السبت، فبراير 23، 2008

حوريات المؤذن


إحسان طالب

2008 / 1 / 13


أطل الليل الطويل بوجه عابس
لا تعترض
في كل مرة يخرج لسانه في وجهي
ابتسامة صفراء
تهمس في أذني حاول أن تنام
أحتال عليه
يتجاهلني سنة أو اثنتين
يهزني لن تنام
الخبز و الماء و فواتير الكهرباء
أخبار الدماء وصولات الدخلاء
كيف لك أن تنام
أسامر الليل و النجوم آذان
و أنتظر الفجر و الساعات أزمان
أخاطب روحي و الجدران خلان
أفكر بحلم جميل
أتوق لفرح يسير
أسافر في دهاليز الخيال (1)
وأبني قصصا ً
لأطفال وأبطال
أفكر بنصر الأمهات
على قلة الدقيق
وضيق الثوب وغش الحليب

******

أقول له سأهزمك بواحدة
سأهرب منك إلى السماوات
التي لا تنتهي
وأعد النجوم التي لا تعد
لن أعد الخراف
إنها تقلقني بإدام (2)
ووجبات دسمة
لا يعرف رائحتها أبناء حيي
وذلك الشيطان اللعين
تحالف معك
فلا تطرده آيات ولا أذكار
أرجوك دعني أنام
أنهكتني
الشمس الحارقة بانتظاري غدا ً
والحذاء الرخيص
يأكل فتات قدمي
دعني أرتاح قليلا ً
يخرج لسانه اللئيم
لن تنام قبل الفجر
أتأمل الفجر الجميل
وأتكئ على وعد كليل

*******

مؤذن الحي ينام قبل الغروب
يحلم بحوريات وجنات
توقظه إحداهن قبل الفجر بساعات
اللؤلؤ المكنون (3)
يضيء ليل المفتون
يقلب البصر
يصعد درجات الصوت
يحتار ماذا يقول
وكيف ينهي مديحا ً جانبه القبول

قلت لك لن تنام
آخر كلمة سمعتها من الليل
وأذكرها وأنا أقابل
وجه الحذاء القبيح !


1 ـ الدهليز بالكسر ما بين الباب والدار فارسي معرب :مختار الصحاح للرازي
2ـ الإدام ما يؤتدم به تقول منه أدم الخبز بالحم من باب ضرب : مختار الصحاح للرازي
3ـ من قولة تعالى : ( و حور عين كأمثال اللؤلوء المكنون ) الواقعة 22

ليست هناك تعليقات: