يعتقد العلماء أنهم اكتشفوا الجين الرئيسي المسؤول عن تطور العقل البشري عن أسلافنا الشبيهين بالقردة وفق مقالة نشرت الخميس في مجلة "نايتشر" العلمية المتخصصة.
وجاء في المقالة أنه خلال بضعة ملايين من السنين، بدت منطقة واحدة في التركيبة الجينية البشرية وقد تطورت أسرع من غيرها بنحو 70 مرة، ويبدو أن لها دوراً في تسريع تطور حجم القشرة الخارجية للدماغ بنحو ثلاثة أضعاف ما هي عليه عند القردة.
وقال المؤلف المشارك في المقالة ورئيس فريق البحث في مركز العلوم الجزيئية البيولوجية، ديفيد هاوسلر، إن فريقه عثر على دليل قوي، ولكنه ما زال افتراضياً، بأن هناك جيناً بعينه يدعى HAR1F، ربما يوفر جواباً مهماً على السؤال: "ما الذي يجعل الإنسان أكثر ذكاء من غيره من الحيوانات المتطورة؟" أما الجواب على ذلك فهو أن حجم دماغه يزيد بنحو ثلاثة أضعاف مثيله لدى القردة.
ومن خلال البحث في 49 منطقة حدثت فيها أبرز التطورات بين التركيبة الجينية للإنسان والقرد، حصر هاوسلر منطقة واحدة حدث فيها "تطور جذري خلال فترة وجيزة."
ولم يكن ذلك الجين موجوداً إلى ما قبل 300 مليون عام خلت، ولا يوجد سوى في الثدييات والطيور، وهو غير موجود في الأسماك أو اللافقاريات، لكنها لم تتطور كثيراً بعد ذلك.
وأوضح هاوسلر أن هناك اختلافين فقط في ذلك الجين المشترك بين القردة والدجاج، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
ولكنه أشار إلى وجود 18 فرقاً في ذلك الجين المشترك بين الإنسان والقرد، ويبدو أنها حدثت خلال تطور الإنسان.
وقال أندرو كلارك، أستاذ البيولوجيا الجزيئية بجامعة كورنيل، إنه إذا ما صح ذلك الاكتشاف، فإن التغير في الجينات ربما كان أسرع واعمق في الإنسان وأنها ستكون "مثيرة للغاية."
وكان التغير في الجين سريعاً جداً، بحيث أن كلارك قال إنه وجد من الصعوبة تصديق ذلك ما لم تحدث طفرة، مشيراً إلى أن الأمر ليس جزءاً من التطور الطبيعي.
وقالت المؤلفة المشاركة في المقالة، صوفيا سلامة، الباحثة في جامعة سانتا كروز "يبدو أن التغيير الحاصل كان مهماً في تطور العقل البشري."
يذكر أن العلماء مازالوا لا يعرفون وظيفة الجين على وجه التحديد، لكنهم يعرفون أن هذا الجين يبدأ العمل في الأجنة البشرية عندما يبلغون الأسبوع السابع من عمرهم، ثم يتوقف في الأسبوع التاسع عشر، وفقاً لهاوسلر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق