الأربعاء، يونيو 29، 2005

من المسؤول يا وطني /2

قصائد ديوان (إلى ذكرى ولدي القتيل)



في ظلمات ليل الوحدة
يتحد الحزن مع الألم
ويتمص الأسى عصارة الروح
غيوم داكنة تلبد سماء الفجر
تسيل مداداً
يملأ تلافيف العقل
يكتب سؤالاً يخشى الإجابة
من المسؤول
...
أمثالك كثيرون يا ولدي
بسلاح التعصب
وسيف الجهل
وخنجر الإهمال
كل يوم يسقطون
وكل غد سيسقطون
والقانون لا يدري
والنظام غير مسؤول
أرواح بين مخلفات الأمن والسلامة
تسيل نحو حاويات
يهلكها الزمان
وتحولها الديدان
...
ميلاد مجيد
وطفل سعيد
عنت وشقاء لذيذ
وآمال كتبتها ملايين الكلمات
عود أخضر مزهر
ينتظر طرح الفرح
في مفصل العمر
ولحظة انتصاب العود الأخضر
تدعوك الأرض
تزحف بحب وثقل
يلقاك الجلاد
والنهاب
وجملة عقد
جذبتها نفس
كونت كائناً مشوهاً
يأمر فتطيع
ويطلب فتدفع
أنت الحقير الذليل
أنت ابن مدينة مكروهة
أنت ابن حي محسود
أنت ابن أب ابن جد
ابن حقد قديم
لم تطفئه مئات السنين
يسعدنا أن نجردك الروح
يسعدنا أن تسيل كرامتك
في مجاري الانتقام
تمرض تنهك تهزل
أساة القلوب
أسود العقول
يشكون
إلى ما قبل موتك
يتلذذون
وبعد الوفاة
لا يبالون
وعذابات على الأهل
يصبون
...
وطني... يا وطني
ماذا أبقيت من لحمي
لماذا جففت دمي
ماذا أبقيت من حبي
إلام حولت روحي
وطني يا وطني
أريدك أن تكون
مثل أبي
أريدك أن تكون
مثل ولدي
ولكن أنت
ماذا تريدني
وكيف تريدني
بعد أن سلبت
حبي وأملي
وأغلى نتاجات حياتي

ليست هناك تعليقات: