الجمعة، يوليو 08، 2005

نداء إلى كل وعاظ الحضارة /4

قصائد ديوان ( إلى ذكرى ولدي القتيل )


قطرة من ماء الوجه
و كأس مملوء بندى العين
وجوه مسطحة
بلهاء
و وجوه أفقدها الحزن رغبة الحياة
أضواء و ضوضاء
قهوة و ماء
ساعات و ينفضّ الجمع
بين المئات
و آلاف الكلمات
لا تسمع شيئاً و لا ترى أحداً
قليل من الحب
من العطف
من الصدق
أقدم حالة حب عرفتها
مات
***
أيام و يولد
سأحبه كثيراً
سأبني عليه آمالاً
سأسكنه أحلاماً
سأمنحه كل ما لدي
أريد وأريد و أريد
تأبى الأيام .. تأبى الأقدار
يأبى هو
عقدان و نصف
من ابتسامات و رقصات
من شموس ملبدة بالغيوم
من أقمار محجوبة بالدخان
في دائرة من الهم و الحب
عبر ليال من السهر و الأمل
مضت
لم يبق سوى ذكرى
ذكرى الفراق الأخير
ذكرى الألم المرير
يبتلع كل ما كان في الماضي الجميل
***
مضى بألم .. و انتهى بفاجعة
صفعات مريرة
لم تطفئ نبع الحب
في قلبه
لم تغرق جذوة الخير في أعماقه
لكنها أبقته في وهم الفقد
محشوراً
كل ما لديه قليل
و حب العالم لا يكفي
و العطاء الكبير
في ميزان النقص و حاجة النفس
قليل
قبضة القدر أحكمت
من حوله أخطاء الآخرين
عنكبوت بنت
فطار عصيا كالذي فقد السراب
و تاهت الأمكنة و الأزمنة
جذبته طاقة الصدق و الحنان
لكن إرادة الشر غلبت
و جبروت الموت حق
هم أرادوا له الموت
و هم ذللوا سبيله
***
أدعو عطّار السماء
و طبيب اليوم
و كل وعاظ الحضارة
اعملوا معاً
لتجميل الصورة
لتبرير الواقعة
خذوا ما تريدون و اطلبوا ما تشاءون
هل أنتم على رده قادرون
على تخفيف أحزاني
على تضميد آلامي
يقيناً أين يكون
أبدوا قوياً على ما ترون
و ابتسامة دامعة تشاهدون
الروح غادرت
و المآتم انتهت
و لا عزاء للمحب

ليست هناك تعليقات: