أقرت الحكومة اللبنانية نشر الجيش اللبناني جنوبي نهر الليطاني وقال المسؤولون اللبنانيون إن عملية انتشار الجيش ستبدأ يوم الخميس.
وقال وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي في مؤتمر صحافي بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء إن مهام الجيش ستكون "الدفاع عن أرض الوطن والحفاظ على النظام والأمن ومنع وجود أي سلطة من أي نوع كان خارجة عن سلطة الدولة اللبنانية."
كما اعتبر أن الجيش سيكلف بـ"حماية الخط الأزرق والتعاون مع القوات الدولية والتنسيق معها حسب القرار."
وردا على سؤال، أكد العريضي أنه "لن يكون صدام بين الجيش و الإخوة في حزب الله أو المقاومة،" مضيفا أن "الجيش لا يذهب مكلفا بهذه المهمة."
وأكد العريضي التزام الحكومة بـ" توثيق كل الممارسات الاسرائيلية وتقديمها إلى الهيئات الدولية المعنية، وجمع المعلومات لفضح الحقد والهمجية الاسرائيلية حول استخدام قنابل عنقودية..."
القوات الدولية
وفي وقت سابق أعلنت الامم المتحدة ان نحو ربع مليون شخص عادوا الى ديارهم في جنوب لبنان بعد اعلان وقف العمليات العسكرية في حين ما زال مئات الآلاف ينتظرون العودة.
ويأتي استمرار تدفق النازحين برغم ان قطع المسافة بين بيروت وصور والبالغة ثمانين كيلومترا يحتاج الى 12 ساعة.
ويحاول الجيش اللبناني اصلاح الطرقات والجسور التي دمرها القصف الاسرائيلي.
وتسعى منظمات الاغاثة الدولية الى توزيع الطعام والدواء في مناطق النازحين.
واعلنت اسرائيل ان جنوب لبنان ما زال منطقة خطرة حتى ينتشر الجيش اللبناني وقوات الامم المتحدة فيها.
وقالت مراسلة بي بي سي في صور كيم غطاس ان الكثير من المنازل تعرضت للتدمير في بعض القرى الجنوبية مشيرة الى عدم وجود امدادات بالمياه او الكهرباء.
واضافت ان بعض النازحين عادوا مجددا الى بيروت بعدما اكتشفوا ان منازلهم دمرت بالكامل.
كما يعود الاسرائيليون الذين غادروا منازلهم جراء صواريخ حزب الله الى شمال اسرائيل.
بقاء القوات الإسرائيلية
في غضون ذلك، أعلن رئيس الأركان الاسرائيلي دان حلوتس ان اسرائيل مستعدة لابقاء قواتها في جنوب لبنان أشهرا في حال تطلب وصول القوات الدولية مثل هذه المدة.
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان ضابطا في الاستخبارات العسكرية ابلغ احدى لجان الكنيست ان وصول تعزيزات لقوات اليونيفيل المنتشرة في جنوب لبنان قد يستغرق أسابيع وهو ما دفع حلوتس الى القول "ان اسرائيل سوف تبقي على قواتها في لبنان حتى تصل القوات الدولية حتى اذا استغرق الامر اشهرا".
وكان حلوتس قال الثلاثاء ان اسرائيل قد تنهي انسحاب قواتها من لبنان والبالغ عددها نحو 30 ألفا خلال 7 الى 10 أيام.
لا قوات حتى الآن
وبرغم ان 45 دولة شاركت في اجتماعات جرت في الامم المتحدة لمناقشة احتمال نشر قوات في جنوب لبنان، إلا أن أيا منها لم تتعهد رسميا حتى الآن بارسال جنود الى المنطقة بما في ذلك فرنسا التي يتوقع ان يشكل جنودها العمود الفقري للقوات الدولية.
وعقد وزيرا خارجية فرنسا فيليب دوست بلازي وتركيا عبد الله جول اجتماعات في بيروت الاربعاء لمناقشة احتمال نشر قوات في جنوب لبنان.
والتقى دوست بلازي مع زعيم الغالبية النيابية في لبنان سعد الحريري ووزير الخارجية فوزي صلوخ، في حين التقى جول مع صلوخ ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
ووصل وزيرا خارجية ماليزيا سيد حامد البار وباكستان خورشيد قسوري الى بيروت ايضا، كجزء من وفد تابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي لاظهار التضامن مع لبنان.
وكانت كل من ماليزيا وتركيا اعلنتا من حيث المبدأ عزمهما على ارسال قوات الى جنوب لبنان.
وقال مسؤول في الامم المتحدة ان الدول التي قد ترسل قوات تريد توضيحات حول المهمات التي سيضطلع بها جنودها.
وتقول مراسلة بي بي سي للشؤون الدبلوماسية من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بريدجت كيندال، إن دولا كثيرة تشعر بالقلق من المساهمة في القوة الدولية.
وتضيف كيندال أن أي تأخير إضافي في تشكيل القوة الدولية قد يؤدي إلى زيادة الضغوط على الهدنة الهشة، ما سيزيد من مخاطر عملية الانتشار في جنوب لبنان.
كما تلتقي وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الاربعاء مع الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان لاجراء محادثات حول القضية نفسها.
في غضون ذلك، قال مساعد الأمين العام لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، هادي عنابي، الثلاثاء إن المنظمة الدولية تأمل في نشر طليعة قوامها حوالي 3500 من جنود حفظ السلام في جنوب لبنان في غضون عشرة أيام إلى 15 يوما.
وأضاف عنابي قائلا للصحفيين: "نتطلع إلى أن نرى 3000 إلى 3500 جندي في غضون 10 أيام إلى أسبوعين."
وتبنى مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي قرارا يخول نشر 15 ألف جندي للأمم المتحدة في لبنان للمساعدة في فرض نهاية للقتال ومساعدة الجيش اللبناني في إقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان.
اجتماع وزاري عربي
وذكرت وكالة رويترز ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا في مقر الجامعة العربية بالقاهرة الاحد المقبل لمناقشة التطورات في لبنان.
وقال متحدث باسم الجامعة ان الوزراء سيناقشون احتمال عقد قمة عربية طارئة وسبل الاسهام في اعادة اعمار لبنان.
وقال المتحدث انه بحلول ذلك الوقت "ستتضح التوجهات والتطورات على الارض، بخصوص وقف اطلاق النار وانسحاب الاسرائيليين ونشر الجيش اللبناني".
وكان وزير الدفاع اللبناني إلياس المر قد قال إنه بنهاية الأسبوع سينشر الجيش اللبناني 15 ألف جندي على حدود نهر الليطاني جنوب البلاد، الذي يبعد نحو 30 كيلومترا عن الحدود مع إسرائيل.
وفي تلك الأثناء تتخذ القوات الدولية المتواجدة حاليا في لبنان مواقعها في المناطق التي يخليها الجيش الإسرائيلي قبل تسليمها إلى القوات اللبنانية.
وقال المر إنه ليس من وظيفة الجيش اللبناني نزع سلاح مقاتلي حزب الله غير أنه على ثقة من أنهم سينسحبون من مناطق في جنوب لبنان مع دخول الجيش اللبناني إليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق