العربية.نت نقلا ً عن يو بي آي
فتح مشهد الانتخابات التشريعية الفلسطينية,واكتساح حماس وفوزها باغلبية المقاعد, المنطقة على افق سياسي ستكون له نتائجه التي تتجاوز الداخل الفلسطيني لتطال المنطقة عموما,وخصوصا مصر الجار العربي الاكبر للفلسطينيين.
فمصر, وهي اول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع اسرائيل في عام 1979م, وجدت نفسها فجأة أمام فصيل فلسطيني يمثل الاغلبية ومختلف عن حركة التحرير الفلسطينية (فتح) والتي كان لها دور هام في تأسيسها في منتصف الستينات من القرن الماضي.
والمخاوف المصرية بخصوص "الفرع" الفلسطيني لجماعة الاخوان المسلمين متعددة, بعضها يتعلق بالصراعات الفلسطينية-الفلسطينية, وبعضها اقليمي ودولي, ولكن هناك ايضا الترتيبات الداخلية في مصر التي شهدت انتخاباتها الاخيرة تحقيق "التنظيم الام"- جماعة الاخوان المسلمين المصرية- انتصارا تاريخيا.
وتجنب المسؤولون المصريون حتى الآن التعليق على نتائج الانتخابات الفلسطينية التي حصلت فيها حماس على 76 مقعدا من مجموع المقاعد البالغ عددها 132 مقعدا حصلت منها فتح على 43 مقعداً. الا ان عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية ووزير خارجية مصر الأسبق وأحد مهندسي اتفاقيات السلام المصرية والفلسطينية مع اسرائيل حاول تذكير حماس في تصريح اليوم الجمعة بضرورة الالتزام بمبادرة السلام العربية التي اصدرتها قمة بيروت في عام 2002م, وهي المبادرة التي اعلن فيها الرؤساء العرب حسمهم لخيار التعامل الاستراتيجي مع اسرائيل عن طريق السلام والمفاوضات.
وهذا الامر أكد عليه ايضا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ولو في صيغة تحليل سياسي يستشرف امكانية وصول حماس الى مقاعد المجلس التشريعي.
ففي مقابلة مع صحيفة الشرق الاوسط اللندنية الاسبوع الماضي, أكد أبو الغيط بانه مقتنع ان "حماس التي تعمل في الإطار السياسي من خلال العمل البرلماني مختلفة تماما عن حماس التي تتبنى الكفاح المسلح, فالسياسة اكبر واشمل اتساعا"، وأضاف "انضمام حركة كفاحية الى عمل سياسي برلماني يؤدي الى تحولات جوهرية فيها وتاريخ مثل هذه الحركات يكشف عن وصولها إلى نفس هذه النتائج".
هذه الرسائل المصرية والتي يعلمها قادة حماس جيدا اصبحت الآن اكثر جدية من أي وقت قد مضى.
فالمصريون يدركون ان موازين القوى في الشرق الاوسط حاليا تميل بشدة لصالح اسرائيل وهو الامر الذي دعا الرئيس المصري حسني مبارك الى التأكيد السنة الماضية على انه اذا لم يستطع الفلسطينيون ابرام اتفاق
سلام مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق آرييل شارون, فعليهم الانتظار لفترة طويلة جدا.
ويقول مراقبون مصريون انه على الرغم من المخاوف , فهناك احساس لدى القيادة المصرية بأن حماس لن تلجأ الى تصعيد جديد مع الاسرائيليين في الفترة المقبلة. وقال جمال عبد الجواد الخبير في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية "ان هناك تغييرا في حماس, يتضح في التزامها بالهدنة مع اسرائيل وقرارها المشاركة في الانتخابات المحلية والتشريعية".
واضاف عبد الجواد لوكالة يونايتد برس انترناشونال "لم نشهد خلال الحملات الانتخابية لحماس اي اشارات لخطابها التقليدي عن تحرير فلسطين من البحر الى النهر او كون فلسطين وقفا اسلاميا"، وتابع "ان عملية تغيير حماس ربما تكون بطيئة الا انها ستستمر في ظل الاوضاع الدولية الراهنة والضغوطات الامريكية والاوروبية التي هددت بوقف المساعدات وربما ستنشأ صراعات داخل حماس نفسها تدفع نحو عملية التغيير".
وكان قادة حماس قد اعلنوا بعد فوزهم بالانتخابات تمسكهم بخيار المقاومة المسلحة لاسرائيل. الا ان حماس التزمت بشكل كبير باعلان هدنة مع اسرائيل توصلت اليه الفصائل الفلسطينية في القاهرة في مارس/آذار عام 2005م.
وللقيادة السياسية في القاهرة مخاوف امنية, تتمثل في الخشية من احتمالات انفلات أمني في غزة التي تقع على الحدود الشمالية الشرقية لمصر. ففي الرابع من يناير/كانون الثاني الحالي, قتل اثنان من حرس الحدود المصريون عندما قام مسلحون من كتائب الاقصى التابعة لحركة فتح باطلاق النار على الحراس المصريين بعد فتح ثغرة بالجدار الفاصل على خط الحدود بين رفح المصرية والفلسطينية.
كما أن تقارير امنية مصرية قد اشارت الى احتمال تورط عناصر فلسطينية في ثلاث هجمات انتحارية ضربت منتجعات سياحية في طابا ونويبع في اكتوبر/تشرين الاول عام 2004 وقتلت 34 شخصا بينهم 11 اسرائيليا.
ويقلل عمرو عبد الرحمن المحرر في دورية "البوصلة" المعنية بشؤون الديموقراطية من المخاوف المصرية من وصول حماس الى السلطة الفلسطينية. وقال عبد الرحمن ليونايتد برس انترناشونال "ان حماس تنظيم محكم وقوي
وقادر على ضبط عناصره على عكس حركة فتح التي تشهد حاليا انشقاقات تعبر عن نفسها بتنظيمات مسلحة".
وأشار في هذا السياق الى ان مقتل الحراس المصريين "كان على يد عناصر في فتح وليس حماس", لكنه لم يستبعد نشوء أخطار "اذا ما حدثت صراعات مسلحة بين فرقاء فتح او صراع مسلح بين حماس وفتح في غزة".
وأصيب ثلاثة فلسطينيون بعد اشتباكات مسلحة أمس الجمعة بين مسلحين من حركتي حماس وفتح وقعت قرب مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وترك فوز حماس في الانتخابات صدى في الداخل المصري, يشبه الى حد ما ذلك الذي خلفته الثورة الاسلامية في ايران عام 1979م على الحركات الاسلامية في العالم العربي.
وقال عصام العريان القيادي في جماعة الاخوان المسلمين "ان فوز حماس هو انجاز تاريخي بكل معنى الكلمة"، الا انه قال ليونايتد برس انترناشونال "ان حماس امامها تحد كبير, يتمثل في استمرارها كحركة مقاومة وكحركة تحرير وطني واستمرار مقاومتها للاحتلال الصهيوني وطرده, كما انها تواجه تحد في قدرتها على تأمين دعم الحكومات العربية لها وفي الحصول على دعم القوى الدولية".
وقال عمرو عبد الرحمن –محرر دورية البوصلة- "أن فوز حماس في الانتخابات سيشكل دافع وقوة حفز للحركات الاسلامية في مصر وخاصة الاخوان المسلمين"، وأضاف "ان حماس في النهاية ليست كحزب الله او المجلس الاعلى الشيعيين في لبنان والعراق وانما هي حركة سنية لها ارتباطات بالاخوان المسلمين في مصر".
وتابع "ان الاستقطاب الذي يحكم الحياة السياسية المصرية حاليا هو بين النظام المصري واجهزته الامنية والعسكرية من جهة, والاخوان المسلمين من جهة أخرى, وربما يساعد فوز حماس جماعة الاخوان المسلمين في مصر على ان يصبح لها ايضا تاثير على السياسية الخارجية المصرية".
وكانت تقارير قد أشارت الى جهود وساطة بذلتها جماعة الاخوان المسلمين في مصر في عامي 2004 و2005م لاقناع حماس بالقبول بهدنة مع اسرائيل خلال مفاوضات جولات الحوار الفلسطيني-الفلسطيني بالقاهرة.
ولم يستبعد الدكتور جمال عبد الجواد امكانية قيام الاخوان المسلمين في مصر بالوساطة بين حماس والحكومة المصرية في المستقبل اذا ما اقتضت الظروف ذلك.
واعلنت الولايات المتحدة ودول اوروبية عدم استعدادهم للتعامل مع حماس او تقديم مساعدة مالية للسلطة الفلسطينية ما لم تقم الحركة الاسلامية بالغاء فقرة تدمير اسرائيل من ميثاقها. كما اعلنت الحكومة الاسرائيلية انها لن تتعامل مع اي حكومة فلسطينية تضم حماس.
فتح مشهد الانتخابات التشريعية الفلسطينية,واكتساح حماس وفوزها باغلبية المقاعد, المنطقة على افق سياسي ستكون له نتائجه التي تتجاوز الداخل الفلسطيني لتطال المنطقة عموما,وخصوصا مصر الجار العربي الاكبر للفلسطينيين.
فمصر, وهي اول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع اسرائيل في عام 1979م, وجدت نفسها فجأة أمام فصيل فلسطيني يمثل الاغلبية ومختلف عن حركة التحرير الفلسطينية (فتح) والتي كان لها دور هام في تأسيسها في منتصف الستينات من القرن الماضي.
والمخاوف المصرية بخصوص "الفرع" الفلسطيني لجماعة الاخوان المسلمين متعددة, بعضها يتعلق بالصراعات الفلسطينية-الفلسطينية, وبعضها اقليمي ودولي, ولكن هناك ايضا الترتيبات الداخلية في مصر التي شهدت انتخاباتها الاخيرة تحقيق "التنظيم الام"- جماعة الاخوان المسلمين المصرية- انتصارا تاريخيا.
وتجنب المسؤولون المصريون حتى الآن التعليق على نتائج الانتخابات الفلسطينية التي حصلت فيها حماس على 76 مقعدا من مجموع المقاعد البالغ عددها 132 مقعدا حصلت منها فتح على 43 مقعداً. الا ان عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية ووزير خارجية مصر الأسبق وأحد مهندسي اتفاقيات السلام المصرية والفلسطينية مع اسرائيل حاول تذكير حماس في تصريح اليوم الجمعة بضرورة الالتزام بمبادرة السلام العربية التي اصدرتها قمة بيروت في عام 2002م, وهي المبادرة التي اعلن فيها الرؤساء العرب حسمهم لخيار التعامل الاستراتيجي مع اسرائيل عن طريق السلام والمفاوضات.
وهذا الامر أكد عليه ايضا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ولو في صيغة تحليل سياسي يستشرف امكانية وصول حماس الى مقاعد المجلس التشريعي.
ففي مقابلة مع صحيفة الشرق الاوسط اللندنية الاسبوع الماضي, أكد أبو الغيط بانه مقتنع ان "حماس التي تعمل في الإطار السياسي من خلال العمل البرلماني مختلفة تماما عن حماس التي تتبنى الكفاح المسلح, فالسياسة اكبر واشمل اتساعا"، وأضاف "انضمام حركة كفاحية الى عمل سياسي برلماني يؤدي الى تحولات جوهرية فيها وتاريخ مثل هذه الحركات يكشف عن وصولها إلى نفس هذه النتائج".
هذه الرسائل المصرية والتي يعلمها قادة حماس جيدا اصبحت الآن اكثر جدية من أي وقت قد مضى.
فالمصريون يدركون ان موازين القوى في الشرق الاوسط حاليا تميل بشدة لصالح اسرائيل وهو الامر الذي دعا الرئيس المصري حسني مبارك الى التأكيد السنة الماضية على انه اذا لم يستطع الفلسطينيون ابرام اتفاق
سلام مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق آرييل شارون, فعليهم الانتظار لفترة طويلة جدا.
ويقول مراقبون مصريون انه على الرغم من المخاوف , فهناك احساس لدى القيادة المصرية بأن حماس لن تلجأ الى تصعيد جديد مع الاسرائيليين في الفترة المقبلة. وقال جمال عبد الجواد الخبير في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية "ان هناك تغييرا في حماس, يتضح في التزامها بالهدنة مع اسرائيل وقرارها المشاركة في الانتخابات المحلية والتشريعية".
واضاف عبد الجواد لوكالة يونايتد برس انترناشونال "لم نشهد خلال الحملات الانتخابية لحماس اي اشارات لخطابها التقليدي عن تحرير فلسطين من البحر الى النهر او كون فلسطين وقفا اسلاميا"، وتابع "ان عملية تغيير حماس ربما تكون بطيئة الا انها ستستمر في ظل الاوضاع الدولية الراهنة والضغوطات الامريكية والاوروبية التي هددت بوقف المساعدات وربما ستنشأ صراعات داخل حماس نفسها تدفع نحو عملية التغيير".
وكان قادة حماس قد اعلنوا بعد فوزهم بالانتخابات تمسكهم بخيار المقاومة المسلحة لاسرائيل. الا ان حماس التزمت بشكل كبير باعلان هدنة مع اسرائيل توصلت اليه الفصائل الفلسطينية في القاهرة في مارس/آذار عام 2005م.
وللقيادة السياسية في القاهرة مخاوف امنية, تتمثل في الخشية من احتمالات انفلات أمني في غزة التي تقع على الحدود الشمالية الشرقية لمصر. ففي الرابع من يناير/كانون الثاني الحالي, قتل اثنان من حرس الحدود المصريون عندما قام مسلحون من كتائب الاقصى التابعة لحركة فتح باطلاق النار على الحراس المصريين بعد فتح ثغرة بالجدار الفاصل على خط الحدود بين رفح المصرية والفلسطينية.
كما أن تقارير امنية مصرية قد اشارت الى احتمال تورط عناصر فلسطينية في ثلاث هجمات انتحارية ضربت منتجعات سياحية في طابا ونويبع في اكتوبر/تشرين الاول عام 2004 وقتلت 34 شخصا بينهم 11 اسرائيليا.
ويقلل عمرو عبد الرحمن المحرر في دورية "البوصلة" المعنية بشؤون الديموقراطية من المخاوف المصرية من وصول حماس الى السلطة الفلسطينية. وقال عبد الرحمن ليونايتد برس انترناشونال "ان حماس تنظيم محكم وقوي
وقادر على ضبط عناصره على عكس حركة فتح التي تشهد حاليا انشقاقات تعبر عن نفسها بتنظيمات مسلحة".
وأشار في هذا السياق الى ان مقتل الحراس المصريين "كان على يد عناصر في فتح وليس حماس", لكنه لم يستبعد نشوء أخطار "اذا ما حدثت صراعات مسلحة بين فرقاء فتح او صراع مسلح بين حماس وفتح في غزة".
وأصيب ثلاثة فلسطينيون بعد اشتباكات مسلحة أمس الجمعة بين مسلحين من حركتي حماس وفتح وقعت قرب مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وترك فوز حماس في الانتخابات صدى في الداخل المصري, يشبه الى حد ما ذلك الذي خلفته الثورة الاسلامية في ايران عام 1979م على الحركات الاسلامية في العالم العربي.
وقال عصام العريان القيادي في جماعة الاخوان المسلمين "ان فوز حماس هو انجاز تاريخي بكل معنى الكلمة"، الا انه قال ليونايتد برس انترناشونال "ان حماس امامها تحد كبير, يتمثل في استمرارها كحركة مقاومة وكحركة تحرير وطني واستمرار مقاومتها للاحتلال الصهيوني وطرده, كما انها تواجه تحد في قدرتها على تأمين دعم الحكومات العربية لها وفي الحصول على دعم القوى الدولية".
وقال عمرو عبد الرحمن –محرر دورية البوصلة- "أن فوز حماس في الانتخابات سيشكل دافع وقوة حفز للحركات الاسلامية في مصر وخاصة الاخوان المسلمين"، وأضاف "ان حماس في النهاية ليست كحزب الله او المجلس الاعلى الشيعيين في لبنان والعراق وانما هي حركة سنية لها ارتباطات بالاخوان المسلمين في مصر".
وتابع "ان الاستقطاب الذي يحكم الحياة السياسية المصرية حاليا هو بين النظام المصري واجهزته الامنية والعسكرية من جهة, والاخوان المسلمين من جهة أخرى, وربما يساعد فوز حماس جماعة الاخوان المسلمين في مصر على ان يصبح لها ايضا تاثير على السياسية الخارجية المصرية".
وكانت تقارير قد أشارت الى جهود وساطة بذلتها جماعة الاخوان المسلمين في مصر في عامي 2004 و2005م لاقناع حماس بالقبول بهدنة مع اسرائيل خلال مفاوضات جولات الحوار الفلسطيني-الفلسطيني بالقاهرة.
ولم يستبعد الدكتور جمال عبد الجواد امكانية قيام الاخوان المسلمين في مصر بالوساطة بين حماس والحكومة المصرية في المستقبل اذا ما اقتضت الظروف ذلك.
واعلنت الولايات المتحدة ودول اوروبية عدم استعدادهم للتعامل مع حماس او تقديم مساعدة مالية للسلطة الفلسطينية ما لم تقم الحركة الاسلامية بالغاء فقرة تدمير اسرائيل من ميثاقها. كما اعلنت الحكومة الاسرائيلية انها لن تتعامل مع اي حكومة فلسطينية تضم حماس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق