الجمعة، يوليو 01، 2005

خلوة بين التراب و الروح /3

قصائد ديوان ( إلى ذكرى ولدي القتيل )


خطوات تائهة تقودني
إلى حيث واريت روحي
في ثلم معتم
يغشاه الصمت و السكون
أجلس بجوار الحجر
أتأمل الاسم المكتوب
أتحقق من جسدي المفقود
أسكب ماءً
فوق الرأس
أغسل من فوق الركام القدمين
أقول في نفسي
علها تبلل شفتيه
علها تؤنس وحدته
علها ترد الروح كما تفعل مع البذور
لكن لا شيء يحدث
أعود فأسقيها بدموع العين
علها تسرب شيئاً من روحي
فتسلي روحه الوحيدة
تسقط قطرات فوق الرخام
تتجمع تشكل ماءً يختلط بماء
أيها يغلب ماء عيني أم ماء الشرب
أقول لنفسي
بالغي في سكبهما
علها تخترق التراب
علها تصل إلى جوفه الظمآن
***
أيتها الماء
ألست الحياة
لماذا تقفين عاجزة حيال روحه
لماذا لا تحيينه كما تفعلين مع الآخرين
أسألك و لا أعتب عليك
أطلب منك المستحيل
أنت أنسي الوحيد
أنت الوحيدة لا تملين
و لا تستائين رغم إلحاحي الشديد
أنا الغريق يسحب الغريق
بحبل من ماء
***
أجلس قبل الشمس
و تحت الشمس
و بعد المغيب
أقرأ أتلو أدعو
ماذا أستطيع أن أفعل
هل وجودي عند رأسه
عند أسفل قدميه
فوق التراب الذي اختلط
بأهداب عينيه
هل يخفف عنه
هل يدرك ما أفعله
لو كانت لدي فرصة
***
خطوات حالمة تقودني
إلى حيث تنتهي الأفراح
أعود من جديد
في يدي الماء
و في عيني الدمع
و في قلبي الأسى
أسكب قلبي أسكب روحي أسكب عمري
حتى أصل إليه
حتى أكون معه
ربما أنعش بسمةً
قديمة عرفتها على شفاهه
عساني أوقظ رقاده الحزين
يؤلمني أنه ما كره أحداً
يؤلمني أنه أحب كل الناس
لم يؤذي يوماً مخلوق
ما رد يوماً طلباً
ما تأخر مرة
كل من عرفه أحبه
كل من صافحه تعلق به
كل الدنيا أرادته
إلا كلاب النهب
الذين يقتاتون على لحوم أبنائنا
و يغريهم مص دماء
أكبادنا
***
أزوره في النهار
و يزورني في الليل
مرات كثيرة يساعدني يخفف عني يواسيني
يحدثني
أنا بخير يا أبي
لا تجزع علي
لا تحزن
انظر إلى الثياب الجميلة
انظر إلى وجهي الجميل
انظر إلى روحي المطمئنة
إلى ربطة عنقي
إلى بزتي السوداء
أستيقظ من حلمي
و أعود إليه
كلما ازداد وجع قلبي
يأتي
مرة زارني بثياب بيضاء
و وجه باسم
صنعت و إياه طعاماً
قدمناه لأناس حولنا
لكنه تركني
و ذهب معهم
توارى عن نظري و هو يلتفت نحوي
باسماً واثقاً
أعود إليه
أحمل ماءً
أسكب دمعاً
أرجوك لا تتأخر علي
لا أعرف من قالها
لا أعرف من طلبها

ليست هناك تعليقات: