الاثنين، يونيو 13، 2005

الحرير فوق أجساد مترفة

في عش لا يقوى على صد الرياح
تفتت جدرانه
أصوات الباحثين
عن ناطحات السحاب
تلاصقت أجساد الفراخ
تحارب البرد
عيونها جاحظة نحو السماء
أفواهها مفتوحة
يكاد يقتلها الجفاف
والنسر الشجاع
ما زال يحلق منذ أيام
أنهك جناحيه العوز
وأعمى عينيه الفراغ
عاد
ليضع في فم كل فرخ
بضع حصيات مبللة بدموع
ثم سقط على حافة العرش
ينتظر الموت
لعل الصغار
يجدون وجبة
تجعل الموت أمراً بعيداً
* * *
في أمكنة تجاور فيها
صنابير الذهب
أسقف الصفيح
وينساب الدفء في حجراتها
كالحرير
فوق أجساد مترفة
تشرف على أزقة
يختلط فيها
الماء المالح
مع أقدام عارية
غضة بضة
تلتقط الحب
تبحث عن زجاجة
مازال فيها
قطرات من رحيق الجنة
* * *
( الحرة لا تأكل من ثديها )
والعبدة تطعم الصغار
من عرق فخذها
المنسوبة تشوي القلوب
وتطعم الفئران نصف المائدة
المعزولة تغلي الحصى
تزور البقايا
تأكل ما توفر
من (( النطيحة والمتردية والموقوذة ))
وما ترك السبع
تبيع جدائلها
تبيع أحزانها
تبيع ابتسامات
خرجت من أصيص العذاب
وما أذن السبع
وما تملك
لا يسد تسرب الوباء
ولا يوقف أعواد القصب
والجسد لن يصمد طويلاً
داخل السوق
والثمن لا يملأ
أحشاء أرانب
لا تعرف ساعداً
ولم ترى شارباً
المحمية بأوراق ومعادن
تنثر العطر
تشتري العصا
والحائرة في قدر
لا يعرف الحياة
يغشاها الغدر
وتحوم حولها الشبهات
* * *

ليست هناك تعليقات: