الجمعة، نوفمبر 18، 2005

تقرير ميليس يثير رعب النخبة العلوية الحاكمة في دمشق

القدس العربي
ذكرت صحيفة فايننشال تايمز الصادرة أمس الثلاثاء ان التحقيق الدولي حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري وتزايد الضغوط الدولية علي دمشق اثار الرعب بين اوساط النخبة الحاكمة في دمشق.وقالت الصحيفة ان الرئيس السوري الشاب بشار الاسد دمج بلاده بنفسه وقاد عائلته المطوقة الي مستويات جديدة بعد ان اعلن في خطابه المتلفز الاسبوع الماضي انه لن يحني رأسه وكذلك سورية إلاّ الي الله ، مشيرة الي ان تلك العبارات جعلت الكثير من السوريين يخشون من ان يدفعوا هم ثمن تصرفات العائلة الرئاسية والتي سمّي القاضي ديتليف ميليس بعض افرادها في التقرير الذي سلمه الي مجلس الامن الدولي الشهر الماضي .واضافت ان الضغوط الدولية بدأت تأخذ مفعولها علي عائلة الاسد والاقلية العلوية المهيمنة التي تنتمي اليها كما تكشف الشهر الماضي اثناء دفن وزير الداخلية السابق غازي كنعان الذي قيل انه انتحر . واشارت فايننشال تايمز ان السيارات الغالية الثمن ذات النوافذ المظللة والحراس الشخصيين الذين قدموا تعازيهم لعائلة كنعان بنظاراتهم الشمسية وبذلاتهم الانيقة جعل الجنازة تبدو وكأنها جنازة مافياوية، غير ان ذلك حدث في قرية بحمرة بعد يوم من دفن كنعان .وقالت ان موت كنعان انتحارا كان ام لا يعد ابرز مؤشر حتي الآن علي ان التوتر بدأ يمزق قلب النخبة الحاكمة والتي بدت متحدة طوال السنوات الثلاثين الماضية بروابط الولاء والدم والمال وفوق ذلك كله الخوف من الاطاحة بها .واضافت الصحيفة ان المحللين رجحوا ان يكون موت كنعان الذي كان يتمتع بشعبية بين اوساط شرائح واسعة من الطائفة العلوية مرتبط بصراع داخلي ضمن الطائفة ، مشيرة الي ان الاخير كان ينتمي الي الجيل القديم من المسؤولين العلويين الذين ترعرعوا مع حافظ الاسد لكن اللواء آصف شوكت صهر الرئيس الحالي ورئيس المخابرات العسكرية الذي ورد اسمه في تقرير ميليس ينتمي الي الحرس الجديد وكان عليه ان يقاتل كي تقبله عائلة الاسد ونجح في السنوات الاخيرة في اقامة علاقة قوية بالرئيس السوري الشاب .ونسبت الي انتصار يونس (31 عاما) والتي وصفتها بأنها مذيعة علوية في التلفزيون السوري قولها ان النظام في العراق كان اقلية وهذا ينسحب علي سورية ايضا وعند نهاية النظام في بغداد بدا ان الشعب العراقي رفض بعنف هذا النظام وهذا قد يحدث في سورية .واضافت ان العلويين بشكل خاص يخشون من ان يكونوا اكبر الخاسرين اذا ما تم فرض عقوبات دولية وربما شن عمل عسكري ضد سورية في حال اخفقت في التعاون مع تحقيق الامم المتحدة .وقالت الصحيفة ان البروفسور الامريكي جوشوا لانديز الخبير في الشؤون السورية المقيم في دمشق والمتزوج من امرأة علوية اعتبر ان قدرة الجالية علي الانتفاع من الحكومة يعتمد علي عدد ابنائها الذين يتولون مناصب مؤثرة، وعلي اعتبار ان الرئيس علوي فان ابناء الطائفة يحتكرون السلطات العليا .غير ان لانديز اشار الي ان الكثير من العلويين قلقون الآن من انهم سيدفعون ثمن المزايا التي يتمتع بها قلة من ابناء طائفتهم .ولاحظت الصحيفة ان الكثير من العلويين يتذمرون الآن من ان الجيل الجديد الذي نشأ في المدن يفعل القليل من اجل العناية بالطائفة ، مشيرة الي ان لانديز رأي ان هذه الحالة تفاقمت بسبب الاصلاحات التي اطلقها الرئيس الاسد ونقلت التركيز والمصادر بعيدا عن الجيش الذي يعتبره التيار العلوي القديم دعائم نفوذه، وحولها الي التعليم وتقنية المعلومات والتجارة .واشارت فايننشال تايمز الي ان الكثير من العلويين يعيشون الآن في المدن الساحلية مثل اللاذقية وطرطوس . ونسبت الي منذر المصري الذي وصفته بأنه كاتب سني من اللاذقية ان معظم اصدقائه من العلويين صاروا يمثلون الطبقة الجديدة من المثقفين والفنانين في حين تراجع السنة الي الدين لكنهم يصارعون في مسألة تحالفهم مع السلطة .واعرب المصري عن اعتقاده ان الرئيس الراحل حافظ الاسد وضع هؤلاء في تلك الزاوية وهم مرتبطون بالنظام لانهم خدمه ، طبقا لما ذكرته الصحيفة.

ليست هناك تعليقات: