الجمعة، ديسمبر 02، 2005

نعم، يمكن إنقاذ الليرة السورية

الأيهم صالح - موقع الأيهم صالح
كيف يمكن إنقاذ الليرة السورية؟
سؤال بسيط ولكن جوابه معقد جدا. ورد هذا السؤال في منتدى مدن، وحاولت الإحابة عليه:
- تخفيض الضرائب على إنشاء الأعمال الجديدة، مثل الضرائب على فتح المحلات ورسوم تسجيل الشركات ورسوم البلديات والنقابات
- تخفيض الضرائب غير المباشرة على الإنتاج، مثل أسعار الاتصالات الباهضة، وضريبة الرفاهية الجديدة عليها، و مثل الضرائب الباهظة على النقل وضريبة الرفاهية على الغذاء.
- إلغاء كل القيود والقوانين التي تعيق تطور السوق السورية، مثل القيود الغبية على الإيجار التجاري، والقيود على إنشاء معامل جديدة للقطاع الخاص.
- تشجيع الاستثمار في قطاع الخدمات، فهو قطاع قادر على تشغيل قوة عاملة كبيرة، ويمكن إنشاء شركات متعددة اعتمادا على فكرة وخبرة إدارية فقط.
هذه الإجراءات ستسبب إقبالا على الاستثمار المحلي، وزيادة في الطلب على الليرة السورية، وستدفع الكثيرين لاستجرار العملة الصعبة من الخارج لاستثمارها في الليرة السورية في الداخل.
ولكن هل ستقوم الحكومة السورية بمثل هذه الإجراءات؟ طبعا لا، فالحكومة ما زالت تسير في سياسة امتصاص الثروة الوطنية، وتتسبب في انهيار مدفوع لليرة السورية كما نقلت صحيفة البعث نفسها:
اقتباس:
الأدوات متوفرة بأيدي الحكومة ويكفي تحريك هذه الأدوات لاخضاع الدولار واليورو، فالخضوع دوماً يكون للطرف الأقوى، والحكومة هي الأقوى هنا وليس الصرافون أو سواهم من عناصر وعوامل السوق.
قضية الليرة السورية تعكس الواقع الحقيقي لعلاقة النظام والشعب، فالجميع، بما فيهم المؤيدون للنظام هنا في مدن، وكتاب جريدته البعث، لا يوافقون على قيام النظام بامتصاص كل العملة الصعبة في السوق إلى بنوكه، وكأنه يقصد تخفيض قيمة عملتنا في محاولة لامتصاص جزء كبير من قيمتها كما فعل أيام الحصار الاقتصادي في الثمانينات، حيث خفض قيمة الليرة إلى الربع تقريبا، وتبخرت من سوريا ثلاثة أرباع الثروة النقدية. وفي نفس الوقت، الجميع يعلنون ثقتهم بالنظام وسياساته "الحكيمة والشجاعة".
والسؤال الذي يطرح الآن هو: ماذا سيفعل النظام بكل الدولارات التي يجمعها من السوق؟ لا أظن أن النظام يخطط لتهريبها كلها، والأرجح أنه يخطط لتخفيض قيمة العملة قدر الإمكان، بحيث يخفض تكلفة تمويل الدولة، ويصبح قادرا على رفع الأجور بشكل اسمي، رغم أنه يخفضها فعليا. لقد جرب النظام هذه السياسة منذ عشرين عاما، ونجحت معه، والظروف الآن مواتية لاستخدامها من جديد.
أنا أحترم الدكتور دريد درغام، وأتمنى أن لا يكون هو الرجل الذي ينفذ قرار تدمير الليرة السورية.

ليست هناك تعليقات: