الجمعة، سبتمبر 01، 2006

الغبار النووي الإيراني يعصف بأمن الخليج العربي - اكتشاف اليورانيوم عزز الحلم :1/2


إحسان طالب
لم يكن الحلم النووي الإيراني وليد الثورة الإسلامية الخومينية ولم تبدأ المحاولات الإيرانية امتلاك القوة النووية على يد أكثر رؤساء العالم راديكالية احمدي نجاد الذي يعد الرجل الأكثر اندفاعا ًو الأكثر عزيمة بين القادة التاريخيين لإيران الحديثة نحو امتلاك قوة رادعة يتجاوز صداها قدراتها في إلحاق الهزيمة والدمار و يضمن لمالكها هيبة و رهبة تدفع الأعداء التاريخيين والمحتملين للتفكير مرارا قبل البدء بالعدوان .
لمحة تاريخية قصيرة عن برنامج إيران النووي
لقد كان الطموح النووي الإيراني و رغبة ملحة في العقل الفارسي الطامح إلى إعادة أمجاد دولة الفرس التي كانت تشكل الإمبراطورية الثانية في العالم إلى أن تم دحرها والسيطرة عليها من قبل المد الإسلامي العربي ، شاه إيران احمد رضا بهلوي هو أول من فكر بالقوة النووية و بدأ بالتحضيرات منذ الستينات من القرن العشرين وذلك عبر خطة مدعومة من الغرب وتحديدا من ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة تقوم على بناء عشرين مفاعلا نوويا لأغراض سلمية .
(• بدأ نشاط إيران النووي منذ عهد الشاه، ففي عام 1957م تم الاتفاق بين أمريكا وإيران على التعاون النووي وبدء إنشاء مفاعل طهران النووي للأبحاث.
• وفي عام 1970م وقعت إيران على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية «NPT».
• وفي عام 1976م وافقت جمهورية ألمانيا الاتحادية على بناء محطة نووية في بوشهر.
• وبعد سقوط الشاه 1979م توقف البرنامج النووي من عام 1979 إلى عام 1984م نتيجة الحرب العراقية الإيرانية.
• وفي عام 1984م بدء العمل في مفاعل طهران النووي للأبحاث، وفي عام 1985م سعت إيران إلى إعادة التعاون النووي مع الدول ذات الخبرة النووية.
• وفي عام 1986م قدمت باكستان عرضاً لتدريب العلماء الإيرانيين في مقابل الدعم المادي لبرنامج باكستان النووي.
• ومن عام 1987م إلى العام 1991م نجحت إيران إلى حد كبير في الحصول على التقانة المرتبطة بالتطور النووي.
• وفي عام 1990م صدرت تقارير خاصة تقول بحصول إيران على (3-5) سلاح نووي تكتيكي - أو مكونات مثل هذه الأسلحة - من كازاخستان.) (شبكة راصد الإخبارية، إبراهيم الطويل.)
وبتحريض من الغرب ذاته الذي احتضن جنين الثورة الخومينية وساهم في إعادة ملهم الثورة إلى طهران تحرك صدام حسين للوقوف في وجه المد الثوري الشيعي الإيراني لإنهاك الدولة الناشئة ومنعها من تصدير الثورة المستعينة بفكر تنويري جديد وقوة عسكرية هائلة دأب الشاه المخلوع لعقود طويلة على بنائها وتطوير الكوادر القادرة على استخدامها
و تمكن الجيش العراقي من عرقلة الطموح الإيراني لبضعة سنوات إلا أن اكتشاف اليورانيوم في مناطق عديدة ضمن التراب الإيراني أعاد الحياة إلى المشروع النووي و تمكنت السلطات المختصة من تشغيل منجم كبير لنتاج اليورانيوم في منطقة ساغهند و ذلك في العام 1989
( وفي عام 1992 تم توقيع اتفاق مبدئي مع روسيا الاتحادية لبناء مفاعل صغير للماء الخفيف في ابوشهر مع توفير الوقود من الصين لاستغلاله في الأغراض السلمية بطاقة إنتاجية مقدارها 1000 ميغا وات على أن يتم زيادة الطاقة الإنتاجية إلى 6000 ميغاوات عند اكتمال المشروع النووي الإيراني بالكامل في العام 2020 وأعقب ذلك عام 1994 إقامة منشأة لتخصيب اليورانيوم في أصفهان بعقد تجاوز قيمته المليار دولار ( هناك طريقتان لتخصيب اليورانيوم أما عن طريق الطرد المركزي أو التسرب الغازي و اختارت إيران طريقة الطرد المركزي ) حيث قدمت روسيا 500 وحدة من معالجات الطرد المركزي علما بأن المفاعل العسكري يحتاج إلى 300 ألف وحدة ، الأمر الذي يكشف بأن المشروع الإيراني لا يزال في بداياته وربما يحتاج من عقد إلى عقدين ليصبح شبيه بالمفاعلات التي تنتج أسلحة نووية ( اللوء سويدان الأنباء الكويتية )
و في 6-5-006 أعلنت الجمهوريةُ الإسلامية عن اكتشافِ مناجمَ جديدةٍ لليورانيوم في أنحاء البلاد. وقال محمد قنادي، مساعدُ رئيسِ منظمةِ الطاقة الذرية الإيرانية إنَ الاكتشاف يتعلقُ بثلاثةِ أماكنَ وسطَ البلاد، إضافةً إلى منجمِ "ساغهاند" الحالي الذي يحتوي على نحوِ ألفٍ ومئةِ طُنٍ من اليورانيوم الطبيعي بحسبِ تقديراتِ منظمةِ الطاقةِ الإيرانية. وأشار قنادي الذي كان يتحدثُ في مؤتمرِ الدعم الشعبي للطاقة النووية في جامعة قم إلى أنَ البحثَ عن مناجمِ اليورانيوم شملَ فقط ثلثَ الأراضي الإيرانية ويجري البحثُ جارٍ للعثورِ على مناجمَ جديدةٍ في أرجاءِ البلاد. ) نقلا عن موقع المنار (
لقد ساهمت الحرب الأمريكية على الإرهاب في تعزيز مكانة إيران كدولة إقليمية ذات نفوذ قوي و ذلك بعد الإطاحة بنظامين مجاورين يشكلان تهديدا امنيا و ثقافيا للجمهورية الإسلامية ، و تم تبادل المنافع و المصالح من جراء إزالة طالبان و دولة البعث في العراق ، و تم مكافأة إيران على ما قدمته من خدمات بإطلاق يدها في العراق و لبنان و إعطائها الزمن الكافي لإنتاج اليورانيوم المخصب اللازم لتوليد الطاقة المدنية

( كشف رئيسُ هيئة الطاقة الذرية غلام رضا آغازاده ان طهرانَ خصَّبت اليورانيوم حتى درجةِ أربعةٍ فاصل ثمانية في المئة لكنها لن تخصبَه إلى ما فوقَ درجةِ الخمسة في المئة ليبقى مستوى التخصيبِ في النطاقِ المستخدمِ في محطات توليد الطاقة المدنية.) المنار (
و بالرغم من التصريحات المطمئنة للقادة الإيرانيين فإن الحقائق التي بدأت تظهر للعيان تثير شبهة قوية نحو السعي إلى امتلاك السلاح النووي فالمحققون الدوليون على علم بتسم طهران وثائق و مواد سرية في عامي 1984- 1987 عبر ما أطلق علية الغرب الشبكة النووية السرية لأبي القنبلة الذرية الباكستانية عبد القدير خان
و لقد كشفت قوى معارضة إيرانية عن العديد من المواقع السرية التي تستخدمها السلطات كمراكز لإجراء التجارب و الأبحاث ، و في أب 2003اعلنت الأمم المتحدة عن و جود جزيئات من اليورانيوم شديد التخصيب في موقع " نا تانز " و في 7 كانون الأول 2006اعلنت إيران لتها ستنزع أختام مكونات الطرد المركزي ( الألمنيوم شديد القوة ) و اسطوانتين من غاز اليورانيوم و هي مواد تستخدم في التخصيب. Newsweek "24/01/2006

المسألة النووية توحد الأمة الإيرانية :
يأخذ التأييد الشعبي والنخبوي للطموح النووي في إيران بعداً وطنياً شاملاً لا يقتصر على المحافظين بل يتعداهم إلى الإصلاحيين ولا يقف الديمقراطيون اللبراليون في الصف المعارض للحلم النووي بل على العكس من ذلك ربما كانت تلك هي النقطة الوحيدة التي يوافقون عليها في برامج وخطط محمود احمدي نجاد.وكلما ازداد عداء الغرب وممانعته للحلو النووي كلما دفعت السلطات الإيرانية للتشبث ببرامجها وآليات وصولها إلى الغاية المنشودة لامتلاك قوة لا يقتصر وجودها على الدول الكبرى بل تعداها إلى إسرائيل والهند وباكستان وكوريا الشمالية، ولكما ناصب بوش وإدارته العداء لنجاد وخامنئي كلما ازدادت شعبيتهما وتأييدهم ليس داخل إيران فحسب بل في معظم الأوساط الشعبية والنخبوية العربية والإسلامية، كل ذلك يقدم الدعم والتبرير لبقائهما على رأس السلطة وإتاحة الفرصة للسيطرة الداخلية والإقليمية بالطريقة التي تنسجم وتتماشى مع تصورات الجمهورية الإسلامية الإيرانية لراهن المنطقة ومستقبلها المنظور. إن الطريقة الفجة والمتغطرسة التي ما فتأت الإدارة الأمريكية تتبعها في معالجة الملف النووي الإيراني أعطت الفرصة والمبررات لتأييد ودعم للحقوق النووية الإيرانية من حيث لا تدري أو من حيث أنها تريد.
و للبحث صلة....

ليست هناك تعليقات: