السبت، نوفمبر 19، 2005

مجلس النواب الاميركي يصوت ضد انسحاب فوري للقوات من العراق

البنتاغون يفتح تحقيقا بشان الأنشطة الاستخباراتية حول نظام صدام
العربية. نت
صوت مجلس النواب بكثافة مساء الجمعة 18-11-2005م ضد اقتراح يطالب بالانسحاب الفوري للقوات الاميركية المنتشرة في العراق، وذلك فيما فتحت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تحقيقا حول عدد من الأنشطة الاستخباراتية حول نظام صدام كان وراءها مساعد سابق لوزير الدفاع واحد ابرز مهندسي الحرب على العراق.
ورفض المجلس ب403 اصوات مقابل ثلاثة اصوات وامتناع ستة نواب عن التصويت نصا من فقرة واحدة مستوحاة من مشروع قرار تقدم به مساء الجمعة الديموقراطي جون مورتا اول برلماني يطالب رسميا بالانسحاب الفوري من العراق.
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش الذي يزور كوريا الجنوبية رفض قبل ساعات فكرة انسحاب للقوات الاميركية من العراق معتبرا ان تحديد موعد لتحرك من هذا النوع يعني "ضمان وقوع كارثة".
وقال بوش "سنحارب الارهابيين في العراق وسنواصل المعركة حتى نحقق الانتصار التي يقتل جنودنا من اجله".
وجرى التصويت قبل بدء عطلة عيد الشكر تماما مما يجعل المعارضة في مواجهة احد خيارين هما تأييد انسحاب فوري من العراق يرى الخبراء انه امر غير واقعي او دعم الحرب.
وكانت القيادة الجمهورية في مجلس النواب الاميركي قررت ان تطرح الاقتراح على التصويت كما طالب يوم الخميس النائب الديموقراطي جون مورتا. واوضح المسؤول في الغالبية ديفيد دراير –قبل إجراء التصويت- أن "السؤال المطروح سيكون: هل يجدر وضع حد لتواجد القوات الاميركية في العراق؟".
ولم يكن لدى الجمهوريين اي شك يوم الجمعة في ان الجواب سيكون "لا" بقوة, لكن طرح السؤال علنا سيسمح بعرض براهين المعارضة الديموقراطية التي نددت بشدة بالمناورة "القذرة" و"غير المسؤولة".
وهذه المناقشة التي تختصر طريق الاجراءات العادية, نظمت في اللحظة الاخيرة في حين ان عددا من النواب يستعدون للعودة الى دوائرهم لتمضية عطلة عيد الشكر.
واضاف دراير لتبرير قرار طرح مسالة الانسحاب الفوري للقوات الاميركية من العراق على التصويت "سيكون من الاجرام بالنسبة للولايات المتحدة ان تقوم باي شيء مغاير لاعادة تاكيد تصميمنا".
والاقتراح المطروح على التصويت ليس الاقتراح نفسه الذي تقدم به مورتا الذي كان اول من طالب رسميا بانسحاب "فوري" لانه يرى ان "وجود القوات الاميركية في العراق يمنع التقدم" في هذا البلد, و"انها تشكل الاهداف الاولى للتمرد واصبحنا حافزا على العنف".
والنص الذي كان مقترحا يشير فقط الى "انه راي مجلس النواب ان ينتهي انتشار القوات الاميركية فورا".
وكان البيت الابيض اعتبر ان من "الغرابة" ان يؤيد مورتا, وهو محارب سابق حصل مرارا على اوسمة وصوت للحرب في الخليج في 1991 وللسماح بشن حرب في 2002, "المواقف السياسية لمايكل مور والجناح اليساري المتطرف للحزب الديموقراطي".
وسارعت الغالبية الجمهورية الى التنديد باقتراح "غير جدير". وكان رئيس مجلس النواب دينيس هاربرت راى في هذا الاقتراح مؤشرا الى ان المعارضة الديموقراطية "تفضل ان تستسلم الولايات المتحدة امام الارهابيين الذين هم على استعداد للاساءة الى الاميركيين الابرياء".
وياتي هذا النقاش في حين بلغ الخلاف حول الحرب في العراق مستوى لا سابق له في واشنطن.
وفي مجلس الشيوخ, انضمت القيادة الجمهورية الثلاثاء الى اقتراح للمعارضة الديموقراطية عبر الطلب من الادارة تقديم استراتيجية للعراق في اطار الانسحاب الآجل لـ140 الف عسكري اميركي منتشرين في هذا البلد.
البنتاغون يفتح تحقيقا بشان انشطة استخباراتية حول العراق
وفيما يتصل بالعراق أيضا، فتحت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تحقيقا حول عدد من انشطة دوغلاس فيث المساعد السابق لوزير الدفاع والذي يعتبر احد ابرز مهندسي الحرب على العراق, بحسب وثيقة نشرتها الوزارة الجمعة.
وهذا التحقيق الذي يتولى رئاسته المفتش العام في البنتاغون جاء بناء على طلب لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.
والتحقيق سيسعى الى تحديد ما اذا "كان مكتب الخطط الخاصة" الذي كان يشرف عليه دوغلاس فيث, قد اجرى بين سبتمبر/ ايلول 2002 وحتى يونيو/ حزيران 2003 عمليات استخباراتية "غير مسموحة وغير قانونية او غير مناسبة" في اطار الحرب على العراق.
وفيث الذي يعتبر بمثابة احد صقور ادارة بوش ومن انصار الحرب الوقائية, كان يمارس مهام مساعد وزير الدفاع المكلف الشؤون السياسية. واستقال من منصبه في يناير/ كانون الثاني 2005 للالتحاق بالقطاع الخاص.
واتهم ديموقراطيون اجهزة دوغلاس فيث بانها تلاعبت بالاستخبارات حول نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين والاتية من مصادر مختلفة وبينها المعارضة العراقية انذاك, وذلك للايحاء الى صلات بين الديكتاتور العراقي السابق وتنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن بهدف تعزيز الذرائع الداعية الى التدخل العسكري في
العراق.
واتهمت ادارة بوش مرارا في الاونة الاخيرة بانها تلاعبت بتقارير الاستخبارات لتبرير شن الحرب على العراق.

ليست هناك تعليقات: