الاثنين، أكتوبر 24، 2005

فيصل القاسم يهزأ من قتل مئة و ثلاثة و أربعين عراقياً

إحسان طالب
في كل مرة أشاهد فيها فيصل القاسم على شاشة الجزيرة و هو يبعثر يديه في اتجاهين متعاكسين ثم يضمهما بينما شفتاه تسوقان التناقضات. في كل مرة يجلس على الطاولة و يتحدث مع الخصوم محاولا ً تهدئتهم بعد أن حرض أحدهم على الآخر في كل مرة يعطي فيها أدعياء الإرهاب و التعصب و الإجرام و الفتنة الطائفية فرصة أكبر و ينحاز لهم و يؤيدهم بشكل غير مباشر في كل مرة قرأت فيها ما يكتب في الصحف القطرية مدعيا ً الدفاع عن الشعوب و العروبة و محاولا ً النيل من الحكام تساءلت ماذا يريد هذا الرجل و هل هو مصاب بمرض نفسي تبدو آثاره في الاهتزاز الواضح في حركته و صوته و شرود يديه و كلماته التي تصل حد البذاءة أحيانا ً.فيصل القاسم ماذا تريد و أنت تدافع عن صدام؟ هل تظن أننا من السذاجة و الغباء حتى نعتقد أنك بمقالتك الأخيرة في جريدة الشرق القطرية تحت عنوان "محاكمة صدام على جريمة من وزن الريشة" تدافع عن الشعوب و الحق و العدالة! و أنت في كل مناسبة تقف ضد شعب العراق و تسعى مع جزيرتك بجهد محموم لعرقلة العملية السياسية و تنشيط العنف و إثارة الفتنة الطائفية إلامَ تسعى و أنت و جزيرتك تستخفون بكل إنجازات الشعب العراقي و تضحياته و نضالاته و انتصاراته و لا تسلط الضوء إلا على ما يثير الفتنة و هي أشد من القتل.في عام 2000 كانت قناة الجزيرة تضع على شاشتها بشكل مستمر صور القتل و الدمار و الدماء و الجثث لتحريض الشباب العربي و المسلم و لإزكاء غرائزهم و شحذ عواطفهم الإنسانية و الدينية بهدف دفعهم نحو العنف و الإرهاب أسألك يا فيصل كم مرة ظهر أبو حمزة المصري على شاشتكم كم مرة أحضرتم شيوخ القتل و الذبح من جماعة الإنقاذ ليشرحوا و يبرروا على شاشتكم الإرهاب أسألك يا فيصل ألم تكونوا القناة الوحيدة تدافع عن نظام صدام و الشخص صدام حتى آخر ثانية ممكنة.أليس مخجلا ً و معيبا ً و محزنا ً و لا إنسانيا ً يا دكتور أن تستخف إلى حد الاستهزاء الاستهتار "بمئة ٍ و ثلاثة و أربعين نسمة ٍ" يا أخي الإنسان يا دكتور تصور لو أن واحدا ًمن هؤلاء أخوك أو عشرة منهم من عائلتك أو خمسين منهم من قريتك أو مئة منهم من مذهبك القومي أو الاجتماعي. ما أعظم أن يحاكم مجرم على قتل مئةٍ و ثلاثة و أربعين نسمة ٍ ألا تعتقد ذلك يا فيصل أم أن أرواح الناس عندكم في الجزيرة تساوي "ست نملات و صرصور و أبو بريص و أريع فراشات و ثلاث صيصان و تدمير أعشاشها" هل هذا مقام تخفيف الظل و المزاح و إلقاء النكات و أنت تتحدث كما تزعم عن معاناة و عذابات الشعب العراقي المسكين في عهد الطاغية صدام و في عهد الهجمة الإرهابية على شعبه. ألم تحرك فيك الصور و المشاهدات الحية عن جريمة الحرب و الجريمة ضد الإنسانية و الجريمة الكبرى التي ارتكبها صدام حسين بيديه و تحت إشرافه و بأوامر منه في منطقة الدجيل المنكوبة ألم تحرك فيك مشاعر التعاطف الإنساني نحو أولئك الأبرياء من نساء و أطفال و رجال. أم أنك تقف مع صدام في تبرير الجريمة بحكمكما عليهم بالتآمر في إشارة واضحة منك عندما قلت: "قتل مئة و ثلاثة و أربعين شخصا ً تآمروا لاغتيال صدام" فها أنت يا دكتور تؤكد أنهم تآمروا على اغتيال صدام بدون أي إشارة و لو من بعيد إلى براءة الضحايا فهل كنت معهم يومها أم أنك تصدق صدام في كل ما يقوله أم أنه لا ينطق عن الهوى حسب ما تريدون في الجزيرة أن تصوروه لعامة شعوب الأرض.كل الجرائم التي ارتكبها صدام و نظامه في نظرك مزعومة و الزعم في لغة الصحافة العربية هو ما لا دليل عليه أو أنه خلاف الحقيقة، قال صاحب المعجم الوسيط:"زعم ظن.. و أكثر ما يستعمل الزعم فيما كان باطلا ً أو فيه ارتياب" يقيني أن فيصل يعي ما يقول تماما ً و يقصد المعاني المباشرة و الإيحائية للمفردة العربية، قال فيصل: "اختزلوا لنا كل الجرائم المزعومة بحادثة الدجيل"."ألم يتعرض الشعب العراقي المسكين إلى سلسلة فظيعة من الإرهاب النفسي و الجسدي كما يزعم المعارضون"عشرة ملايين عراقي ذهبوا إلى الاستفتاء على الدستور و هم في قاموسك معارضون لأنهم القوا بالنظام البائد للطاغية صدام وراء ظهورهم هؤلاء المعارضون هم الأكثرية الساحقة للشعب العراقي هل تقيم لهم وزنا ً أو تعتقد أنهم ربما يكونون على حق أم أنكم في الجزيرة أيضا ً مثل صدام لا تنطقون عن الهوى أم أن جرائم صدام مزعومة كما ادعى الدكتور في مقالته أكثر من مرة. قتل مئة و ثلاثة و أربعين نسمة في قاموس دكتورنا مجرد حادثة لا تستحق التحليل و التوصيف أكثر من ذلك، قتل الأنفس من نساء و رجال و أطفال حادثة كرر الدكتور وصف المجزرة و الجريمة بالحادثة أكثر من مرة و كأنه يقول لأهالي الضحايا موتوا بغيظكم فهي حادثة و هزيلة أيضا ً. قال فيصل: "الاتهامات هزيلة هزالة المحكمة ذاتها" ببساطة قضاة مختصون و محامون و هيئة دفاع و هيئة ادعاء لا تستحق كل هؤلاء الأشخاص بالنسبة لفيصل ليسوا أكثر من محكمة هزيلة! أما فيما يتعلق بجرائم يندى لها الجبين و تدمع العين عند ذكرها و نخجل كعرب و مسلمين أن يكون فاعلها واحدا ً منا كمجازر حلبجة و الأنفال فإن الدكتور فيصل اسمعوه يا سادة:قال الدكتور: "أين ذهبت التهم الرهيبة التي كان يعلكها الإعلام العراقي الجديد ابتداء بالأنفال و انتهاء ً بالمقابر الجماعية لماذا اختزلوا كل الجرائم المزعومة بحادثة الدجيل. هل كانت مجرد هلوسات.. فإما أن هناك تواطئا ً أو أن العراقيين كانوا يخترعون جرائم من بنات خيالهم ينسبونها للنظام زورا ًو بهتانا ً وهذا ما تؤكده مجريات المحاكمة واقتصارها على حادثة يتيمة!!" هذا نقل حرفي لنص الدكتور بدون أية إضافة أو تعديل أو تنسيق و يبدو من كلامه جليا ً واضحا ً أنه برأ الرئيس صدام كما يدعوه من كل ما نسب إليه من جرائم كبرى و استدل على ذلك بأن المحاكمة التي وصفها بالهزيلة تؤكد ما وصل إليه.و العْلاك في قاموس اللهجة السورية يعني الكلام الذي لا معنى له و الخارج عن المنطق و هكذا بكلمة واحدة حكم الحكيم الدكتور على كل الصحافة العراقية بالعلك فما تقدمه مئات الجرائد و المجلات من الصحافة العراقية من إبداعات و أخبار و حريات رأي في تقديره لا معنى لها و خارجة عن المنطق طالما أنها تتهم صدام (عفوا ً القديس صدام)و عندما يرتفع مستوى النقد عند حكيمنا يصف كل العراقيين باستثناء دعاة الإرهاب و القتلة و المدافعين عن صدام بالهلوسة فهم لا يدرون ما يقولون و يزعمون أمورا ً ليست موجودة إلا في خيالهم و أوهامهم أو يصفهم بأنهم متواطئون يخترعون جرائم من بنات خيالهم و ينسبونها زورا ً و بهتانا ً للنظام.أي زور و بهتان و ظلم و استخفاف بالشعوب و الأرواح و الأنفس يفوق هذا الادعاء.إنني أدعو الدكتور فيصل للاعتذار من العراقيين أو تقديمه للقضاء و دام كل طواغية العالم بخير إذا كان كل حماة الشعوب على شاكلة فيصل قاسم و جزيرته