الخميس، نوفمبر 17، 2005

روسيا مرتاحة للتعاون وتركيا لن تبقى متفرجة

دمشق تؤكّد اقتراح الجولان للاستجواب
السفير
أعربت روسيا أمس عن <<ارتياحها>> للتعاون السوري مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري في وقت أعلنت تركيا أنها لا تستطيع أن تبقى متفرجة وأرسلت وزير خارجيتها عبد الله غول في زيارة مفاجئة إلى دمشق في محاولة <<لحماية الاستقرار في المنطقة>>. في هذا الوقت، قال مسؤول سوري إن سوريا اقترحت ان يقابل المحقق الدولي ديتليف ميليس المسؤولين السوريين الذين يريد استجوابهم في مكاتب الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان أو في أي مكان آخر في سوريا، مشيرا إلى أنها ستوفد <<قريبا>> المستشار القانوني لوزارة الخارجية رياض الداوودي لمقابلة ميليس في بيروت. وأوضح المسؤول نفسه <<اقترحت سوريا في رسالة من وزير العدل محمد الغفاري الى ميليس في التاسع من تشرين الثاني (استجوابهم) في مكاتب الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان المحتلة أو أي مكان آخر في سوريا يختاره>>. وأضاف <<تم ابلاغ ميليس بالتحفظات السورية بشأن بيروت كمكان (للاستجواب) وسيتم ايفاد المستشار القانوني لوزارة الخارجية رياض الداوودي لمقابلته قريبا للتشاور>>. وشدد المسؤول على أن <<سوريا مستعدة للتعاون وقد قيل هذا في رسائل من الرئيس بشار الأسد لزعماء العالم والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان... الرئيس شرح موقف سوريا بشكل واف>>. وكشف المسؤول السوري ان <<الرئيس السوري بشار الأسد أرسل رسائل ومبعوثين الى قادة الدول الشقيقة والصديقة والى دول أعضاء في مجلس الأمن يؤكد فيها التعاون مع لجنة التحقيق الدولية>>. وأوضح المسؤول ان الرسائل تضمنت <<المقترحات السورية المتعلقة>> بهذا التعاون، وبينها عرض <<تحديد مقر قيادة القوات الدولية في الجولان السوري (اندوف) مكانا للتحقيق مع السوريين>> المطلوبين للاستجواب، مشيرا الى أن <<بعض الأصدقاء والأشقاء يبذلون جهدا لتحديد مكان يناسب المحقق الدولي، لأن فرض المكان في لبنان لا يناسب لبنان ولا سوريا>>.
إيفانوف
وقالت وكالة الأنباء السورية <<سانا>> إن الرئيس السوري بشار الأسد بحث في دمشق أمس مع كل من رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ايغور ايفانوف ومع عبد الله غول، التعاون السوري مع لجنة ميليس. وأوضحت <<سانا>> أن ايفانوف نقل رسالة شفوية إلى الأسد من الرئيس فلاديمير بوتين حول <<العلاقات بين البلدين>>. واضافت الوكالة ان الاسد وايفانوف بحثا <<التعاون السوري مع لجنة التحقيق الدولية بالاضافة الى الاوضاع الاقليمية والعملية السياسية في العراق وسبل دعمها بما يحفظ للعراق سيادته ووحدة اراضيه>>. وقال ايفانوف، للصحافيين عقب اللقاء، <<نحن مرتاحون الى ان سوريا تشارك مشاركة نشيطة في تطبيق القرار الدولي الخاص بالتحقيق في اغتيال الحريري>>. وأضاف ان <<هذا التعاون من قبل سوريا سوف يمكّن رئيس لجنة التحقيق الدولية ميليس من تنفيذ مهمته التي فوضه اياها مجلس الامن الدولي لكشف حقيقة اغتيال الحريري>>. واوضح ايفانوف انه نقل الى الاسد رسالة شفوية من بوتين <<يؤكد فيها ارتياحه الى تطور العلاقات بين سوريا وروسيا، وارتياحه ايضا الى تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل اليها خلال زيارة الاسد لموسكو في كانون الثاني الماضي>>. وقالت <<سانا>> إن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع <<بحث وايفانوف مستجدات الاوضاع الاقليمية والدولية ومهمة لجنة التحقيق الدولية>>. ونقلت سانا عن الشرع انه <<جدد موقف سوريا بمواصلة التعاون مع اللجنة بهدف انجاز عملها وتجنب كل ما من شأنه توظيفها بما لا يخدم الوصول الى الحقيقة>>. وتابعت الوكالة أن الاسد بحث مع غول <<الضغوط التي تمارس على سوريا والتعاون السوري مع لجنة التحقيق الدولية بالاضافة الى الاوضاع الاقليمية والاوضاع في العراق والعملية السياسية الجارية فيه>> والعلاقات التركية السورية. وأكد الشرع، بحسب <<سانا>>، خلال لقائه غول، <<استمرار سوريا في التعاون مع اللجنة الدولية لانجاز مهمتها في الوصول إلى الحقيقة وعدم استخدام التحقيق كأداة سياسية تخرج به عن هدفه>>. أما غول فقال من جهته إن تركيا <<عازمة على بذل الجهود من اجل حماية الاستقرار في المنطقة والحيلولة دون حدوث أزمات جديدة فيها>>. واوضح غول، لدى وصوله إلى أنقرة، أن الهدف من زيارته إلى سوريا كان الإسهام في التنفيذ الكامل والسريع لقرارات مجلس الأمن الدولي، معربا عن اعتقاده بأن الزيارة كانت مثمرة. وقال غول إن لجنة التحقيق الدولية ستواصل تحقيقاتها حتى 15 كانون الأول المقبل، مضيفا أن تركيا تعرف، في ضوء خبرتها في المنطقة، أنه إذا لم يتم حل المشكلات قبل أن تصبح مزمنة فإنه سيكون من الصعب للغاية التغلب عليها. وأشار غول إلى أنه أوضح للأسد وجهات نظر أنقرة، وضرورة أن تلبي سوريا توقعات المجتمع الدولي في ما يتعلق بالتحقيق في اغتيال الحريري. وقال مصدر دبلوماسي تركي إن غول <<أكد للأسد ضرورة أن تعطي سوريا، وأن يعطي الأسد، إشارات مقنعة بأن دمشق تتعاون مع المجتمع الدولي>>، مضيفا أن غول أكد كذلك ضرورة تعاون سوريا مع الموقف الدولي في ما يتعلق بالعراق. وذكرت شبكة <<سى ان ان تورك>> أن زيارة غول المفاجئة لدمشق أتت بسبب وجود احتمالات كبيرة لفرض عقوبات اقتصادية على سوريا. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة ودولا عربية طلبت من أنقرة أن تتولى دورا لإقناع الإدارة السورية بالسماح بإجراء التحقيقات مع المسؤولين السوريين خارج سوريا. ووصفت الشبكة محاولة أنقرة إقناع الإدارة السورية بهذا الأمر بأنها مشابهة لمحاولة أنقرة إقناع الرئيس العراقي صدام حسين، بالاستجابة لمطالب المجتمع الدولي، قبل اندلاع الحرب على العراق، مشيرة إلى أن فرض عقوبات اقتصادية على سوريا سيشكل ضررا بالغا على تركيا، لان أنقرة لن تستطيع، بعد فرض هذه العقوبات، مواصلة الانفتاح على العالم العربي ودول الشرق الأوسط، في ظل المشاكل التي تواجهها مع الحدود العراقية، ما جعل البوابة الحدودية السورية الأهم لتركيا مع دول الشرق الأوسط. وتجنب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الكشف مباشرة عن هدف زيارة غول لدمشق، مكتفيا بالقول إن وزير خارجيته كان قد اجتمع مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس ووزراء خارجية دول مبادرة مشروع الشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا على هامش اجتماعهم في البحرين. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان نشر قبيل مغادرة غول إلى دمشق <<من المتعذر على تركيا ان تبقى متفرجة إزاء الأحداث التي تحصل في المنطقة>>. وأضاف البيان أن غول سيشدد على ضرورة الالتزام بقرارات الامم المتحدة <<في ضوء واقع ان المهلة التي اعطيت لانجاز التحقيق (في الاغتيال) تمر بسرعة>>. وتابع البيان ان <<تركيا لا ترغب على الاطلاق في ان تشهد ازمات جديدة في منطقتنا، وتعتبر استنادا الى هذا الواقع ان كل دول المنطقة يجب ان تساهم بكل امكاناتها في تسوية القضايا القائمة>>. واستغرقت زيارتا ايفانوف وغول الخاطفة لدمشق ساعات. إلى ذلك، اعتصم حشد من النساء السوريات في ساحة الروضة في دمشق أمس احتجاجا على الضغوط الدولية على سوريا. وقالت <<سانا>> <<وقد أدانت المعتصمات حملة الأضاليل والافتراءات الكاذبة التي تروجها بعض وسائل الإعلام المعادية للنيل من مواقف سوريا القومية العادلة>>. وقالت وكالة الأنباء اليمنية إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تلقى أمس رسالة من الأسد <<تتعلق بالعلاقات بين البلدين والتطورات الراهنة في المنطقة والوضع بين سوريا ولجنة التحقيق الدولية برئاسة ديتليف ميليس ووجهة النظر السورية حول كيفية التعامل مع اللجنة في إطار قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1636>>. وذكرت الوكالة أن صالح أجرى أيضا أمس اتصالا هاتفيا بالاسد <<بحث خلاله العلاقات الاخوية بين البلدين والمباحثات التي أجراها مع الرئيسين الأميركي جورج بوش والفرنسي جاك شيراك والمسؤولين الأميركيين والفرنسيين>>.

ليست هناك تعليقات: