حيان نيوف - العربية.نت
انطلق جدل واسع في الآونة الأخيرة بين باحثين ومثقفين سعوديين حول "غار جبل أحد" والدعوة لطمسه تخوفا من تحوله من معلم تاريخي مهم إلى مكان مقدس. وذلك فيما ذكر باحثون في المدينة أنه لم يحسم بعد الجدل الدائر أيضا حول رواية لجوء الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى الغار بعد معركة أحد.
رواية لجوء الرسول صلى الله عليه وسلم للغار
وبقيت رواية لجوء الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى الغار عقب معركة أحد بدون تأكيد لوقوعها من عدمه. وتذكر إحدى الروايات أنه يوجد في جبل أحد غار صغير استراح داخله النبي صلى الله عليه وسلم بعد انتهاء معركة أحد. فيما نفى هذه الرواية آخرين وأشاروا إلى أنه من يرى الغار من الداخل يجد أن أرضيته الضيقة غير مستوية، وصخوره غير منتظمة ولا يرتاح عليها من يدخله.
ويقول عبد الباسط بدر، مدير مركز المدينة للأبحاث، إنه وفق المصادر التاريخية الموثوقة لا يوجد هناك غار بل يوجد شق صغير في الجهة الغربية من جبل أحد. وأضاف بدر، في حديثه لـ"العربية.نت"، أنه ظهرت روايات متأخرة في المدينة تقول إن هذا "المكان التجأ إليه الرسول والصحابة في معركة أحد ولكن لا يوجد ما يثبت ولا ما ينفي ذلك، ولم يحسم الجدل حول هذه الرواية حتى الآن، وأما الغار يقع عند فم الشُعب وهو فتحة بين طرفي جبل في هذه المنطقة يتكون من التفاف الجبل ويصبح شبه حوض يضيق فيه السهل جدا".
جدل حول الدعوة لطمس الغار
وطرح باحثون مؤخرا وضع سياج على فم الغار، لمنع ممارسات لا تتفق مع الداعين لطمسه بدلا من هدم المعلم التاريخي.
ويقول عبد الباسط بدر إنه حتى الهيئة السياحة تقف ضد قضية الطمس، داعيا إلى الفصل ما بين التاريخي والمقدس. ويوضح "التاريخي محترم له مكانته لكنه ليس شئ يُتعبّد به، وعندما أقف عند مكان حصل فيه حدث تاريخي شئ يختلف عنه عندما أقف في داخل المسجد النبوي حيث تم الحض على زيارته والصلاة فيه".
ظاهرة تقديس الغار
ويدعو عبد الباسط بدر المسلمين إلى أخذ الحيطة والحذر من بعض الناس الذين قد يحاولون ابتزاز القادمين إلى جبل أحد، عبر إقناعهم أن الغار مكان مقدس، "وهذه الظاهرة موجدة بشكل قليل وما أعرفه أن المسؤولين يتابعونها بحزم" حسب تعبيره لـ"العربية.نت".
ويرى عبد الباسط بدر أنه فيما لو ثبتت صحة رواية لجوء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الغار فهو لن يكون مقدسا لأنه لا يوجد نص حول ذلك، ولو ثبتت تبقى قيمته تاريخية "نهتم بها وسوف نعتبره مكانا للتوعية"، مشددا على أن ثقافة الطمس غير مجدية.
ويشير بدر إلى ندوة عقدت مؤخرا وتم عرض رواية لجوء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الغار على أنها رواية من روايات أهل المدينة وبعضهم يقول إنه أخذها عن والده أو جده بالتواتر، وهكذا "نحن في مجال يقتضي فحص هذه القضية.. إلا أن الندوة أوصت بضرورة المحافظة على كل الموقع وطالبت بإزالة المباني العشوائية التي نبتت هناك لأنها تسئ لذكر وأرض الموقعة".
ويلفت عبد الباسط بدر إلى أهمية وجود هيئة تقوم بالإرشاد والتوعية من خلال توظيف دليل إرشادي، وهذا من شأنه" أن يحمي الموقع ويحمي الزائرين من التضليل الذي يحصل من خلال عملية دمج الأساطير بالحقائق التاريخية".
موقف هيئة السياحة
ومن جانبه، قال عبد الحق العقبي، مدير هيئة السياحة في المدينة، إن الغار هو عبارة عن شق في الجبل لا يذكر في السيرة، وما يذكر فقط أن الرسول صلى الله عليه وسلم صعد إلى الشُعب.
ويشير العقبي، في حديثه لـ"العربية.نت"، إلى وجود توجيهن "الأول الذي تتخذه الجهات الشرعية التي تعبر عن قلقها استغلال من هذا المكان التاريخي ، ونهج هيئة السياحة المحافظة على الأماكن ذات القيمة التاريخية ولكن بما يتفق مع التشريع".
كما يلفت العقبي إلى أن الجهل بالموقع يقود للغلو، نافيا حصول تعبد فيه. وانتقد العقبي أيضا فكرة طمس الغار كونه "لم يطمس منذ 1400 سنة ولماذا يطمس الآن".
وتحدث العقبي عن جهود مبذولة لإيجاد شركات تنظيم رحلات سياحية وإيجاد دليل سياحي، مشيرا إلى أن غياب الدليل السياحي من شأنه أن يؤدي إلى فراغ يقود لبعض المخالفات.
يذكر أن الباحث في مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، أحمد محمد شعبان، طالب في وقت سابق بوضع سياج كامل يحيط بـ"جبل أحد"، التاريخي من كل اتجاه، أسوة ـ على حد قوله بجبل “سلع"، وذلك لمنع عبث البعض والتطاول على تكويناته الصخرية.
ويحتضن جبل أحد مواقع تاريخية مرتبطة بالسيرة النبوية، والتي منها "مسجد الفسح" الذي صلى الرسول صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر، و"شعب الجرار" وغيرها من معالم تحدثت عنها المصادر التاريخية.
انطلق جدل واسع في الآونة الأخيرة بين باحثين ومثقفين سعوديين حول "غار جبل أحد" والدعوة لطمسه تخوفا من تحوله من معلم تاريخي مهم إلى مكان مقدس. وذلك فيما ذكر باحثون في المدينة أنه لم يحسم بعد الجدل الدائر أيضا حول رواية لجوء الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى الغار بعد معركة أحد.
رواية لجوء الرسول صلى الله عليه وسلم للغار
وبقيت رواية لجوء الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى الغار عقب معركة أحد بدون تأكيد لوقوعها من عدمه. وتذكر إحدى الروايات أنه يوجد في جبل أحد غار صغير استراح داخله النبي صلى الله عليه وسلم بعد انتهاء معركة أحد. فيما نفى هذه الرواية آخرين وأشاروا إلى أنه من يرى الغار من الداخل يجد أن أرضيته الضيقة غير مستوية، وصخوره غير منتظمة ولا يرتاح عليها من يدخله.
ويقول عبد الباسط بدر، مدير مركز المدينة للأبحاث، إنه وفق المصادر التاريخية الموثوقة لا يوجد هناك غار بل يوجد شق صغير في الجهة الغربية من جبل أحد. وأضاف بدر، في حديثه لـ"العربية.نت"، أنه ظهرت روايات متأخرة في المدينة تقول إن هذا "المكان التجأ إليه الرسول والصحابة في معركة أحد ولكن لا يوجد ما يثبت ولا ما ينفي ذلك، ولم يحسم الجدل حول هذه الرواية حتى الآن، وأما الغار يقع عند فم الشُعب وهو فتحة بين طرفي جبل في هذه المنطقة يتكون من التفاف الجبل ويصبح شبه حوض يضيق فيه السهل جدا".
جدل حول الدعوة لطمس الغار
وطرح باحثون مؤخرا وضع سياج على فم الغار، لمنع ممارسات لا تتفق مع الداعين لطمسه بدلا من هدم المعلم التاريخي.
ويقول عبد الباسط بدر إنه حتى الهيئة السياحة تقف ضد قضية الطمس، داعيا إلى الفصل ما بين التاريخي والمقدس. ويوضح "التاريخي محترم له مكانته لكنه ليس شئ يُتعبّد به، وعندما أقف عند مكان حصل فيه حدث تاريخي شئ يختلف عنه عندما أقف في داخل المسجد النبوي حيث تم الحض على زيارته والصلاة فيه".
ظاهرة تقديس الغار
ويدعو عبد الباسط بدر المسلمين إلى أخذ الحيطة والحذر من بعض الناس الذين قد يحاولون ابتزاز القادمين إلى جبل أحد، عبر إقناعهم أن الغار مكان مقدس، "وهذه الظاهرة موجدة بشكل قليل وما أعرفه أن المسؤولين يتابعونها بحزم" حسب تعبيره لـ"العربية.نت".
ويرى عبد الباسط بدر أنه فيما لو ثبتت صحة رواية لجوء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الغار فهو لن يكون مقدسا لأنه لا يوجد نص حول ذلك، ولو ثبتت تبقى قيمته تاريخية "نهتم بها وسوف نعتبره مكانا للتوعية"، مشددا على أن ثقافة الطمس غير مجدية.
ويشير بدر إلى ندوة عقدت مؤخرا وتم عرض رواية لجوء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الغار على أنها رواية من روايات أهل المدينة وبعضهم يقول إنه أخذها عن والده أو جده بالتواتر، وهكذا "نحن في مجال يقتضي فحص هذه القضية.. إلا أن الندوة أوصت بضرورة المحافظة على كل الموقع وطالبت بإزالة المباني العشوائية التي نبتت هناك لأنها تسئ لذكر وأرض الموقعة".
ويلفت عبد الباسط بدر إلى أهمية وجود هيئة تقوم بالإرشاد والتوعية من خلال توظيف دليل إرشادي، وهذا من شأنه" أن يحمي الموقع ويحمي الزائرين من التضليل الذي يحصل من خلال عملية دمج الأساطير بالحقائق التاريخية".
موقف هيئة السياحة
ومن جانبه، قال عبد الحق العقبي، مدير هيئة السياحة في المدينة، إن الغار هو عبارة عن شق في الجبل لا يذكر في السيرة، وما يذكر فقط أن الرسول صلى الله عليه وسلم صعد إلى الشُعب.
ويشير العقبي، في حديثه لـ"العربية.نت"، إلى وجود توجيهن "الأول الذي تتخذه الجهات الشرعية التي تعبر عن قلقها استغلال من هذا المكان التاريخي ، ونهج هيئة السياحة المحافظة على الأماكن ذات القيمة التاريخية ولكن بما يتفق مع التشريع".
كما يلفت العقبي إلى أن الجهل بالموقع يقود للغلو، نافيا حصول تعبد فيه. وانتقد العقبي أيضا فكرة طمس الغار كونه "لم يطمس منذ 1400 سنة ولماذا يطمس الآن".
وتحدث العقبي عن جهود مبذولة لإيجاد شركات تنظيم رحلات سياحية وإيجاد دليل سياحي، مشيرا إلى أن غياب الدليل السياحي من شأنه أن يؤدي إلى فراغ يقود لبعض المخالفات.
يذكر أن الباحث في مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، أحمد محمد شعبان، طالب في وقت سابق بوضع سياج كامل يحيط بـ"جبل أحد"، التاريخي من كل اتجاه، أسوة ـ على حد قوله بجبل “سلع"، وذلك لمنع عبث البعض والتطاول على تكويناته الصخرية.
ويحتضن جبل أحد مواقع تاريخية مرتبطة بالسيرة النبوية، والتي منها "مسجد الفسح" الذي صلى الرسول صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر، و"شعب الجرار" وغيرها من معالم تحدثت عنها المصادر التاريخية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق