الجمعة، ديسمبر 02، 2005

دمشق تطالب بإعادة النظر في تقرير ميليس والغموض يحيط بسفر الشهود

العربية.نت تكشف تفاصيل جديدة عن الشاهد المقنع وقرية الـ 40 مخبرا
العربية.نت
دعت سوريا الى اعادة النظر في النتائج التي توصلت اليها لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري, غداة تراجع الشاهد هسام طاهر هسام عن شهادة ادلى بها امام لجنة التحقيق الدولية واتهم فيها مقربين من الرئيس السوري بشار الاسد بالامر باغتيال الحريري ، فيما كشفت "العربية.نت" تفاصيل جديدة في حياة "الشاهد المقنع" وأسرته.
هذا في وقت لا يزال الغموض فيه يحيط بموعد وصول السوريين الخمسة الذين ستستجوبهم اللجنة الى فيينا. وقد دعت الصحف السورية الأربعاء لجنة التحقيق الدولية والقضاء اللبناني الى اعادة النظر في التقرير والى منع "تزوير" التحقيق. ونقلت عن مصدر رسمي سوري مطالبته لجنة الامم المتحدة والقضاء اللبناني باتخاذ "الاجراءات الكفيلة بوقف مسلسل التضليل والتزوير والابتزاز ومن ثم اليام بالتحقيق في هذه التصرفات المشينة" حرصا على "كشف حقيقة جريمة" اغتيال الحريري.
من جهته، أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان، بعض أعضاء مجلس الأمن اتجاهه لتمديد مهمة لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رفيق الحريري، بحسب ما ذكر مصدر دبلوماسي في نيويورك لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، فيما عقد رئيس اللجنة ديتليف ميليس في بيروت، اجتماعا مع النائب العام التمييزي اللبناني القاضي سعيد ميرزا بحث فيه ما تضمنه المؤتمر الصحافي للشاهد السوري هسام طاهر هسام.

دمشق تعد "مفاجأة" جديدة
وفي سياق متصل، ذكرت "مصادر مطلعة" لصحيفة "البيان" الإماراتية أن دمشق تعد مفاجأة جديدة بعد "الشاهد المقنع" بإبطال أسس تقرير اللجنة الدولية للتحقيق في جريمة اغتيال الحريري تتمثل في شاهد آخر سلم نفسه للسلطات السورية. وقالت المصادر للصحيفة الإماراتية إن شاهداً آخر من الشهود السريين الذين ذكر ميليس شهادتهم في تقريره، سلم نفسه للسلطات السورية وأدلى بشهادة من شأنها أن تنزع من تقرير المحقق الدولي كل الشهادات التي اعتمدها في صياغة تقريره بعدما ثبت بطلان شهادة زهير الصديق المعتقل حالياً في باريس.

الشهود السوريون يتوجهون إلى فيينا
من جهة ثانية, افاد مصدر دبلوماسي في العاصمة السورية ان الشهود السوريين الخمسة قد يكونون غادروا ليل الاثنين الثلاثاء دمشق متوجهين الى فيينا في طائرتين خاصتين.
وذكرت صحيفة "الحياة" الصادرة في لندن الاربعاء ان المسؤولين السوريين الخمسة سيصلون الى فيينا الاربعاء او الخميس. ولم تتأكد هذه المعلومات, لا سيما ان دمشق ترفض حتى الآن الكشف عن موعد مغادرة الشهود وعن اسمائهم.
وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية لوكالة فرانس برس "سوف يتم الاستجواب في فيينا وفق المتفق عليه بين رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس والمستشار القانوني لوزارة الخارجية السورية رياض الداوودي". واضاف ان "سوريا تراعي السرية التامة ولديها رغبة في الكتمان بعيدا عن وسائل الاعلام في تحديد موعد لذهاب الشهود السوريين الى فيينا".

سوريا تجدد نفي أي دور لها في اغتيال الحريري
وجددت السفارة السورية في واشنطن في بيان نفي اي دور لسوريا في اغتيال الحريري, مشيرة الى ان دمشق "تضررت كثيرا" بسبب تقرير الامم المتحدة "الخاطىء". وقال البيان "تؤكد سوريا ان اي جهة او شخص له علاقة بسوريا لم يلعب دورا في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق".
وجاء البيان غداة تراجع الشاهد هسام طاهر هسام عن شهادة ادلى بها امام لجنة التحقيق الدولية واتهم فيها مقربين من الرئيس السوري بشار الاسد بالامر باغتيال الحريري. وقال الاثنين ان شهادته انتزعت منه "تحت التهديد والاغراء بمبالغ مالية هائلة".

هسام يؤكد ان خطيبته "في خطر" في لبنان
وجدد هسام ظهوره الاربعاء في مؤتمر صحافي في دمشق الى جانب محاميه عمران الزعبي الذي قال ان "الجهات اللبنانية التي زجت بهسام في عملية اتهام سوريا وتركيب الادلة ضدها عبر الضغط عليه وبواسطة التهديد والوعيد, تحاول اليوم تكرار العملية مع خطيبته (اللبنانية) الانسة ثروت الحجيري واهلها".
واضاف ان "موكلي علم من خطيبته عبر اتصال هاتفي ان هذه الجهات تضغط عليها وعلى عائلتها لتشهد امام الرأي العام وامام وسائل الاعلام بما يسيء لموكلي وبما يضعف موقفه", مشيرا الى ان خطيبته "في خطر".
وكانت السلطات السورية رأت بعد تراجع الشاهد السوري عن شهادته, ان تقرير اللجنة الدولية للتحقيق "انهار" و"سقط بالضربة القاضية". وقال المصدر الرسمي السوري ان "شهادة الزور" التي افاد بها هسام تذكر بافادة محمد زهير الصديق الموقوف حاليا في فرنسا "لتورطه في الجريمة".

"الشاهد المقنع" وقرية "الأربعون مخبرا"
وقد كشفت "العربية.نت" تفاصيل جديدة عن حياة "الشاهد المقنع" هسام طاهر هسام، وذلك في اتصال هاتفي أجرته مع بعض المصادر المقربة من أسرته التي تقطن في قرية "تل خنزير فوقاني" (35 كم) جنوب شرق مدينة "المالكية" السورية الواقعة في المثلث الحدودي من الجهة السورية وعلى الحدود العراقية التركية.. ومن المفارقات أن أهالي منطقة المالكية يطلقون على قريته اسم "قرية الأربعين مخبرا" بحسب ما ذكرته المصادر.
وقالت المصادر للعربية.نت أن "والد هسام، طاهر، جرح أثناء حرب 6 اكتوبر/تشرين 1973 بين سوريا ومصر من جهة وإسرائيل من جهة أخرى. ولهسام 4 أشقاء و 6 أخوات". وأضافت أن "أحد أشقائه قيد الاعتقال بتهم النصب والاحتيال".
ولدى السؤال عن الشهادة العلمية التي يحملها هسام، أكدت المصادر أنه درس حتى المرحلة الإعدادية (المتوسطة) وترك بعدها صفوف الدراسة ليلتحق بالتجنيد الإلزامي في سوريا عام 1996 في الفرقة العاشرة في لبنان.
وأضافت المصادر أنه "عمل في بداية خدمته العسكرية (حاجبا) لدى اللواء محمد قاسم شمالي وبعدها عمل حاجبا لدى اللواء عادل زهر الدين في الفرقة العاشرة بلبنان".
أنهى هسام خدمته العسكرية منتصف 1998 ليرجع إلى قريته فترة قصيرة ويغادر بعدها القرية إلى لبنان "بناء على طلب أحد رؤوساءه السابقين في الجيش" بحسب ما قالته المصادر.
ويذكر أن الشباب السوري اللذين هم خارج الصفوف الدراسية، يلتحقون بالخدمة العسكرية في سن الـ 18، ما يشير أن هسام من مواليد 1978.
ولدى السؤال عن مسلكه الشخصي، قالت المصادر إنه "كان يأتي إلى قريته إجازات قصيرة خلال وجوده في لنبان، وكان كثيرا ما يتفاخر أمام أهل القرية بعلاقاته مع الضباط السوريين.. ويهددالأهالي الذين كانوا على خلاف مع أسرته بسبب مشاكل متعلقة بأراض زراعية".
ومضت تقول "من المتعارف عليه بين أهالي القرية أن هسام محسوب على فرع الأمن العسكري في مدينة القامشلي وهو وأسرته تاريخيا ينتمون إلى حزب البعث السوري".
تعليقات على هذا الموضوع من موقع العربية. نت
ميليس ولبنان وسوريا،
أطالع كل يوم ما يدور من تعليقات حول موضوع ميليس ولبنان وسوريا، واكتفي فقط بالقراءة، ولكن بعض من كتبوا تعليقات جعلوني اخرج عن صمتي لأقول: بصدق وصراحة لقد كانت لبنان بالنسبة للمرتزقة من الضباط والمخابرات السورية التي كانت وماتزال برأيي الكتلة العفنة في نسيج السوريين، لأنها لم تتعدى فقط على سيادة وحرمة شعب فحسب وانما على السوريين انفسهم أيضاً، وأنا أتحدث عن وقائع أعرفها ومنها صديقي الذي حرم من تتمة دراسته بسبب اعتقاله في سوريا لانه كان يتحدث عن رفض الاحتلال الانكوأمريكي على عراقنا الحبيب، ولكن اريد ان اقول بأن هنالك منطق في العالم وأنا متأكد بأن هنالك في لبنان الكثير من أولي الألباب الذين يفكروا بمنطق وعقلانية بغض النظر عن (حقدهم) ان صح التعبير على النظام السوري، فاذا فكرنا بالمستفيد من مقتل الحريري لعرفنا قاتله، ولو فكرنا بعمليات الزعزعة الأمنية في لبنان من تفجيرات وخلافه لعرفنا المستفيد من قتله، ولو فكرنا بالتحالفات الحاصلة الآن بين القوى العالمية وبعض التيارات اللبنانية المتخبطة أصلاً في تحالفاتها لتبين لنا ما يلي: ما مصلحة سوريا بمقتل الحريري في ظل ضغط أمريكي مكثف اخترع بعض الاكاذيب ليحتل العراق، هل القيادة السورية لدرجة من الغباء لزعزة (هيمنتها) على لبنان، مع اني أعلم لما للحريري من ثقل دولي، ولكن الحريري كان دائماً مع السوريين لأنه ولنقلها بصراحة مستفيد من اغراق لبنان بالديون على بنوكه والاستفادة من فوائدها والمحافظة على تجارته الرابحة في بلده، والكل يعلم بأنه لو كان السوريون غير موافقين على عمله لما مكنوه من كل هذا النفوذ. هل سوريا تملك من التخطيط والحنكة والجرأة لتكتيك مثل هذا الاغتيال؟؟!! ومن يملك كل هذا العقل المدبر والحنكة هل من المعقول أن يملك كل هذه الحماقة في نفس الوقت لارتكاب مثل هذا العمل العدواني الذي يضرب له وبكل صراحة باب رزق ونفوذ. هل من المعقول أن تعفو عن جنرال تلطخت يديه بدماء ابرياء وصافحت ايدي اليهود، وكيف ترجو منه حرية وسيادة واستقلال؟؟؟! هل من المعقول يا كذبة ميليس أن تقبل بالتحقيق مع شخص (حلاق) وتعتمد اقواله في تقريرك بدون ان تسأله من أنت وما هي مقدار مصداقيتك؟؟؟، يعني الآن أي شخص سوري كان يعمل مخابرات ممكن انو يروح ويقول يا جماعة أنا بعرف وبعرف وووو. واذا افترضنا أن هذا الشخص كان يرتجي مالاً كابتزاز، هل من المعقول أن يترك كل ذلك ويسلم نفسه للسوريين، وهل من المعقول أن يكون لديه الجرأة على التلاعب مع المخابرات السورية وهو من يعرفها تمام المعرفة بأن (الغلطة الصغيرة عندن) بكفرة؟؟؟!!! ويمكن يروح راسو فيها. وعلى فرض أن المخابرات غضت الطرف عنه في هذه الأوقات للظروف الصعبة التي يعيشها السوريون، فهل من الممكن ان يتناسى هذا الشاهد بأن سوريا واقعة لا محالة في العقويات الاقتصادية وبالتالي هسام سيتمنى الموت دون أن يحصل عليه؟؟!! واذا كان عميلاً ً سورياُ هل من المعقول أن تكون الحكومة اللبنانية بهذا الغباء لتسمح له بالتلاعب بها وابتزازها ومن ثم الهرب؟؟!!! واذا امعن اي عاقل في شهادة هسام لوجده يتكلم بصرامة وثبات ودون خوف، ولو كان كاذباً لاضطررت لقضاء شهرين لتحفيظه ما يقول لانو هون الغلطة بكفرة، وأي سؤال يجب أن يتقاطع مع غيره بشكل صحيح تماماً،ولو كان نصابا ومحتالاً لما اظهرته النيو تي في على شاشاتها اذا كانت تريد رفع شعار المصداقية من دون أن تتأكد من هو؟؟؟ واذا كان محتالاً ونصاباً، فماذا لم تقم القنوات اللبنانية بكل هذه الريبورتاجات قبل أن يهرب من لبنان؟؟ معنى ذلك بأنها كانت ترغب في أن يكون هذا الشخص ورقة ضغط وادانة على سوريا، معناها هؤلاء مستفيدون من غرق سوريا في المشاكل؟؟؟ معناها هناك طرف تاني مستفيد بالمقابل، معناها وصلنا لمن قتل الحريري صح؟ وكيف لعنصر مخابرات سوري أن يكون على اطلاع على كل هذه التفاصيل؟؟؟؟ وكيف نسيته المخابرات السورية في لبنان عند انسحابها اذا كان مهماً لهذه الدرجة؟؟!!! ونحن نعلم بأنه يجب أن يقتل ليقتل معه السر؟؟!!! وهل ميليس بدرجة الغباء ليطالب ضباط بمستوى ماهر وآصف بالمجيء للبنان للتحقيق معهم؟؟!!! كفانا رجاء، ايها العرب، أيها اللبنانيون الشرفاء من جميع الطوائف، أناشد ضمائركم، أن تفكروا ملياً بعيداً عن حقدكم على السوريين أو النظام السوري،فكروا بهذه اللعبة، فكروا كيف دخلت امريكا على العراق وما يحصل الان في سوريا،فكروا بأن قدركم هو أن تجاوروا سوريا، وانه ومع استقلاليتكم التي هي من حقكم فإن دمار سوريا هو دمار لكم والعكس صحيح، وان لبنان مقبل على وصاية أشد وطأة من سوريا، وصاية الدم والاغتصاب والقتل،كفانا تعليقات هزلية واستفزازات من شباب سوريين ولبنانيين، لأنها دوامة لا تنتهي، أرجوكم فكروا بمصلحة لبنان،فأنا أفكر في مصلحة سوريا في النهاية ورغم كل سوء نظامنا ورغم اني مسلم سني ونظامي علوي بحت، إلا أنني سأدافع عن بلدي واكون جنبا الى جنب مع هذا النظام ضد المحتل ولا تنسوا أن محمداُ عليه الصلاة والسلام قد تكلم عن الشام قبل ان يتكلم عنها السيد بشار الأسد. شكرا لمنبر العربية والى الأمام دوماً
متى تعود دمشق الى رشدها ؟
بين مسرحية هسام هسام في دمشق، واستعراض فاروق الشرع في برشلونة، يحاول النظام الامني السوري مرة جديدة كسب الوقت من اجل الالتفاف على المجتمع الدولي والتهرب من محاكمته ومحاسبته في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. ولقد اعتاد لبنان طوال عهد الوصاية السورية عليه سياسة التهديد والترغيب التي كانت تمارسها دمشق. فسياسة الكلام المعسول من جهة والسيارات المفخخة والاغتيالات من جهة اخرى، كانت ولا تزال احدى ثوابت دمشق في لبنان. وقبل ان يجف حبر خطاب الرئيس بشار الاسد الذي اعلن فيه صراحة الحرب على لبنان، في محاولة منه لاسقاط نظامه الاستقلالي، كان الوزير الشرع `يبيع` الرئيس فؤاد السنيورة كلاما ردده اكثر من مئتي مرة حول مزارع شبعا. ولقد اصبح هذا الكلام، لكثرة تكراره، بمثابة شيك بلا رصيد لا يصرف الا في مصارف النظام الامني السوري المفلس اصلا في كل شيء. ولا لزوم هنا للتذكير بأن اعتراف سوريا بلبنانية مزارع شبعا يحتاج الى اكثر من موقف لوزير خارجيتها. فالمطلوب، ونكررها للمرة الالف، وثيقة رسمية من الحكومة السورية موقعة ومختومة رسميا وموجهة الى الدولة اللبنانية والى الامم المتحدة، تعلن بوضوح اعتراف سوريا بسيادة لبنان على مزارع شبعا، مع تحديد جغرافي لتلك المزارع من خلال ترسيم رسمي للحدود اللبنانية – السورية ترسله الدولتان الى الامم المتحدة التي عليها ان تتخذ في هذا الشأن الاجراءات اللازمة التي تفرضها القوانين والانظمة الدولية للاعتراف بلبنانية المزارع. كذلك لا لزوم للتذكير هنا بموقف سوري آخر مناقض لموقف الشرع، يدخل ايضا في لعبة مزدوجة هدفها كسب الوقت، ونعني بذلك موقف رئيس الحكومة السورية ناجي العطري الذي ارسل كتابا الى الرئيس السنيورة يوافق فيه على ترسيم الحدود بدءا من الشمال، باستثناء مزارع شبعا، بالطبع، لتبقى كالعادة اداة ابتزاز ونزف في يد النظام الامني السوري الذي لا يريد حلا حقيقيا، ولا اعترافا بلبنانية المزارع، وهو الذي يرفض اصلا مبدأ الاعتراف بلبنانية لبنان! ويا ليت الشرع احضر معه الى برشلونة رسالة من رئيس حكومته تلغي الرسالة الاولى، وسلمها الى الرئيس السنيورة مع تصريحه. ومن السخرية ان `نسكر` بكلام الشرع المعسول، مع ان لبنان كان ولا يزال يفتش دائما عن المواقف السورية الايجابية لاستثمارها في تصحيح الخلل القائم في العلاقات الثنائية بين البلدين. وكنا نتمنى ان يوجه الوزير الشرع اعتذاراً علنياً باسمه وباسم رئيسه الدكتور بشار الاسد عن الكلام المهين الذي وجهه الاخير الى رئيس حكومة لبنان والى مجلسه النيابي والى الشعب اللبناني بأكمله، قبل ان يبدأ أي حوار مع الرئيس السنيورة الذي وصفه الرئيس السوري ب`العبد المأمور عند عبد مأمور`! وكيف يريدنا الوزير الشرع ان نرتاح الى كلامه المعسول ساعة يشنّ نظامه الامني في دمشق حملة مدروسة ومركّزة – مع انها سخيفة وبدائية – ضد لبنان ولجنة التحقيق الدولية عبر مسرحية هزلية مضحكة مبكية بطلها عميل للمخابرات السورية كان يعمل في لبنان ومهمته الوحيدة بث الاكاذيب، ومحاولة تضليل التحقيق الدولي، فاضحا بشكل علني الاهداف العدوانية الحقيقية للنظام الامني السوري حيال لبنان. وكان واضحاً ان الحملة السورية المدروسة والمستمرة، بواسطة الاعلام الرسمي المرتبط بالمنظومة المخابراتية، تحمل في طياتها رسالة صريحة عبّر عنها النائب وليد جنبلاط وهي ان سوريا قد تحاول مرة جديدة ضرب الاستقرار في لبنان بواسطة اعمال عنف وارهاب اعتادها الشعب اللبناني، ترافقها عملية خداع كبرى بطلها فاروق الشرع وكلامه المعسول حول صفحة جديدة تفتحها سوريا مع لبنان. وهذه الازدواجية السورية يحاول نظام دمشق تطبيقها ايضاً على المستوى الدولي من خلال محاولته ضرب صدقية لجنة ميليس والتشكيك المسبق في نتائجها، قبل مثول المتهمين السوريين امامها في فيينا. وكل ذلك كالعادة من خلال اوركسترا مخابراتية هدفها كسب الوقت وضرب الاستقرار في لبنان والعودة اليه بالدم والنار والدمار بواسطة من تبقى من عملاء لهذا النظام. ان هذا السيناريو القديم – الجديد لن ينال من القرار اللبناني الوطني بالتمسك اكثر من اي وقت مضى بمعرفة الحقيقة في اغتيال الرئيس الحريري، وبتحصين سيادتنا واستقلالنا من خلال تعزيز وحدة مجتمعنا وانقاذه من فلول عهد الوصاية والاحتلال الذي ذهب الى غير رجعة. ونقول للنظام الامني السوري، بطل اخراج المسرحية الجديدة `لغوار الطوشة` كما وصفها الوزير مروان حماده: في مقابل شهادته الكاذبة المزيفة بواسطة عميله الرخيص، هناك شعب بكامله مستعد لأن يدلي بشهادته امام العالم وليس فقط امام لجنة تحقيق دولية، شهادة للتاريخ تفضح كل الجرائم التي ارتكبها هذا النظام في لبنان، بحق شعبه الذي وصفه الرئيس الاسد في خطابه العدائي ب`ناكر الجميل`. اذ لو كان اللبنانيون ناكرين للجميل السوري، ومعهم دولتهم لطالبوا سوريا بتعويضات عن الخراب والدمار واللذين الحقهما بهم نظام دمشق فضلاً عن القتلى والجرحى والمسجونين والمفقودين الذين يسأل عنهم نظام الوصاية السوري، عدا السرقات والصفقات والعمولات والابتزاز التي فرضها هذا النظام على اللبنانيين ودولتهم طوال فترة احتلاله بلدهم. ان طيبة قلب اللبنانيين والبعض يقول خوفهم في مرحلة ما، جعلتهم يسكتون. ولكن اذا ما تحرك الشعب اليوم للشهادة امام لجنة تحقيق دولية عن الجرائم والارتكابات السورية في لبنان، لتحولت محاكمة الكبار في دمشق `نورمبرغ` جديدة يمثل الادعاء فيها ورثة كمال جنبلاط وبشير الجميل والمفتي حسن خالد ورنيه معوض ومحمد شقير وناظم القادري وسليم اللوزي، وصولاً الى ورثة الرئيس الحريري وباسل فليحان ورفاقهما، وكذلك ورثة جورج حاوي وسمير قصير وكل ضحايا نظام الوصاية . لقد حان الوقت لأن نضع حداً لخوفنا ولطيبة قلبنا التي دفعنا ثمنها غالياً وغالياً جداً، ولنواجه كل هذه المسرحيات الكاذبة للنظام الامني السوري، متسائلين: الم يحن الوقت لهذا النظام الاستبدادي لأن يستيقظ من سكرته ويعود الى رشده؟

ليست هناك تعليقات: