أستنكرت الحكومة الفلسطينية قصف مقر وزارة الخارجية في مدينة غزة من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية يوم الخميس.
فقد قال طاهر النونو، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الفلسطينية، إنه أصيب بالذهول لاستهداف إسرائيل مقر الوزارة "التي تتصرف سياسيا ودبلوماسيا باسم الشعب الفلسطيني".
وأضاف النونو: "هذا يظهر أن حكومة الاحتلال تتكىء على حملتها على الإرهاب والحرب ضد شعبنا، وترفض كل وسائل التفاهم وتستمرفي هذه الحرب المفتوحة التي تهدف فقط إلى قتل شعبنا وتدمير كل مقدراته".
وكانت الغارة الإسرائيلية على مقر وزارة الخارجية الفلسطينية يوم الخميس قد أسفرت عن إصابة عشرة أشخاص على الأقل كانوا في المنازل المحيطة بالمبنى.
وقال شهود عيان إن النيران اشتعلت في المبنى الذي تعرض لدمار هائل، كما حدثت أضرار بالغة للمنازل والمنشآت الأخرى الموجودة في المنطقة المجاورة.
وأضافوا أن الإصابات كلها وقعت في المنازل المحيطة بمنى الوزارة والتي تعرضت بدورها لأضرار بالغة.
وأضاف شهود العيان أن الطابقين الثالث والرابع في مبنى وزارة الخارجية الفلسطينية قد دمرا بالكامل جراء الانفجار الهائل الذي هز المدينة وألحق أضرارا بالغة في المباني والسيارات في منطقة واسعة محيطة بالموقع.
جاء ذلك بعد أن شهد يوم الأربعاء مقتل 23 فلسطينيا على الأقل تسعة منهم ينتمون لعائلة واحدة وذلك في سلسلة من الغارات الإسرائيلية على غزة.
ونقلت وكالة الأسوشييتد برس للأنباء أن مدنيا فلسطينيا قتل وجرح آخر في غارتين منفصلتين للطائرات الحربية الإسرائيلية على منطقة جنوب قطاع غزة يوم الخميس.
وبذلك يصل عدد ضحايا العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل في القطاع منذ أسبوعين إلى أكثر من ثمانين فلسطينيا.
وكانت مصادر طبية فلسطينية أعلنت في وقت سابق عن مقتل تسعة أشخاص من عائلة واحدة في غارة جوية على بيت في غزة فجر الأربعاء.
وأعلن الجيش الاسرائيلي من جانبه أن محمد ضيف قائد الجناح العسكري لحركة حماس وأحد ابرز المطلوبين لإسرائيل، أصيب بجروح في الغارة التي شنتها الطائرات الاسرائيلية.
يذكر أن هذه هي المرة الرابعة التي يستهدف فيها الإسرائيليون ضيف الذي فقد إحدى عينيه في غارة إسرائيلية استهدفته عام 2002.
لكن متحدثا باسم حماس نفى بشدة اصابة ضيف في الغارة الاسرائيلية، رغم تأكيد مسؤول أمني فلسطيني رفض الكشف عن اسمه على أن الوضع الصحي لضيف خطر وقد يصياب بالشلل.
وقال المتحدث باسم حركة حماس، أبو عبيدة، لـبي بي سي ان لا صحة للاعلان الاسرائيلي معتبرا ان الهدف منه هو التغطية على ما وصفه "بالمذبحة" التي وقعت في غزة.
وجاء هذا الموقف بعد تصريحات لمتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي جاء فيها: "نعلم انه (ضيف) اصيب لكننا لا نعرف الى أي درجة".
وقالت المتحدثة إن ضيف كان داخل أحد المباني الذي استهدفته إحدى غارات الطيران الحربي الإسرائيلي.
ودمرت طائرة اسرائيلية من طراز "اف ـ 16 "مبنى في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
وذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية إن الطائرة ألقت قنبلة زنتها 250 كيلوغراما على البيت.
وقالت مصادر محلية ان المبنى يمتلكه ناشط في حماس، هو نبيل أبو سالمية الذي يعمل محاضرا في جامعة غزة الاسلامية، وانه قتل هو وزوجته وسبعة من أطفاله التسعة في الغارة.
وقال مسؤولون في مستشفى غزة ان 37 شخصا أصيبوا بجراح في الهجوم من بينهم 3 في حالة خطرة.
وقامت فرق الانقاذ بتفقد المنطقة بحثا عن مزيد من الضحايا تحت الركام.
ويقول الاسرائيليون ان عددا من زعماء حماس كانوا يعقدون اجتماعا في المبنى، واتهموا حماس بالاحتماء بالمدنيين.
وقال ديفيد باكر، وهو مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت، إن واجب دولة اسرائيل هو اتخاذ اجراء ضد من يحاولون التخطيط لأعمال وصفها بالارهابية ضد المدنيين الاسرائيليين.
بينما قال أبو عبيدة إن حماس ستجعل الاسرائيليين يأسفون على ما أسماه بجرائمهم النازية.
كما قتل تسعة أشخاص آخرين في غارات أخرى متفرقة في قطاع غزة بينهم عنصران في جهاز الأمن الفلسطيني وسبعة مسلحين واحد منهم ينتمي للجان المقاومة الشعبية حسب ما أفادت به بعض المصادر الطبية.
كما أفادت المصادر بوقوع غارة أخرى وسط قطاع غزة أسفرت عن مقتل خمسة فلسطينيين آخرين.
وعلى صعيد آخر توغّل الجيش الإسرائيلي معزّزا بالمدرّعات باتجاه شارع صلاح الدين الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه.
وأسفر التوغل عن مقتل أربعة فلسطينيين أحدهم من أفراد الشرطة الفلسطينية خلال اشتباكات مع المسلحين الفلسطينيين.
وكان شهود عيان فلسطينيون قالوا إن القوات الإسرائيلية تجاوزت الحدود باتجاه وسط قطاع غزة في توسّع للهجوم المستمر على الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من أسبوع.
وقال سكّان القطاع إن القوات الإسرائيلية أجرت تفتيشات في قرية تقع شرقي بلدة دير البلح، حسب ما أفادت وكالة "رويترز" للانباء.
وتجددت الغارات التي تشنها القوات الاسرائيلية على القطاع بعد أن وافق القادة الاسرائيليون على الاستمرار في الهجوم الذي بدأ منذ حوالي أسبوعين.
ويقول مسؤولون إن أولمرت ووزير دفاعه عمير بيريتز قد أمرا باستمرار القصف، وأعطيا الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات اجتياح في عمق القطاع إذا لزم الأمر.
وكان أولمرت قد استبعد التفاوض مع الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس، التي أسماها بـ"المنظمة الارهابية الدموية".
ولكن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، المقيم في سوريا، قال إن الطريق الوحيدة لاستعادة الجندي الاسرائيلي هي مبادلته بأسرى فلسطينيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق