الأحد، نوفمبر 27، 2005

الملك عبدالله:الرياض تدخلت للتوصل إلى صيغة استجواب السوريين بفيينا

ميليس يبدأ الثلاثاء التحقيق مع المسؤولين السوريين
العربية.نت
يبدأ ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري باستجواب المسؤولين السوريين الخمسة في مقر تابع للأمم المتحدة في فيينا يوم الثلاثاء القادم، وكشف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عن دور سعودي تولاه الامير بندر بن سلطان في التسوية التي تمت بين سوريا والأمم المتحدة لحل الازمة التي برزت حول مكان التحقيق مع الأشخاص الخمسة.
ونقلت صحيفتا "الحياة" و"الشرق الاوسط" الأحد 27-11-2005، تصريحات للعاهل السعودي ادلى بها السبت في الديوان الملكي بالرياض ان بلاده قامت بوساطة مباشرة بين الامم المتحدة وسوريا اثمرت في النهاية موافقة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن على استجواب المسؤولين السوريين الخمسة في فيينا.
ونقلت "الشرق الاوسط" عن العاهل السعودي قوله "اقترحت على الرئيس الفرنسي جاك شيراك وكوفي انان ان يستمع ديتليف ميليس لمن يريد من السوريين اما في سويسرا او في النمسا".
واضاف "ارسلت الامير بندر بن سلطان في مهمات خاصة لكل من باريس ودمشق وفي باريس قابل الامير بندر كلا من شيراك وكوفي انان ثم طار بعدها للقاء الرئيس السوري بشار الاسد وتوصلا الى اتفاق".
وتابع "وقد يذهب الامير بندر الى سوريا اليوم (السبت) مرة اخرى" دون مزيد من التفاصيل. واضافت الصحيفة انه "بعد التوصل الى موافقة سوريا طلب الملك عبد الله من وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ابلاغ الامر الى سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن لكي يبلغوا الرسالة الى حكوماتهم ووافقت الدول الكبرى, وبذلك نجحت الوساطة السعودية في الحصول على اتفاق حل وسط يحفظ كرامة سوريا قيادة وشعبا وفي نفس الوقت يلبي مطالب مجلس الامن".
وتعليقا على الدبلوماسية السعودية الهادئة في هذا الاطار، قال العاهل السعودي الملك عبدالله "نحن لا نحب العنتريات وزمن العنتريات انتهى ما يهمنا هو التوصل الى اتفاق يحفظ كرامة سوريا ولبنان ويلبي طلبات الامم المتحدة" مؤكدا "انا لا اقبل ان يهان الشعب السوري من خلال اجراء التحقيق في مكتب الامم المتحدة في لبنان كما ان اللبنانيين لا يريدون اهانة الشعب السوري او اهانة قيادته".
من جانبها قالت الحياة ان العاهل السعودي كشف في تصريحاته "النقاب عن دور سعودي مباشر انتهى بالاتفاق على استجواب خمسة مسؤولين سوريين في فيينا في سياق التحقيق الدولي في اغتيال" الحريري.
وكان نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم اعلن الجمعة ان سوريا وافقت على قيام لجنة التحقيق الدولية باستجواب خمسة سوريين لم يكشف هوياتهم في مقر الامم المتحدة في فيينا.
ونقلت "الحياة" عن العاهل السعودي انه "نصح الرئيس (السوري) بشار الاسد كثيرا في البداية الا ان الجواب كان سلبيا" مضيفا انه "كانت هناك وقفة مع النفس الا ان الاساس هو مصلحة سوريا وهي مصلحة تهمنا منذ ايام منذ ايام الملك عبد العزيز كما تهمنا مصلحة كل بلد عربي".
واكد العاهل السعودي , وفق ما اوردت صحيفة "الحياة" ان التحقيق مع المسؤولين السوريين في لبنان كما كانت تطالب لجنة ميليس او في الجولان كما عرضت سوريا, كان سيمثل "اهانة" لسوريا ولكل بلد عربي.
واوضحت "الحياة" ان الملك عبد الله "راى ان التحقيق مع المسؤولين السوريين لو تم في لبنان لكان اهانة لسوريا وكل بلد عربي ومثله لو جرى التحقيق في الجولان" ونقلت عن الملك انه "قرر التدخل بعد ان تلقى ثلاث رسائل متتالية من الرئيس الاسد".
واشارت الصحيفة الى ان "الملك عبد الله انتقد حملة وزير الخارجية السوري فاروق الشرع على الامم المتحدة وقوله انه لن يقبل اهانة سوريا وسأل من يقبل اهانة سوريا؟ نحن لا نقبل اهانة سوريا" مضيفا "ان اي مصاب لاي بلد عربي يؤلمنا ونحن لا نريد هزات لاحد بل نسعى لخير الجميع".
وامتدح العاهل السعودي الدور الذي قام به الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي قال انه "شهم وذو اخلاق وصدق ووفاء" مشيرا الى انه "يتصرف كعربي اصيل بما يبدي من مروءة".

التحقيق مع خمسة مسؤولين سوريين يبدأ الثلاثاء في فيينا
افادت صحيفة النهار اللبنانية الاحد ان رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري ديتليف ميليس سيباشر الثلاثاء التحقيق مع خمسة مسؤولين سوريين في مقر الامم المتحدة في فيينا.
واضافت الصحيفة اللبنانية في صفحتها الاولى ان "السلطات السورية واصلت التكتم على اسماء المسؤولين الخمسة الذين سيخضعون للاستجواب مع تضارب في الروايات في شأن من هو المسؤول السوري الذي استثني من لائحة الاستجواب ليصير العدد خمسة وليس ستة كما كان ذكر سابقا".
وكانت معلومات صحافية عدة اشارت الى خفض عدد السوريين الذين طلبهم ميليس للاستجواب من ستة الى خمسة. واوضحت "النهار" ان المعلومات لا تزال غير مؤكدة حول ما اذا كان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء آصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الاسد هو الشخص الذي استبعد من لائحة المطلوبين للتحقيق في فيينا.
وكان نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم اعلن الجمعة ان سوريا وافقت على التحقيق مع خمسة مسؤولين سوريين في فيينا, الا انه لم يحدد اسماءهم ولا موعد الاستماع اليهم. وتحدثت الصحف اللبنانية قبل ذلك عن ستة ضباط.
والستة هم حسب جريدة النهار اضافة الى شوكت, مسؤول الاستخبارات السورية خلال التواجد السوري في لبنان العميد رستم غزالة, والمسؤولون في الاستخبارات اللواء بهجت سليمان والعميد جامع جامع والعميد عبد الكريم عباس والعميد ظافر اليوسف.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سورية مطلعة ان "اتصالات تجري بين دمشق وميليس من أجل الاتفاق على إجراءات الاستجواب مع المسؤولين السوريين الخمسة في مقر تابع للامم المتحدة في فيينا" مضيفة "انهم سيغادرون غدا (الاثنين), اما بداية الاستماع اليهم فستكون الثلثاء إذا لم تطرأ تطورات".
وأوضحت الصحيفة أن المستشار القانوني لدى وزارة الخارجية السورية رياض الداودي سيرافق السوريين الخمسة بصفته القانونية, واستبعدت ان تعين الدولة السورية محامين لمن سيتم استجوابهم حتى لو كانوا موظفين لديها.
ونقلت الصحيفة ايضا أن روسيا هي من قدمت الضمانات لدمشق "لأنها هي من تملك فعليا تقديمها بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن وتملك حق النقض (الفيتو)" في اشارة ضمنية الى عدم القاء القبض على الاشخاص الخمسة بعد التحقيق معهم في فيينا.
وكان المعلم اعلن ان دمشق حصلت على ضمانات بان الخمسة سيعودون الى سوريا وان هذه احدى الضمانات القانونية التي اعطيت الينا" معتبرا ان ميليس "لا يملك صلاحية توقيفهم".
وكان مجلس الامن الدولي اصدر في نهاية اكتوبر/تشرين الاول القرار رقم 1636 الذي يحض سوريا على التعاون مع اللجنة الدولية, لكن دمشق وفريق المحققين الدوليين لم يتوصلا الا الجمعة الماضي الى اتفاق حول تفاصيل هذا التعاون, ولا سيما حول مكان استجواب المسؤولين الامنيين السوريين الذين ترغب لجنة ميليس في الاستماع اليهم.

ليست هناك تعليقات: