الشرق الأوسط
النكات هي «حملتنا المتواضعة التي نحاول بها كسب الشعب الاميركي. لكن وقتا طويلا سيمر قبل ان نحقق نتائج واضحة». هذا ما قاله دين عبيد الله، المحامي الاميركي الذى اسس فرقة فكاهية اميركية بعدما ترك المحاماة وتفرغ للكوميديا، في محاولة لإنقاذ سمعة العرب الاميركيين، والعرب عموما بعد هجمات سبتمبر. وقال عبيد الله لـ«الشرق الاوسط» ان المهرجان الفكاهي العربي الاميركي السنوي الخامس، الذي اقيم مؤخرا في نيويورك، نجح نجاحا كبيرا، حتى انه باع كل تذاكره قبل ان يبدأ. موضحا ان الهدف هو «ان يعرف الناس ان الارهابيين العرب الذين يشاهدونهم في التلفزيون ليسوا كل العرب، وليسوا، بالتأكيد الاميركيين العرب. لا يؤيد الاميركيون العرب هجوم 11 سبتمبر، ولا يؤيدون اي هجمات ارهابية اخرى». والمهرجان العربي الاميركي الفكاهي، يدخل الآن عامه الخامس، غير انه اكتسب روحا جديدة بعد هجمات سبتمبر، اذ ان السخرية من الذات زادت، والخجل من كشف الحقائق تقلص. عبيد الله ولد في اميركا، ابوه فلسطيني وأمه ايطالية. واشتهر بروح فكاهية منذ ان كان صغيرا، واشترك في جمعيات فكاهية في مدارس وجامعات، وبعد ان اصبح محاميا، بدأ يقدم برنامجا فكاهيا في اذاعات محلية في نيويورك، ثم تفرغ للفكاهة. وهو يظهر في برامج تلفزيونية فكاهية، ونال جائزة «هيكز» للفكاهة، التي سميت على اسم بيل هيكز، الفكاهي الاميركي المشهور. ويقدم برنامج «فن مجنون» في اذاعة «دبليو بي ايه آي».
وقال عبيد الله ان «نكاتنا تحولت من تهكم على انفسنا بسبب رأي غيرنا فينا، الى رأي شجاع في غيرنا». وقال ان العرب، بعد 11 سبتمبر، «اصبحوا مثل السود والمهاجرين المكسيك، أصبحوا يواجهون تفرقة ومضايقة»، لكنه لا يواجه مشاكل لأن ملامحه ليست عربية اصلية، لأن والدته اميركية من اصل ايطالي، ولونه اقل سمره. لكنه قال ان «نظرة الناس نحوي تتغير عندما اقول انني عربي، وعندما افتخر بذلك. وتحتار اغلبية الناس عندما تلاحظ أني، ايضا، اميركي مثلهم، وأتكلم مثلهم».
قدم عبيد الله فاصلا فكاهيا بعد يومين من هجوم 11 سبتمبر، لكنه اضطر لأن يقول إن اسمه «دين جوزيف»، وتحاشى الاشارة الى جذوره العربية. لكنه، بعد فترة، اعلن انه لن يقدر على الصمت، وألقى اول نكته قال فيها ان «كلمة عبيد الله معناها عربي مسالم لا يريد ان يؤذي اميركا». ثم استعمل قول مالكولم اكس، داعية الحقوق المدنية «لم اهاجر الى اميركا طواعية، لكنى انا هنا وسطكم». وقال «لم ارد هجوم 11 سبتمبر، لكنه وقع».
وخلال المهرجان الفكاهي الخامس قبل ايام تندر الفكاهيون العرب في المهرجان على الرئيس الاميركى جورج بوش، وعلى الحملة ضد الارهاب، وعلى خوف كثير من المسلمين في اميركا من الشرطة والأمن، وتندروا على انفسهم، وعلى والديهم، وعلى جذورهم العربية، والاحتلال الاسرائيلى لفلسطين. قال عبيد الله ان بوش «ينطق اسم «القاعدة»، وكأنها مطعم اسباني، لا منظمة ارهابية»، وقال ان حرف «دبليو» في الاسم الكامل لجورج دبليو بوش هو اول حروف كلمة «حرب» (وور).
وعلى غرار عبيد الله اختار العرب المشاركون فى المهرجان طائفة واسعة من القضايا للسخرية منها. فقال ارون قادر ان انحياز الاعلام الاميركي لاسرائيل وصل الى درجة ان العنوان الرئيسي في جريدة اميركية كان «فلسطيني يهاجم دبابة اسرائيلية». وضحكت هيلين مالك على والدها المهاجر الى اميركا، لأنه لا يفهم لماذا لا يأكل الاميركيون ساندوتشات الفلافل والفول. وضحك عمر زاهر على والده المهاجر الى اميركا، لأنه اقسم ألا يترك رسالة تلفونية عندما لا يرد شخص على اتصاله التلفوني. وأعلنت زميلته ميسون زياد، واصلها فلسطيني ايضا، ان «اهم سلاح لمواجهة تفرقة شخص ضدك هو ان تقول له (انا شخص مثلك)». وقال سعد سراونه «كنت في المدرسة الابتدائية اخاف من تلاميذ ناصبوني العداء، وكنت اهرب منهم كلما اراهم. لكن كل الشعب الاميركي يخاف الآن مني». وقدم احمد احمد، المصري الاصل الذى ولد في حلوان، نفسه بأنه «عربي ومسلم وفي قائمة المطلوبين من مكتب التحقيقات الفدرالي (افي بي آي)». وقال «هل تخافون من اسم «احمد»؟ انا اسمي «احمد احمد».
وأشادت جريدة «نيويورك ديلي نيوز» بالمهرجان السنوي الذي يقام في نيويورك، وقالت ان الفكاهيين العرب في اميركا، «حتى سنوات قليلة، لم يكونوا منظمين وناجحين. لكن 11 سبتمبر غيرت كل شيء. فقد واجه كثير من العرب بعد الهجمات غضب المجتمع الاميركي، لكن الفكاهيين وسطهم تسلحوا بالمايكرفونات»، وسمت الجريدة نكاتهم «اسلحة الضحك الشاملة: تهكم، وتنكيت، وتقليد»، وقالت جريدة «هيرالد نيوز» في نيويورك «رغم حساسية النكات في المهرجان، لم يغضب متفرج، او يعارض، او يغادر المسرح احتجاجا. وقالت قناة «سي ان ان» ان «واحدا من محاسن الحرية الاميركية هي حرية الضحك على النفس. وبدأ الاميركيون العرب مؤخرا، في وجه الاعتقالات والاتهامات، بالاستفادة من الفكاهة للترويح عن انفسهم، ولتقليل خوف الآخرين منهم».
ويبدو ان النكتة والضحك هى الوسيلة الامثل لمواجهة الصعاب فى كل الثقافات. فالاميركيون انفسهم تندروا على خوفهم بعد 11 سبتمبر. مثل بيل ماير، مقدم برنامج المقابلات الفكاهي في تلفزيون «اي بي سي». الذى تندر، بعد ثلاثة شهور من الهجوم على ان «الارهابيين اشجع من طيارينا، لأن طيارينا يقتلون الناس في افغانستان وهم في طائراتهم، ولكن الارهابيين قتلوا انفسهم عندما قتلونا»، وبسبب موجه هائلة من الاحتجاجات، فصل ماير وأوقف برنامجه.
لكن وبالاضافة الى الفكاهيين، يخفف من مشاكل عرب اميركا مغنو «الراب» (هيب هوب) الذى يغنون اغاني لها طابع سياسى مليء بالانتقاد، مثل ويل يومانس، الذي يسمي نفسه «الشيخ الحديدي»، والذي يغني: «كونالديزا، انا احبك. شينى، انت مثير. وولفووتس، حققت احلامي». ويوزع يومانس، اصله من عرب اسرائيل، ثلاثة اقراص: «اشجار الزيتون» و«عن بغداد» و«فوكس نيوز»، اشارة الى تلفزيون «فوكس» المحافظ، وأغانيه خليط من «راب» السود، وأغاني فيروز وام كلثوم، واشعار محمود درويش. وقال يومانس «اخلط الغناء بالسياسة، وأقدم اجندة سياسية خفيفة مع الموسيقى». قال انه تأثر بأغاني فرقة الراب الاسود، «ببليك اينمي»، التي تغني اغنية «حارب السلطة»، وتقول «اخواني واخواتي. اسمعوني. ارقصوا وأنا اغني. اعطونا ما نحتاج له. حرية او موتا. يجب ان نحارب السلطة». لكن الفرقة السوداء نفسها تواجه مشاكل مع مكتب التحقيقات الفيدرالي. وقد أصدرت الفرقة، قبل اسبوعين، آخر اغانيها، «النظام العالمي الجديد»، لكنها حرفت الاسم الى «الرائحة العفنة الجديدة».
وقال د. تيموثي اوينز، استاذ الاجتماع في جامعة بيردو (في ولاية انديانا) والذي اجرى ابحاثا عن الهوية، ان ثقة الشخص بنفسه يمكن ان تقوى اذا استطاع الشخص ان يتندر على نفسه. وقال ان «عقدة النقص تؤدي الى احساس بالاحباط وعدم الرغبة في الحياة. ويحتاج التغلب عليها الى اكتشاف حقيقة ان الآخرين، الذين ربما يتندرون على صاحب عقدة النقص، عندهم عقد نقص ايضا. ويؤدي الوصول الى هذا الاكتشاف الى احساس بالثقة تجعل الشخص يضحك على عقدته، ويحس بأنه اقوى منها، ويحاول التغلب عليها».
كان ميل بروكس من اوائل الفكاهيين الاميركيين الذين ضحكوا على انفسهم في التلفزيون. ضحك على نفسه، وعلى بقية الازواج مما اعتبره سيطرة الزوجات. وهو صاحب «من فضلك خذ زوجتي». وكان لينى بروس اليهودي من اوائل الذين ضحكوا على اليهود، وهو صاحب «لماذا أنوف اليهود كبيرة؟»، كما كان ديك غريغوري الاسود من اوائل الذين ضحكوا على السود، وهو صاحب نكات كثيرة عن حرص الرجال البيض على زوجاتهم من السود. وقال جيرالد ناتشمان، مؤلف كتاب «فكاهة جادة: الفكاهيون المتمردون خلال الخمسينات والستينات» عن ظاهرة انتشار الفكاهة وسط الاميركيين العرب «نحن على اعتاب ثورة فكاهية جديدة. نحن نعيش فترة خوف وقلق، ونحس، في اعماقنا، اننا نحتاج الى نكتة تخفف مما نحن فيه. ويقدر الفكاهيون العرب، لهذا، تخفيف خوفهم، وتخفيف خوف الذين يخافون منهم».
وقال عبيد الله لـ«الشرق الاوسط» انه يؤمن بالمعاملة بالمثل، ولهذا «لا اعارض النكات التي نسمعها عن العرب، في التلفزيون او الاذاعة، بل واضحك منها كثيرا. لكن على شرط ألا يكون القصد هو الكراهية. ولهذا اتوقع ان يتقبل الآخرون نكاتنا عنهم، وعن خوفهم من العرب، بعد هجوم 11 سبتمبر. نحن نعرف انهم يخافون منا، لكننا نعرف، ايضا، ان هدفنا هو تخفيف الخوف الذي نعاني منه كلنا».
النكات هي «حملتنا المتواضعة التي نحاول بها كسب الشعب الاميركي. لكن وقتا طويلا سيمر قبل ان نحقق نتائج واضحة». هذا ما قاله دين عبيد الله، المحامي الاميركي الذى اسس فرقة فكاهية اميركية بعدما ترك المحاماة وتفرغ للكوميديا، في محاولة لإنقاذ سمعة العرب الاميركيين، والعرب عموما بعد هجمات سبتمبر. وقال عبيد الله لـ«الشرق الاوسط» ان المهرجان الفكاهي العربي الاميركي السنوي الخامس، الذي اقيم مؤخرا في نيويورك، نجح نجاحا كبيرا، حتى انه باع كل تذاكره قبل ان يبدأ. موضحا ان الهدف هو «ان يعرف الناس ان الارهابيين العرب الذين يشاهدونهم في التلفزيون ليسوا كل العرب، وليسوا، بالتأكيد الاميركيين العرب. لا يؤيد الاميركيون العرب هجوم 11 سبتمبر، ولا يؤيدون اي هجمات ارهابية اخرى». والمهرجان العربي الاميركي الفكاهي، يدخل الآن عامه الخامس، غير انه اكتسب روحا جديدة بعد هجمات سبتمبر، اذ ان السخرية من الذات زادت، والخجل من كشف الحقائق تقلص. عبيد الله ولد في اميركا، ابوه فلسطيني وأمه ايطالية. واشتهر بروح فكاهية منذ ان كان صغيرا، واشترك في جمعيات فكاهية في مدارس وجامعات، وبعد ان اصبح محاميا، بدأ يقدم برنامجا فكاهيا في اذاعات محلية في نيويورك، ثم تفرغ للفكاهة. وهو يظهر في برامج تلفزيونية فكاهية، ونال جائزة «هيكز» للفكاهة، التي سميت على اسم بيل هيكز، الفكاهي الاميركي المشهور. ويقدم برنامج «فن مجنون» في اذاعة «دبليو بي ايه آي».
وقال عبيد الله ان «نكاتنا تحولت من تهكم على انفسنا بسبب رأي غيرنا فينا، الى رأي شجاع في غيرنا». وقال ان العرب، بعد 11 سبتمبر، «اصبحوا مثل السود والمهاجرين المكسيك، أصبحوا يواجهون تفرقة ومضايقة»، لكنه لا يواجه مشاكل لأن ملامحه ليست عربية اصلية، لأن والدته اميركية من اصل ايطالي، ولونه اقل سمره. لكنه قال ان «نظرة الناس نحوي تتغير عندما اقول انني عربي، وعندما افتخر بذلك. وتحتار اغلبية الناس عندما تلاحظ أني، ايضا، اميركي مثلهم، وأتكلم مثلهم».
قدم عبيد الله فاصلا فكاهيا بعد يومين من هجوم 11 سبتمبر، لكنه اضطر لأن يقول إن اسمه «دين جوزيف»، وتحاشى الاشارة الى جذوره العربية. لكنه، بعد فترة، اعلن انه لن يقدر على الصمت، وألقى اول نكته قال فيها ان «كلمة عبيد الله معناها عربي مسالم لا يريد ان يؤذي اميركا». ثم استعمل قول مالكولم اكس، داعية الحقوق المدنية «لم اهاجر الى اميركا طواعية، لكنى انا هنا وسطكم». وقال «لم ارد هجوم 11 سبتمبر، لكنه وقع».
وخلال المهرجان الفكاهي الخامس قبل ايام تندر الفكاهيون العرب في المهرجان على الرئيس الاميركى جورج بوش، وعلى الحملة ضد الارهاب، وعلى خوف كثير من المسلمين في اميركا من الشرطة والأمن، وتندروا على انفسهم، وعلى والديهم، وعلى جذورهم العربية، والاحتلال الاسرائيلى لفلسطين. قال عبيد الله ان بوش «ينطق اسم «القاعدة»، وكأنها مطعم اسباني، لا منظمة ارهابية»، وقال ان حرف «دبليو» في الاسم الكامل لجورج دبليو بوش هو اول حروف كلمة «حرب» (وور).
وعلى غرار عبيد الله اختار العرب المشاركون فى المهرجان طائفة واسعة من القضايا للسخرية منها. فقال ارون قادر ان انحياز الاعلام الاميركي لاسرائيل وصل الى درجة ان العنوان الرئيسي في جريدة اميركية كان «فلسطيني يهاجم دبابة اسرائيلية». وضحكت هيلين مالك على والدها المهاجر الى اميركا، لأنه لا يفهم لماذا لا يأكل الاميركيون ساندوتشات الفلافل والفول. وضحك عمر زاهر على والده المهاجر الى اميركا، لأنه اقسم ألا يترك رسالة تلفونية عندما لا يرد شخص على اتصاله التلفوني. وأعلنت زميلته ميسون زياد، واصلها فلسطيني ايضا، ان «اهم سلاح لمواجهة تفرقة شخص ضدك هو ان تقول له (انا شخص مثلك)». وقال سعد سراونه «كنت في المدرسة الابتدائية اخاف من تلاميذ ناصبوني العداء، وكنت اهرب منهم كلما اراهم. لكن كل الشعب الاميركي يخاف الآن مني». وقدم احمد احمد، المصري الاصل الذى ولد في حلوان، نفسه بأنه «عربي ومسلم وفي قائمة المطلوبين من مكتب التحقيقات الفدرالي (افي بي آي)». وقال «هل تخافون من اسم «احمد»؟ انا اسمي «احمد احمد».
وأشادت جريدة «نيويورك ديلي نيوز» بالمهرجان السنوي الذي يقام في نيويورك، وقالت ان الفكاهيين العرب في اميركا، «حتى سنوات قليلة، لم يكونوا منظمين وناجحين. لكن 11 سبتمبر غيرت كل شيء. فقد واجه كثير من العرب بعد الهجمات غضب المجتمع الاميركي، لكن الفكاهيين وسطهم تسلحوا بالمايكرفونات»، وسمت الجريدة نكاتهم «اسلحة الضحك الشاملة: تهكم، وتنكيت، وتقليد»، وقالت جريدة «هيرالد نيوز» في نيويورك «رغم حساسية النكات في المهرجان، لم يغضب متفرج، او يعارض، او يغادر المسرح احتجاجا. وقالت قناة «سي ان ان» ان «واحدا من محاسن الحرية الاميركية هي حرية الضحك على النفس. وبدأ الاميركيون العرب مؤخرا، في وجه الاعتقالات والاتهامات، بالاستفادة من الفكاهة للترويح عن انفسهم، ولتقليل خوف الآخرين منهم».
ويبدو ان النكتة والضحك هى الوسيلة الامثل لمواجهة الصعاب فى كل الثقافات. فالاميركيون انفسهم تندروا على خوفهم بعد 11 سبتمبر. مثل بيل ماير، مقدم برنامج المقابلات الفكاهي في تلفزيون «اي بي سي». الذى تندر، بعد ثلاثة شهور من الهجوم على ان «الارهابيين اشجع من طيارينا، لأن طيارينا يقتلون الناس في افغانستان وهم في طائراتهم، ولكن الارهابيين قتلوا انفسهم عندما قتلونا»، وبسبب موجه هائلة من الاحتجاجات، فصل ماير وأوقف برنامجه.
لكن وبالاضافة الى الفكاهيين، يخفف من مشاكل عرب اميركا مغنو «الراب» (هيب هوب) الذى يغنون اغاني لها طابع سياسى مليء بالانتقاد، مثل ويل يومانس، الذي يسمي نفسه «الشيخ الحديدي»، والذي يغني: «كونالديزا، انا احبك. شينى، انت مثير. وولفووتس، حققت احلامي». ويوزع يومانس، اصله من عرب اسرائيل، ثلاثة اقراص: «اشجار الزيتون» و«عن بغداد» و«فوكس نيوز»، اشارة الى تلفزيون «فوكس» المحافظ، وأغانيه خليط من «راب» السود، وأغاني فيروز وام كلثوم، واشعار محمود درويش. وقال يومانس «اخلط الغناء بالسياسة، وأقدم اجندة سياسية خفيفة مع الموسيقى». قال انه تأثر بأغاني فرقة الراب الاسود، «ببليك اينمي»، التي تغني اغنية «حارب السلطة»، وتقول «اخواني واخواتي. اسمعوني. ارقصوا وأنا اغني. اعطونا ما نحتاج له. حرية او موتا. يجب ان نحارب السلطة». لكن الفرقة السوداء نفسها تواجه مشاكل مع مكتب التحقيقات الفيدرالي. وقد أصدرت الفرقة، قبل اسبوعين، آخر اغانيها، «النظام العالمي الجديد»، لكنها حرفت الاسم الى «الرائحة العفنة الجديدة».
وقال د. تيموثي اوينز، استاذ الاجتماع في جامعة بيردو (في ولاية انديانا) والذي اجرى ابحاثا عن الهوية، ان ثقة الشخص بنفسه يمكن ان تقوى اذا استطاع الشخص ان يتندر على نفسه. وقال ان «عقدة النقص تؤدي الى احساس بالاحباط وعدم الرغبة في الحياة. ويحتاج التغلب عليها الى اكتشاف حقيقة ان الآخرين، الذين ربما يتندرون على صاحب عقدة النقص، عندهم عقد نقص ايضا. ويؤدي الوصول الى هذا الاكتشاف الى احساس بالثقة تجعل الشخص يضحك على عقدته، ويحس بأنه اقوى منها، ويحاول التغلب عليها».
كان ميل بروكس من اوائل الفكاهيين الاميركيين الذين ضحكوا على انفسهم في التلفزيون. ضحك على نفسه، وعلى بقية الازواج مما اعتبره سيطرة الزوجات. وهو صاحب «من فضلك خذ زوجتي». وكان لينى بروس اليهودي من اوائل الذين ضحكوا على اليهود، وهو صاحب «لماذا أنوف اليهود كبيرة؟»، كما كان ديك غريغوري الاسود من اوائل الذين ضحكوا على السود، وهو صاحب نكات كثيرة عن حرص الرجال البيض على زوجاتهم من السود. وقال جيرالد ناتشمان، مؤلف كتاب «فكاهة جادة: الفكاهيون المتمردون خلال الخمسينات والستينات» عن ظاهرة انتشار الفكاهة وسط الاميركيين العرب «نحن على اعتاب ثورة فكاهية جديدة. نحن نعيش فترة خوف وقلق، ونحس، في اعماقنا، اننا نحتاج الى نكتة تخفف مما نحن فيه. ويقدر الفكاهيون العرب، لهذا، تخفيف خوفهم، وتخفيف خوف الذين يخافون منهم».
وقال عبيد الله لـ«الشرق الاوسط» انه يؤمن بالمعاملة بالمثل، ولهذا «لا اعارض النكات التي نسمعها عن العرب، في التلفزيون او الاذاعة، بل واضحك منها كثيرا. لكن على شرط ألا يكون القصد هو الكراهية. ولهذا اتوقع ان يتقبل الآخرون نكاتنا عنهم، وعن خوفهم من العرب، بعد هجوم 11 سبتمبر. نحن نعرف انهم يخافون منا، لكننا نعرف، ايضا، ان هدفنا هو تخفيف الخوف الذي نعاني منه كلنا».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق