الثلاثاء، أغسطس 15، 2006

هل خفف الوعد الصادق من آثار الوهم المتبدد


إحسان طالب 21/7/2006
تعتبر المقاومة الإسلامية في لبنان و المتمثلة أساسا في حزب الله و قوته العسكرية أن سلاحها ضرورة دينية و قومية لا
ينتهي دورها بتحرير جنوب لبنان و مزارع شيعا ، بل هو مرتبط بالصراع الطويل و المرير مع الاستكبار العالمي و المتمثل في وجود إسرائيل التي يجب اقتلاع جذورها و إزالتها من الوجود و إخضاع المارد الأمريكي الشيطان الأكبر في العالم وهزيمته ولو معنويا على الأقل .
ويقود هذا التوجه إلى استمرار المقاومة الإسلامية في تكديس ترسانة كبيرة و متنوعة من السلاح و العتاد اللازم ل هكذا مواجهة .
و إذا كان سماحة السيد حسن نصرا لله ذهب إلى الحرب المفتوحة بقرار مستقل و منفرد كما يؤكد الحلفاء الرئيسيون فإن ذلك يعني غياب التشاور و وتبادل الرأي مما يثير خشية كبرى لدى الأطراف الأخرى في لبنان و خارجه من استلاب القرار و القوة و احتكار هما بيد المقاومة وسيدها ، ويعزز هذه الخشية تصريح سماحته بأن الحرب التي تخوضها المقاومة نيابة عن الأمة شاء اللبنانيون أم أبو ا .
بعد ثمانية أيام من بداية تلك الحرب بات واضحا العجز عن تحقيق النصر لدى أي من الواقفين على طرفي الحدود ، وغدا ضروريا أكثر من أي وقت مضى الإنصات لصوت العقل و الحكمة و تبادل الآراء و إعادة الهيبة للحكومة الوطنية اللبنانية وإعادة قرار الحرب و السلم إلى الدولة و البرلمان اللبناني دون غيرهما و بذلك يكون حزب الله وكتلته النيابية و وزراؤه جزء رئيسيا و فعالا في صنع القرار و تنفيذه .
إن حزبا واحد أو كتلة برلمانية و حتى دولة بكامل مؤسساتها ليست قادرة أو مؤهلة لخوض حرب مصيرية تتعلق بحاضر البلاد و الشعوب و مستقبلها و لا يمكن قيا س نجاحات المقاومة اللبنانية السابقة على ما هو دائر الآن من عدوان اسرائيلي على الشعب اللبناني و دولته ، فالظروف الدولية و الأوضاع الإقليمية و المواقف العربية باتت مختلفة جدا حيث كانت المقاومة تحظى بإجماع لبناني و تأيد عربي و دولي كامل و هذا ما يفتقد اليوم و ما لا يمكن الوصول إليه
أخيرا لا بد من التأكيد على أنه
من الخطأ الفادح تحميل المسؤولية عما يجري من حرب مدمرة للمقاومة ، فالعدو الإسرائيلي اعتبر كل اللبنانيين أهداف لآلته العسكرية ولم يستثني منطقة أو فئة دون غيرها وذلك يؤكد نيته المبيتة في خوض الحرب و استثمار نتائجها

ليست هناك تعليقات: