دمشق - ا ف ب - العربية.نت
دعا الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء 15-8-2006 الى تحويل "الانتصار العسكري في لبنان الى انتصار سياسي", ورفض في الوقت نفسه نزع سلاح حزب الله معتبرا إن القوى اللبنانية التي تريد "نزع سلاح المقاومة" "فشلت وسقوطها لا يبدو لنا بعيدا"، بينما اعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الثلاثاء من عمان الغاء زيارته المقررة بعد الظهر الى سوريا وذلك بسبب خطاب الاسد. وقال الوزير الالماني ان خطاب الاسد يشكل "مساهمة سلبية لا تساعد باي شكل في مواجهة التحديات الحالية واغتنام الفرص في الشرق الاوسط".
ووجه الاسد في خطاب القاه امام المؤتمر الرابع لاتحاد الصحافيين في دمشق تحية حارة الى حزب الله وقال ان "المقاومة الوطنية اللبنانية ضرورية بمقدار ما هي طبيعية وشرعية" معتبرا ان "المعركة الحقيقية ابتدأت الان وعلينا ان نحول النصر العسكري الى نصر سياسي". وراى ان تداعيات ما حصل في لبنان ستتجاوز حدود هذا البلد قائلا ان المعارك الاخيرة "حققت انجازات مباشرة للبنان, الا ان اعظم ما فيها انها اتت ردا قوميا على الطروحات الانهزامية التي تم الترويج لها في منطقتنا وخاصة بعد غزو العراق". واضاف ان "المقاومة الوطنية اللبنانية سطرت بدمها وتضحيات ابنائها ملحمة خالدة في حياة الامة وحطمت اسطورة الجيش الذي لا يقهر ودفنت تحت اقدامها سياسة الاستسلام والهوان". الا انه اعتبر ايضا "ان المقاومة ليست نقيضا للسلام بل هي والسلام جزء واحد".
وفي رد على الدعوات الاميركية المتكررة الى قيام شرق اوسط جديد قال الاسد "ان الشرق الاوسط الجديد بالمعنى الذي نفهمه والمعنى الذى نريده نحن هو الشرق الاوسط الجديد بانجازات المقاومة". واعتبر ان الشرق الاوسط الجديد بالمفهوم الاميركي "افتضحت الاعيبه ومؤامراته واكتشفت اقنعته وزيف مصطلحاته بشكل لم يسبق له مثيل من قبل".
وخص الرئيس السوري حيزا كبيرا من كلمته لشن هجوم عنيف على قوى 14 مارس/آذار في لبنان المناهضة لسوريا والتي تشكل الاكثرية في مجلس النواب والحكومة. وقال ان هذه القوى التي تريد "نزع سلاح المقاومة" تسعى "لايجاد فتنة في لبنان" معتبرا انها "فشلت وسقوطها لا يبدو لنا بعيدا". وقال الاسد ان قرار مجلس الامن الاخير شكل "رافعة سياسية دولية لهذه القوى لانه لم يعد هناك رافعة وطنية لحملها" مضيفا "ارادوا رافعة دولية لكي يبدأوا الهجوم على المقاومة ورأيناهم قبل ان تجف الدماء بدأوا بالحديث عن نزع سلاح المقاومة لكنهم فشلوا وسقوطهم لا يبدو لنا بعيدا". واتهم هذه القوى ايضا بانها تسعى "لانقاذ الوضع الداخلي في اسرائيل وانقاذ الحكومة الحالية اما من خلال ايجاد فتنة في لبنان وبالتالي نقل المعارك باتجاه اخر من الداخل الاسرائيلي الى الداخل اللبناني, او من خلال امكانية نزع سلاح المقاومة, كنني ابشرهم بالفشل".
وكان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله انتقد مساء الاثنين المطالبين بنزع سلاح حزب الله قائلا "لم يطالب احد في الوقت الحاضر ولا حتى العدو والمجتمع الدولي لبنان بان يسارع الى نزع سلاح المقاومة", بل ان "المسالة وضعت في اطار المعالجة البعيدة الامد للحل الدائم". كما ارجئت جلسة للحكومة اللبنانية لتعذر الاتفاق على طريقة ارسال الجيش اللبناني الى الجنوب وعلى مصير سلاح حزب الله في المنطقة العازلة بين الحدود مع اسرائيل ونهر الليطاني.
واعتبر الاسد ان "العدوان على لبنان ليس مرتبطا بخطف العسكريين بل كان محضرا له منذ زمن من اجل استعادة التوازن لاسرائيل بعد انسحابها عام 2000 او بسبب فشل حلفائها في لبنان بالقيام بالمهمة التي كلفوا بها خلال الفترة القصيرة الماضية". وتوقع الرئيس السوري "مزيدا من الفشل لاسرائيل وحلفائها واسيادهم ومزيدا من الرسوخ للقوى الوطنية الملتفة حول المقاومة" في لبنان.
وفي اشارة الى اتفاقية وقعت بين اسرائيل ولبنان في السابع عشر من مايو/ايار 1983 بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان ولم تقر رسميا قال الاسد "ما يحصل الان هو تكرار ل 17 ايار .. هناك مجموعات في لبنان تفشل في تحقيق مخططاتها لمصلحة اسرائيل فتحرض اسرائيل للمجيء لانقاذها من الورطة ولالحاق لبنان بالركب الاسرائيلي مع غطاء عربي". واعتبر ان قوى 14 مارس/آذار هي "منتج اسرائيلي".
وفي رد غير مباشر على انتقادات قيام حزب الله بأسر الجنديين الاسرائيليين في الثاني عشر من الشهر الماضي ما ادى الى اشتعال الحرب على لبنان قال الاسد "كلما حصل اضطراب يقولون لنا لماذا ورطتمونا؟... كل بلد مسؤول عن نفسه. قد يكونون قالوا هذا للمقاومة (في اشارة الى حزب الله) الا اننا لا نطلب من احد ان يحارب نيابة عنا ولا مكاننا". واضاف ان على الدول العربية "الا تتبنى رؤية العدو والا يكون دورها على حساب مصالحنا". وتابع "اذا اراد احد ان يلعب دورا لاسبابه الداخلية على حساب قضايانا فهذا غير مقبول" مضيفا "لم نقرر ان نعرض قضيتنا للبيع في السوق الدولية او اي سوق اخرى".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق