عبد الرحمن الراشد - الشرق الأوسط اللندنية
كان بالإمكان ان يموت غازي كنعان بطريقة مدبرة مقنعة بسكتة قلبية، او حادث سيارة، او في عملية مطاردة لإرهابيين او مرض عضال. وزير الداخلية السوري مات برصاصة واحدة قالوا انه اطلقها على نفسه، أمر يصعب تصديقه.
نحن نعرف جيدا انه لا يوجد سياسي عربي واحد ينتحر، ولا توجد ثقافة الانتحار سوى في معسكرات بن لادن الموعودين بالجنة. اما كنعان فحظه في الجنة ضعيف والله أعلم. وبالتالي الاسلوب يعني الرجل كما يقال، اسلوب القتل هنا يريد فاعله ان يوصل الينا رسالة واضحة، «كنعان قتلناه»، وعلى الآخرين ان يدركوا ذلك.
ولن يهتم كثيرون انه قتل او انتحر بسبب سجله غير المحمود، لكن سيظل السؤالان لماذا وماذا بعد؟
انتحاره اعدام ربما هدفه التخلص من تركة سيئة بأكملها، وقد تقود الى اختفاء آخرين تورطوا في الوضع السيئ الذي اوصل دمشق الى ما وصلت اليه؟ وقد يكون مجرد حالة تخلص من أصبع وجدت بصمتها في مكان الجريمة.
علها سياسة جديدة تقول فيها دمشق انها تنتقل من عصر الى عصر، ومن كيفية في الادارة الى أخرى، ومن مجموعة الى غيرها. فان كانت مؤشرا على منهج جديد للحكومة السورية بانها تتجه للخروج من سياسة الأمن الى دولة حديثة، فلا أسف على اختفاء كنعان، بل يسهل غيابه التغيير الايجابي الذي يصب في صالح سورية نظاما وشعبا.
أما إن كانت مجرد عملية اخفاء آثار للجريمة من قبل المتورطين في اغتيال رفيق الحريري، في ظل تسارع احداث التحقيقات الدولية، فلن تجدي كثيرا في أي اتجاه، بل هي مثل الشاحنة البيضاء الصغيرة التي اختفت بعد الانفجار، أي مجرد دليل تخميني آخر في جريمة قتل، ولا تستحق منا أن نقرأ فيها اكثر من ذلك.
سواء كانت وفاته جريمة ذات رسالة كبيرة او صغيرة، الا ان الملف الأهم هو سورية لا كنعان او بقية البيادق على سطح الشطرنج السوري. دمشق لم توح بعد الى العالم في أي اتجاه تسير، لأن الاحداث الكبيرة الأخيرة في سورية وخارجها لا تدل على شيء. فتقرير القاضي الدولي ميليس سواء ان سمى سورية اسما او تلميحا، فانه سيتركها معلقة للجلد اقليميا ودوليا، ولن يفيد كثيرا غياب رموزها القديمة، مثل وفاة كنعان او اختفاء عبد الحليم خدام او إقالة نصف المسئولين الأمنيين.
والدليل الوحيد الذي نملكه على ان هناك املا في أن تتجه سورية الى حسم كامل لاشكالاتها الأمنية، وورطاتها العسكرية في العراق ولبنان، هو كيفية موت كنعان برصاصة تقول انه خرج من الساحة ولم يمت بالصدفة في حادث سيارة، كما يموت كثير من الناس.
نحن نعرف جيدا انه لا يوجد سياسي عربي واحد ينتحر، ولا توجد ثقافة الانتحار سوى في معسكرات بن لادن الموعودين بالجنة. اما كنعان فحظه في الجنة ضعيف والله أعلم. وبالتالي الاسلوب يعني الرجل كما يقال، اسلوب القتل هنا يريد فاعله ان يوصل الينا رسالة واضحة، «كنعان قتلناه»، وعلى الآخرين ان يدركوا ذلك.
ولن يهتم كثيرون انه قتل او انتحر بسبب سجله غير المحمود، لكن سيظل السؤالان لماذا وماذا بعد؟
انتحاره اعدام ربما هدفه التخلص من تركة سيئة بأكملها، وقد تقود الى اختفاء آخرين تورطوا في الوضع السيئ الذي اوصل دمشق الى ما وصلت اليه؟ وقد يكون مجرد حالة تخلص من أصبع وجدت بصمتها في مكان الجريمة.
علها سياسة جديدة تقول فيها دمشق انها تنتقل من عصر الى عصر، ومن كيفية في الادارة الى أخرى، ومن مجموعة الى غيرها. فان كانت مؤشرا على منهج جديد للحكومة السورية بانها تتجه للخروج من سياسة الأمن الى دولة حديثة، فلا أسف على اختفاء كنعان، بل يسهل غيابه التغيير الايجابي الذي يصب في صالح سورية نظاما وشعبا.
أما إن كانت مجرد عملية اخفاء آثار للجريمة من قبل المتورطين في اغتيال رفيق الحريري، في ظل تسارع احداث التحقيقات الدولية، فلن تجدي كثيرا في أي اتجاه، بل هي مثل الشاحنة البيضاء الصغيرة التي اختفت بعد الانفجار، أي مجرد دليل تخميني آخر في جريمة قتل، ولا تستحق منا أن نقرأ فيها اكثر من ذلك.
سواء كانت وفاته جريمة ذات رسالة كبيرة او صغيرة، الا ان الملف الأهم هو سورية لا كنعان او بقية البيادق على سطح الشطرنج السوري. دمشق لم توح بعد الى العالم في أي اتجاه تسير، لأن الاحداث الكبيرة الأخيرة في سورية وخارجها لا تدل على شيء. فتقرير القاضي الدولي ميليس سواء ان سمى سورية اسما او تلميحا، فانه سيتركها معلقة للجلد اقليميا ودوليا، ولن يفيد كثيرا غياب رموزها القديمة، مثل وفاة كنعان او اختفاء عبد الحليم خدام او إقالة نصف المسئولين الأمنيين.
والدليل الوحيد الذي نملكه على ان هناك املا في أن تتجه سورية الى حسم كامل لاشكالاتها الأمنية، وورطاتها العسكرية في العراق ولبنان، هو كيفية موت كنعان برصاصة تقول انه خرج من الساحة ولم يمت بالصدفة في حادث سيارة، كما يموت كثير من الناس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق