العربية.نت
تستأنف الثلاثاء 6-12-2005 محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومعاونيه السبعة بتهمة قتل 148 مواطنا في قرية الدجيل عام 1982، بدلاً من الأربعاء، حسبما أعلن قاض عراقي، بناء على طلب وكلاء الدفاع والإدعاء معاً.
وأعلن صدام أمام رئيس المحكمة العراقية الخاصة رزكار امين، في الجلسة الأولى من المحاكمة التي عقدت الاثنين 5-12-2005، أنه "لا يخاف من الإعدام"، وتوجه لأمين بالقول: "تعرف تاريخي منذ 1959 حتى الآن. صدام ليس مهما بل العراق والامة العربية لتبقى رافعة راسها ضد الظلم، مضيفاً "صدام يروح ويأتي غيره، هذا ليس مهماً".
شاهد يتذكر الأهوال
تضمنت المحاكمة أول شهادة إثبات لمحمد حسن (38 عاماً)، الذي تحدث في إفادته عن الاعتقالات الجماعية والاعدامات, اثر محاولة اغتيال صدام عبر الاعتداء على موكبه عام 1982 في قرية الدجيل.
وتحدث حسن، وهو عضو سابق في حزب الدعوة بعدما ادى اليمين, عن الاعتقالات الجماعية التي جرت في الدجيل والوقت الذي قضاه في السجن.
وعرض الشاهد صورا يبدو انها لاقاربه، ظهر فيها فتى يبلغ 14 عاما، ليتساءل: "هل يبدو انه مجرم ليستحق عقوبة الاعدام؟". وأضاف حسن أن صدام "سأل الطفل: "هل تعرف من انا؟ فاجاب الطفل "صدام"، وعندها قام الرئيس العراقي المخلوع بالتقاط طفاية سجائر وضرب بها الصبي على رأسه".
واثناء سماعه الشهادة ضحك صدام ضحكة خافتة وظهر على وجهه شبح ابتسامة.
أضاف حسن في شهادته: "دخلت قوات امنية عسكرية الدجيل ومن بين الذي وصلوا الى الدجيل برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام حسين، الذي كان يترأس جهاز المخابرات العراقية انذاك، وكان يرتدي بنطلون جينز ويحمل سلاح قناص ومعه طه ياسين رمضان".
واكد ان القوات العسكرية قامت بحملة اعتقالات عشوائية امتدت لثلاثة أيام، تم خلالها قصف المدينة بالمروحيات، طاول البساتين والدور السكنية. وقال للمحكمة "اقسم بالله انني شاهدت ماكينة اشبه بالطاحونة تحتها دم يابس وشعر".واضاف انه ظل في الغرفة رقم 63 في مبنى المخابرات بالحاكمية ببغداد.
وتابع: "تعرض اخي الى صعقات كهربائية وكان يرغمون ابي على مشاهدة التعذيب. احد الحراس اطلق النار على احد المسجونين واصابة بطلقتين في قدمه..وقسم اخر عوقوا لان ايديهم وارجلهم تكسرت اثناء التعذيب".
وأضاف أن أكثر من 500 من نساء ورجال واطفال الدجيل وبينهم افراد عائلته "اخذوا الى سجن الحاكمية التابع للمخابرات العراقية الذي يتزعمه برزان". واضاف "كانوا يقولون لنا لماذا لا تعترفون ففي كل حال سوف تعدمون".
صدام: أنا بريء
وعلى الرغم من تكرار رئيس المحكمة طلب عدم مقاطعة الشاهد، إلا أن مضايقته تواصلت من قبل المتهمين ومن ضمنهم صدام حسين. فقد انفعل صدام غاضباً عند بداية ادلاء الشاهد بشهادته، متسائلاً: "كيف استطيع ان ادون ملاحظاتي اذا كنتم اخذتم قلمي"، لكن الشاهد واصل تقديم إفادته.
وقال صدام ان محاكمته "اعداد لتشويش الراي العام" مؤكدا انه بريء من التهم التي وجهت اليه في مجزرة الدجيل. وقال " لم ازر الفرقة الحزبية في الدجيل واذا تبين ان كلامه (الشاهد) صحيح وانا زرتها فكل كلامه صحيح, واذا تبين ان صدام ضرب اي عراقي باليد فكل كلامه صحيح ايضا".
واكد ان "الظروف ضغطت عليه (الشاهد) وحصل له وضع نفسي خاص, لذا اطالب باخضاع الشاهد لجهة مستقلة من اجل فحصه واذا كان محقا فانصفوه".
كما تبادل الشاهد وبرزان التكريتي، الاخ غير الشقيق لصدام حسين الاتهامات، بعدما اكد الأخير أن الشاهد يكذب، وصاح في وجهه قائلاً أنه، "وبالقابليات التي يملكها بامكانه ان يعمل في السينما".
وكانت المحكمة استمعت إلى إفادة شاهد آخر كان مريضا في المستشفى قبيل وفاته وبثتها أثناء المحاكمة.
أما الشاهد الثاني وهو من اهل الدجيل ويدعى جواد عبد العزيز فقد تحدث عن تعرض البلدة لقصف جوي وبالمدفعية في عام 1982 فضلا عن اعتقال الكثير من الشباب ومداهمة منزل عائلته أكثر من مرة.
وقد شكك أحد محامي دفاع صدام في شهادته قائلا إنه في وقت أحداث الدجيل كان عمر الشاهد عشر سنوات ولاينبغي الإعتداد بشهادته.
فريق الدفاع انسحب وعاد
وشهدت الجلسة الثالثة من المحاكمة تشكيك خليل الدليمي، أحد المحامين عن صدام، بشرعية المحكمة، كما طالب محام آخر وهو وزير العدل الأمريكي السابق رمزي كلارك بإعطاء الدفاع دقيقتين لتوضيح شكاواه، ولكن كبير القضاة رزجار محمد أمين قال إن المحكمة ستنظر في شكاوى مكتوبة في وقت لاحق قائلا ان "هذا ما ينص عليه القانون". على إثر ذلك عمت الفوضى في قاعة المحكمة وقال صدام حسين إن القانون هو من صنع الأمريكيين. عندها وقف المتهم برزان التكريتي وهتف : "يعيش صدام".
أما نجيب النعيمي المحامي القطري في فريق الدفاع عن صدام حسين فدفع بعدم شرعية المحكمة، وقال إن القانون الذي تشكلت المحكمة بموجبه يعتمد على قانون وضعه برايمر الحاكم الأمريكي السابق في العراق.
وقال النعيمي إن القانون الدولي يمنع إنشاء المحاكم الخاصة وهذه المحكمة خاصة. وطالب النعيمي بأن تنظر محكمة الجزاء الدولية في أمر محاكمة صدام وأعوانه.
وغادر فريق الدفاع قاعة المحكمة في الجلسة الثالثة، إثر رفض القاضي السماح لهم مخاطبة المحكمة للتشكيك بشرعيتها، ليعودوا بعد تعليق استمر تسعين دقيقة.
وأعلن صدام أمام رئيس المحكمة العراقية الخاصة رزكار امين، في الجلسة الأولى من المحاكمة التي عقدت الاثنين 5-12-2005، أنه "لا يخاف من الإعدام"، وتوجه لأمين بالقول: "تعرف تاريخي منذ 1959 حتى الآن. صدام ليس مهما بل العراق والامة العربية لتبقى رافعة راسها ضد الظلم، مضيفاً "صدام يروح ويأتي غيره، هذا ليس مهماً".
شاهد يتذكر الأهوال
تضمنت المحاكمة أول شهادة إثبات لمحمد حسن (38 عاماً)، الذي تحدث في إفادته عن الاعتقالات الجماعية والاعدامات, اثر محاولة اغتيال صدام عبر الاعتداء على موكبه عام 1982 في قرية الدجيل.
وتحدث حسن، وهو عضو سابق في حزب الدعوة بعدما ادى اليمين, عن الاعتقالات الجماعية التي جرت في الدجيل والوقت الذي قضاه في السجن.
وعرض الشاهد صورا يبدو انها لاقاربه، ظهر فيها فتى يبلغ 14 عاما، ليتساءل: "هل يبدو انه مجرم ليستحق عقوبة الاعدام؟". وأضاف حسن أن صدام "سأل الطفل: "هل تعرف من انا؟ فاجاب الطفل "صدام"، وعندها قام الرئيس العراقي المخلوع بالتقاط طفاية سجائر وضرب بها الصبي على رأسه".
واثناء سماعه الشهادة ضحك صدام ضحكة خافتة وظهر على وجهه شبح ابتسامة.
أضاف حسن في شهادته: "دخلت قوات امنية عسكرية الدجيل ومن بين الذي وصلوا الى الدجيل برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام حسين، الذي كان يترأس جهاز المخابرات العراقية انذاك، وكان يرتدي بنطلون جينز ويحمل سلاح قناص ومعه طه ياسين رمضان".
واكد ان القوات العسكرية قامت بحملة اعتقالات عشوائية امتدت لثلاثة أيام، تم خلالها قصف المدينة بالمروحيات، طاول البساتين والدور السكنية. وقال للمحكمة "اقسم بالله انني شاهدت ماكينة اشبه بالطاحونة تحتها دم يابس وشعر".واضاف انه ظل في الغرفة رقم 63 في مبنى المخابرات بالحاكمية ببغداد.
وتابع: "تعرض اخي الى صعقات كهربائية وكان يرغمون ابي على مشاهدة التعذيب. احد الحراس اطلق النار على احد المسجونين واصابة بطلقتين في قدمه..وقسم اخر عوقوا لان ايديهم وارجلهم تكسرت اثناء التعذيب".
وأضاف أن أكثر من 500 من نساء ورجال واطفال الدجيل وبينهم افراد عائلته "اخذوا الى سجن الحاكمية التابع للمخابرات العراقية الذي يتزعمه برزان". واضاف "كانوا يقولون لنا لماذا لا تعترفون ففي كل حال سوف تعدمون".
صدام: أنا بريء
وعلى الرغم من تكرار رئيس المحكمة طلب عدم مقاطعة الشاهد، إلا أن مضايقته تواصلت من قبل المتهمين ومن ضمنهم صدام حسين. فقد انفعل صدام غاضباً عند بداية ادلاء الشاهد بشهادته، متسائلاً: "كيف استطيع ان ادون ملاحظاتي اذا كنتم اخذتم قلمي"، لكن الشاهد واصل تقديم إفادته.
وقال صدام ان محاكمته "اعداد لتشويش الراي العام" مؤكدا انه بريء من التهم التي وجهت اليه في مجزرة الدجيل. وقال " لم ازر الفرقة الحزبية في الدجيل واذا تبين ان كلامه (الشاهد) صحيح وانا زرتها فكل كلامه صحيح, واذا تبين ان صدام ضرب اي عراقي باليد فكل كلامه صحيح ايضا".
واكد ان "الظروف ضغطت عليه (الشاهد) وحصل له وضع نفسي خاص, لذا اطالب باخضاع الشاهد لجهة مستقلة من اجل فحصه واذا كان محقا فانصفوه".
كما تبادل الشاهد وبرزان التكريتي، الاخ غير الشقيق لصدام حسين الاتهامات، بعدما اكد الأخير أن الشاهد يكذب، وصاح في وجهه قائلاً أنه، "وبالقابليات التي يملكها بامكانه ان يعمل في السينما".
وكانت المحكمة استمعت إلى إفادة شاهد آخر كان مريضا في المستشفى قبيل وفاته وبثتها أثناء المحاكمة.
أما الشاهد الثاني وهو من اهل الدجيل ويدعى جواد عبد العزيز فقد تحدث عن تعرض البلدة لقصف جوي وبالمدفعية في عام 1982 فضلا عن اعتقال الكثير من الشباب ومداهمة منزل عائلته أكثر من مرة.
وقد شكك أحد محامي دفاع صدام في شهادته قائلا إنه في وقت أحداث الدجيل كان عمر الشاهد عشر سنوات ولاينبغي الإعتداد بشهادته.
فريق الدفاع انسحب وعاد
وشهدت الجلسة الثالثة من المحاكمة تشكيك خليل الدليمي، أحد المحامين عن صدام، بشرعية المحكمة، كما طالب محام آخر وهو وزير العدل الأمريكي السابق رمزي كلارك بإعطاء الدفاع دقيقتين لتوضيح شكاواه، ولكن كبير القضاة رزجار محمد أمين قال إن المحكمة ستنظر في شكاوى مكتوبة في وقت لاحق قائلا ان "هذا ما ينص عليه القانون". على إثر ذلك عمت الفوضى في قاعة المحكمة وقال صدام حسين إن القانون هو من صنع الأمريكيين. عندها وقف المتهم برزان التكريتي وهتف : "يعيش صدام".
أما نجيب النعيمي المحامي القطري في فريق الدفاع عن صدام حسين فدفع بعدم شرعية المحكمة، وقال إن القانون الذي تشكلت المحكمة بموجبه يعتمد على قانون وضعه برايمر الحاكم الأمريكي السابق في العراق.
وقال النعيمي إن القانون الدولي يمنع إنشاء المحاكم الخاصة وهذه المحكمة خاصة. وطالب النعيمي بأن تنظر محكمة الجزاء الدولية في أمر محاكمة صدام وأعوانه.
وغادر فريق الدفاع قاعة المحكمة في الجلسة الثالثة، إثر رفض القاضي السماح لهم مخاطبة المحكمة للتشكيك بشرعيتها، ليعودوا بعد تعليق استمر تسعين دقيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق