد