الجمعة، يوليو 14، 2006

71 قتيلا ومئات الجرحى في لبنان حصيلة الحملة الإسرائيلية


شوارع بيروت شبه خالية تحت سماء ملبدة بالدخان
بيروت - اف ب - العربية.نت

يبدو المشهد اللبناني عقب الغارات التي شنتها اسرائيل الجمعة 14-7-2006 كارثيا مع تصاعد السنة اللهب من معامل الكهرباء وتجمع سحب الدخان السوداء فوق بيروت وانتشار انقاض الجسور فوق طرقات رئيسية تسبب القصف المستمر بفتح فجوات ضخمة فيها.

وقتل 4 مدنيين لبنانيين الجمعة بينهم 3 في ضاحية بيروت الجنوبية التي تضم مقر قيادة حزب الله. واسفرت الحملة الاسرائيلية على لبنان التي انطلقت بعد عملية لحزب الله خطف فيها جنديين اسرائييلين وقتل ثمانية آخرين, عن مصرع 71 مدنيا, منهم اطفال وعائلات باسرها, وجرح مئات الأشخاص.

واستمر عناصرالدفاع المدني في مكافحة السنة اللهب بعد اكثر من 12 ساعة على الضربة الاسرائيلية التي استهدفت خزانات الوقود في مطار بيروت الدولي ومعمل كهرباء جنوب العاصمة.

وتجدد القصف على مطار بيروت الجمعة. وجراء هذه الضربات توقفت حركة الملاحة في هذا المطار المعبر الجوي الوحيد الى لبنان, في حين اضطرت الحكومة اثر الغارة على معمل الجية الحراري الى فرض تقنين صارم على صعيد التغذية بالتيار الكهربائي على بيروت والمناطق المجاورة.

وفي حين اقفل العديد من المحال ومن المؤسسات التجارية ابوابها في بيروت, بدت الطرقات شبه خالية من السيارات, والحركة في ضاحية بيروت الجنوبية مشلولة بعدما استفاق السكان من ليلة قاسية امضوها على وقع الغارات الجوية وسط الدمار الكثيف اللاحق بالطرقات الرئيسية وبالجسور.

وغطى الزجاج والحطام شوارع الضاحية الجنوبية, المعقل الشيعي لحزب الله. ونشط السكان الذين لم يتمكنوا من النوم في ازالة الزجاج المكسور من امام منازلهم ومحالهم في وقت حاولت جرارات صغيرة ازالة الركام الذي سد تماما الطرق الفرعية الداخلية.

وتجمع رجال غاضبون قرب الجسر الرئيسي الذي يقود الى مطار بيروت القريب. وسقط قسم كبير من الجسر على الطريق ما الحق اضرارا بسيارات وباصات عدة. واطلق المتجمعون صيحات تدين اسرائيل وتشيد بحزب الله.

ودمرت واجهة مجمع تجاري مجاور فيما تحطم زجاج مستشفى خاص قريب. ولا يزال مجسم كبير لمرشد الثورة الاسلامية الامام الخميني الراحل معلقا على عمود في المكان, ويظهر فيه وهو يرفع يده اليمنى وكأنه يحيي الجماهير.

وتجمع حشد قرب فجوة كبيرة ملاتها المياه الموحلة على تقاطع الغبيري في الضاحية الجنوبية, حيث حاول قسم من الحاضرين تجميع شظايا الصواريخ المنفجرة في حين عمد البعض الاخر الى التقاط صور للدمار بواسطة هواتفهم النقالة.

وعلقت صورة عملاقة للامين العام لحزب الله حسن نصر الله على بناء مجاور قرب التقاطع حيث وضع حزب الله ايضا صورا ل"شهداء" سقطوا في الحرب مع اسرائيل. وتعرض مجمع تجاري عند مدخل الضاحية الجنوبية قرب كنيسة مار مخائيل الى الدمار فيما سدت فجوة كبيرة الطريق المجاورة.

وحجم الفجوة كبير بحيث غرقت سيارة فيها كليا تحت المياه الموحلة التي اضطر المارة الى الغوص فيها, وفتح البابه الخلفي لسحب السائق منها.

وقال رجل لم يشأ كشف هويته "لست اكيدا ان حزب الله كان على حق عندما تسبب بتصعيد الوضع, بيد انه من غير المقبول ان تلحق اسرائيل هذا القدر من الدمار وتقتل المدنيين بهذه الطريقة".

وقال محمد حيدر انه استقبل وعائلته المؤلفة من 5 اشخاص 15 من جيرانهم, بمن فيهم الاطفال, لجأوا الى منزله الذي يقع في الطابق الاول من بناء في الضاحية الجنوبية, املا بان يكون اكثر امنا من البيت الذي يقطنون فيه.

وقال "كان الاطفال يبكون ويصرخون في كل مرة كانت تشن غارة, وتابعنا الهجمات عبر التلفزيون".

واضاف "عندما توقفت الغارات صباحا, عاد جيراني الى منازلهم في حين غط اطفالي المتعبون في النوم". بالمقابل, وبعد ان رأى ان منزل جاره صار مكتظا باللاجئين اليه, عمد حسين علي الى اخراج بناته الثلاث من الضاحية الجنوبية.

وقال "انطلقت مع عائلتي الى منطقة الحدث" المجاورة ذات الغالبية السكانية المسيحية. واضاف "اعتقد ان الطائرات الاسرائيلية لن تشن الهجمات عليها. لذا ركنت السيارة في الشارع وانتظرت توقف الهجمات".

ليست هناك تعليقات: