قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان بلاده ستشارك مبدئيا بقوة اضافية قوامها نحو 200 فرد في قوة جديدة للامم المتحدة في لبنان ، مما خيب توقعات بعض مسؤولي المنظمة الدولية ممن كانوا ياملون في مساهمة فرنسية بعدة الاف من الجنود.
في الوقت نفسه ، لم يعد أحد يشاهد مقاتلي حزب الله في اي مكان مع بدء انتشار الجيش اللبناني في جنوب البلاد يوم الخميس 17-8-2006 ، لكن سكان المنطقة يقولون ان الجماعة المسلمة الشيعية وأسلحتها ستظل موجودة.
وبحسب المراقبين ، فمن شأن خطوة فرنسا أن تؤخر بشكل خطير مهمة الامم المتحدة ذات الاهمية الحيوية لصون السلام بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله بل وقد تؤدي الى تقويض العملية بأسرها.الا ان شيراك ترك احتمال ان تشارك فرنسا بمزيد من القوات في نهاية المطاف مفتوحا وقال ان نحو 1700 جندي فرنسي يرابطون قرب لبنان سيتم توفيرهم لقوة الامم المتحدة في لبنان الا انهم لن يكونوا تحت سيطرة الامم المتحدة.
يأتي تحفظ فرنسا في أعقاب مشاركتها في مهام لم تكلل بالنجاح لحفظ السلام خلال العقود الثلاثة الاخيرة حيث فقدت فرنسا 58 مظليا في هجوم بقنابل عام 1983 في بيروت و84 جنديا اخرين خلال مهمة بالبوسنة أوائل التسعينات.
وقال مكتب شيراك في بيان مساء الخميس ان الرئيس ناقش الوضع مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان. واضاف أن شيراك يعبر عن مضمون اقتراح ستطرحه فرنسا على اجتماع في نيويورك بخصوص القوة التابعة للامم المتحدة.
وقال شيراك "ان المهمة وقواعد الاشتباك والوسائل تحت تصرف القوة لا يزال ينبغي تقريرها وبالمثل توزيع الوحدات الذي ينبغي ان يعبر عن التزامات المجتمع الدولي."
ولفرنسا بالفعل نحو 200 فرد في قوة الامم المتحدة المؤقتة الحالية في لبنان (اليونيفيل) وقوامها 2000 جندي كما تقود عملياتها.
واضاف البيان "(شيراك) أبلغ (عنان) بأن فرنسا مستعدة لابقاء وجود قواتها البحرية والجوية قبالة لبنان." واضاف أن الوجود الفرنسي يشمل 1700 جندي.
واعطت الامم المتحدة يوم الجمعة الماضي اشارة البدء لتوسيع نطاق هذه القوة الى 15 الف جندي لمراقبة السلام بين اسرائيل وحزب الله.
وتريد المنظمة الدولية ارسال ما يصل الى 3500 جندي الى جنوب لبنانه خلال اسبوعين.وكان كثير من الدبلوماسيين توقعوا أن تشارك فرنسا بما لا يقل عن ألفي جندي. وقالت ايطاليا انها مستعدة لارسال ما بين 2000 و 3000 جندي الى لبنان غير أنها قالت انها تنتظر من الامم المتحدة أن توضح قواعد الاشتباك الخاصة بالقوة الجديدة.
حزب الله يخفي أسلحتهفي غضون ذلك ، وصلت قوات من الجيش اللبناني يوم الخميس الى جنوب لبنان وانضمت الى قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في تولي السيطرة على معاقل حزب الله مع انسحاب القوات الاسرائيلية بعد حرب استمرت 34 يوما.
واختفى مقاتلو حزب الله عن الانظار في الوقت الذي عبر فيه جنود الجيش اللبناني نهر الليطاني على بعد حوالي 20 كيلومترا شمالي الحدود الاسرائيلية للانتشار في منطقة لم يسيطروا عليها منذ عشرات السنين.
واصطف عشرات اللبنانيين على جانبي الطرق وهم يلوحون بأعلام لبنان ويلقون على الجنود اللبنانيين بالورود والأرز احتفالا بوصولهم.وصاحت خديجة شيت (64 عاما) لدى مرور الجنود "الله يحميكم. نحن لا نؤيد سوى جيشنا."
واوقفت هدنة تدعمها الامم المتحدة القتال يوم الاثنين بعد ان اصدر مجلس الامن قرارا يدعو الجيش اللبناني وقوة موسعة للامم المتحدة يصل قوامها الى 15 الف جندي للانتشار في الجنوب والحلول محل حزب الله والقوات الاسرائيلية.
وتدفق طابور يتألف من أكثر من 100 شاحنة وناقلة جند وعربة جيب ترفع الاعلام اللبنانية على جسر مؤقت على الليطاني الى بلدة مرجعيون ذات الاغلبية المسيحية على بعد نحو ثمانية كيلومترات من حدود اسرائيل.
وقالت قوة اليونيفيل التي تضم ألفي فرد لحفظ السلام في لبنان ان حوالي 800 جندي لبناني انتشروا في منطقة مرجعيون وحوالي 500 اخرين حول بلدة تبنين.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان "بدأت عملية نقل المسؤولية عن المناطق" مشيرا الى أن العملية ستنفذ على مراحل "ومشروطة بتعزيز اليونيفيل وقدرة الجيش اللبناني على أن تكون له سيطرة فعالة على المنطقة."
وحول اختفاء أسلحة حزب الله ومقاتلية ، قال يوسف يونس وهو تاجر متقاعد تعرض منزله في الخيام للدمار في الحرب "حزب الله من هذه القرى .هم من هنا. اين سيذهبون هذه قراهم." واضاف "لم ار اي مقاتل. ارى شباب من القرى. لا استطيع التفريق بين من هو مقاتل وبين من هو ليس كذلك. لم ارهم ولا مرة حاملين سلاحهم."
وقالت مريم عوادة وهي مسنة من الخيام "ما من احد يقبل ان يأخذ سلاح المقاومة ولا ممكن ان يترك حزب الله الجنوب. لا احد حرر الجنوب الا هم."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق