العربية.نت
عبّر رئيس وزراء الدنمارك فوغ راسموسن في حوار له مع "العربية"، هو الأول من نوعه بعد أزمة نشر الرسوم الكاريكاتيرية التي تسيء للنبي محمد (ص)، عن قلق "الحكومة الدنماركية الشديد بسبب ما يجري حالياً لأن لديها تقاليد التعاون السلمي وعلاقات مفتوحة مع العالم الإسلامي"، وشدد على أنه لا يستطيع مراقبة الصحف في بلاده مشيرا إلى أن حكومته والشعب الدنماركي لا يتحملان مسؤولية ما تنشره هذه الصحف.
وقال راسموسن: "بالنسبة لي شخصياً، أود أن أوضح بأنني أشعر بحزن شديد لأن العديد من المسلمين قد اطلعوا على رسوم الرسول محمد، وأعرف أنه لم يكن هذا هو هدف الصحيفة، ولقد اعتذرت الصحيفة لذلك، وأتمنى أن نجد حلاً على هذا الأساس".
حوار مع المسلمين
وأكد أن شعب بلاده يقدّر قيمة العلاقات الوطيدة بين الدنمارك والعالم الإسلامي التي تقوم على أساس الصداقة والاحترام المتبادل، وأكد أن الحضارة العربية قامت بمساهمة تاريخية هامة في الحضارة العالمية، "ونحن نعترف بذلك ونحترمه".
واعتبر رئيس الوزراء أن الشعب الدنماركي دافع عن حرية التعبير وعن الحرية الدينية لأجيال، وتابع: "نحن نحترم بشدة كل الديانات بما فيها الإسلام، ومن المهم جداً بالنسبة لي أن أقول لكم إن الشعب الدنماركي ليست له أية نية لإيذاء الإسلام، بالعكس سنقوم بكل ما في وسعنا لمواصلة علاقتنا التاريخية المبنية على الحوار والاحترام المتبادل، وبالتالي فأنا أشعر بالحزن الشديد؛ لأن العديد من المسلمين اعتبروا الرسوم في صحيفة دنماركية بمثابة إساءة للرسول محمد. بإمكاني القول لكم إن الحكومة الدنماركية قلقة للغاية بسبب ما يجري حالياً؛ لأن لدينا تقاليد تقوم على التعاون السلمي وعلاقات مفتوحة مع العالم الإسلامي، ونرغب بشدة في مواصلة ذلك".
وأشار إلى أنه قبل أيام قامت الصحيفة بتقديم الاعتذار عن هذه الإساءة التي تسببت بها هذه الرسوم، معبرا عن امله في أن يساهم هذا الاعتذار في حل هذه المشكلة، وأوضح أن حكومته عملت على إيجاد حل لها منذ عدة شهور، وأن الحكومة الدنماركية تندد بأي عبارة أو حركة تسيئ إلى المعتقدات الدينية لأي شعب".
ولفت رئيس وزراء الدنمارك إلى ضرورة الحوار بين العالم الإسلامي والجار الأوروبي، وأوضح "لا أعرف لماذا تصعد الأمر الآن، لكنني أنظر إلى ذلك بالطريقة التالية حيث نحن جيران.. وإذا كنا أنا وأنت جارين، ونعيش جنباً إلى جنب داخل بيتينا ونواجه مشكلة مشتركة، فسأبذل قصارى جهودي لحل هذه المشكلة، وأتمنى أن تقوم بنفس العمل؛ لأننا جاران، ويجب أن نعيش جميعاً في سلام وانسجام.. وسأبذل في الواقع قصارى جهودي لحل هذه المشكلة".
"الشعب لا يتحمل مسؤولية ما ينشر"
وفيما إذا كانت حكومته ستتخذ إجراءات عقابية بحق الصحيفة التي نشرت الرسوم، أجاب فوغ راسموسن: "من المهم أن ندرك كيف يعمل مجتمعنا. في مجتمعنا، الإعلام مستقل تماماً.. لدينا صحافة حرة، وليس للحكومة أية سلطة لمراقبة الصحافة أو التدخل في شئونها، وفي بلدي تنتقد الحكومة في أحيان كثيرة من قبل الصحف ووسائل الإعلام الأخرى.. ولا يمكنني مراقبة ما ينشر في تلك الصحف، لكن من جهة أخرى، لا يمكن للحكومة والشعب الدنماركي أن يتحملا مسئولية ما ينشر".
وعلق راسموسن على حملة المقاطعة للمنتجات الدنماركية في بلدان العالم الاسلامي قائلا إن "رجال الأعمال الدنماركيين قلقون للغاية من هذه القضية وكذلك الحكومة لكن لدينا تقاليد عريقة في الدنمارك تقوم على التمييز الواضح بين عالم الأعمال وعالم السياسة، وتدل هذه التقاليد العريقة على أن رجال الأعمال الدنماركيين لا يتدخلون في السياسة والحكومة الدنماركية قلقة للغاية من ردود الفعل في العالم الإسلامي".
دور الجالية المسلمة
ونوّه رئيس الحكومة الدنماركية بنشاط الجالية المسلمة في بلاده، وقال:" لدينا جالية مسلمة كبيرة في الدنمارك، وكثير من المسلمين هنا يمارسون الأعمال ويساهمون بشكل إيجابي في المجتمع الدنماركي. بعض المسلمين تم انتخابهم في المجالس البلدية المحلية، ومنهم من انتخب في البرلمان الدنماركي. نقدر بشكل كبير مساهمتهم في المجتمع الدنماركي، وأود أن أقول إن داخل الحزب الذي أنتمي إليه أعضاء مسلمون، ونقدر بشكل كبير مساهمتهم داخل الحزب".
ورأى أن المجموعة الوحيدة التي يمكن أن تستفيد من مشاكل مثل الجارية حاليا هي الجماعات المتشددة، واستطرد قائلا "لكن اعتقد أن الأغلبية الساحقة من الناس في بلداننا تتمنى حل هذه القضية في إطار الحوار والعلاقات السلمية والاحترام المتبادل".
سلمان العودة يعقب
وقد استضافت قناة العربية الداعية الإسلامي سلمان العودة للتعليق على الحوار مع رئيس الوزراء الدنماركي، وقد أكد في تعليقه أن ما قدمته الدنمارك حتى الآن لم يكن اعتذارا ولم يزد عن التعبير عن الأسف، وقال إن رئيس الوزراء الدنماركي "عبر عن أسفه فقط لما حصل، ليس للصور المنشورة ولكن لما حصل للمسلمين من حزن ، ولم يتقدم بالاعتذار".
ودعا العودة إلى أن يكون هناك "ضبط بين حريتي الدين والصحافة"، واكد أن كل ما قامت به الصحيفة هو انها نشرت اعتذارا على موقعها الإلكتروني لمدة 20 دقيقة فقط ثم قامت بسحبه، مشيرا إلى أن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم ليس بريئا "بل يمثل ذلك قذارة لأنه يزرع الكراهية".
وقال إن المسلمين أبدوا قدرا كبيرا من التعقل بدليل انه مرت عدة شهور، لتصحيح الوضع قبل القيام بردة الفعل، مشيرا إلى انه ليس مع التصعيد، وقال إن على الطرف الآخر أن يفهم تقاليدنا والضرورة تفرض التقدم باعتذار صريح ينشر في كبريات الصحف العربية، مؤكدا انه إلى الآن لم يتم ذلك، ولم يتم الاعتراف بالإساءة التي لحقت بمليار مسلم.
مسلمو الدنمارك راضون
من جهته قال عبد الواحد بدرسن مدير معهد الحوار بين الديان في كوبنهاغن، إن ماقاله رئيس الوزراء الدنماركي هو مجرد تعبير عن رأي شخصي "وهو أقصى ما يمكن ان يقوم به"، في ظل عدم خوف الصحافة من نظام البلد، مؤكدا ان حرية التعبير مع ذلك "لا تعني إنزال الشتائم على احد".
وأشار إلى ان معظم المسلمين الآن راضون عما قاله رئيس الوزراء ومما جاء في الصحيفة من اعتذار، وأكد أن القضية رفعت للقضاء وأن مجموعة من المحامين ذهبوا إلى ابعد من ذلك، برفع الدعوى إلى قاضي القضاة.
عبّر رئيس وزراء الدنمارك فوغ راسموسن في حوار له مع "العربية"، هو الأول من نوعه بعد أزمة نشر الرسوم الكاريكاتيرية التي تسيء للنبي محمد (ص)، عن قلق "الحكومة الدنماركية الشديد بسبب ما يجري حالياً لأن لديها تقاليد التعاون السلمي وعلاقات مفتوحة مع العالم الإسلامي"، وشدد على أنه لا يستطيع مراقبة الصحف في بلاده مشيرا إلى أن حكومته والشعب الدنماركي لا يتحملان مسؤولية ما تنشره هذه الصحف.
وقال راسموسن: "بالنسبة لي شخصياً، أود أن أوضح بأنني أشعر بحزن شديد لأن العديد من المسلمين قد اطلعوا على رسوم الرسول محمد، وأعرف أنه لم يكن هذا هو هدف الصحيفة، ولقد اعتذرت الصحيفة لذلك، وأتمنى أن نجد حلاً على هذا الأساس".
حوار مع المسلمين
وأكد أن شعب بلاده يقدّر قيمة العلاقات الوطيدة بين الدنمارك والعالم الإسلامي التي تقوم على أساس الصداقة والاحترام المتبادل، وأكد أن الحضارة العربية قامت بمساهمة تاريخية هامة في الحضارة العالمية، "ونحن نعترف بذلك ونحترمه".
واعتبر رئيس الوزراء أن الشعب الدنماركي دافع عن حرية التعبير وعن الحرية الدينية لأجيال، وتابع: "نحن نحترم بشدة كل الديانات بما فيها الإسلام، ومن المهم جداً بالنسبة لي أن أقول لكم إن الشعب الدنماركي ليست له أية نية لإيذاء الإسلام، بالعكس سنقوم بكل ما في وسعنا لمواصلة علاقتنا التاريخية المبنية على الحوار والاحترام المتبادل، وبالتالي فأنا أشعر بالحزن الشديد؛ لأن العديد من المسلمين اعتبروا الرسوم في صحيفة دنماركية بمثابة إساءة للرسول محمد. بإمكاني القول لكم إن الحكومة الدنماركية قلقة للغاية بسبب ما يجري حالياً؛ لأن لدينا تقاليد تقوم على التعاون السلمي وعلاقات مفتوحة مع العالم الإسلامي، ونرغب بشدة في مواصلة ذلك".
وأشار إلى أنه قبل أيام قامت الصحيفة بتقديم الاعتذار عن هذه الإساءة التي تسببت بها هذه الرسوم، معبرا عن امله في أن يساهم هذا الاعتذار في حل هذه المشكلة، وأوضح أن حكومته عملت على إيجاد حل لها منذ عدة شهور، وأن الحكومة الدنماركية تندد بأي عبارة أو حركة تسيئ إلى المعتقدات الدينية لأي شعب".
ولفت رئيس وزراء الدنمارك إلى ضرورة الحوار بين العالم الإسلامي والجار الأوروبي، وأوضح "لا أعرف لماذا تصعد الأمر الآن، لكنني أنظر إلى ذلك بالطريقة التالية حيث نحن جيران.. وإذا كنا أنا وأنت جارين، ونعيش جنباً إلى جنب داخل بيتينا ونواجه مشكلة مشتركة، فسأبذل قصارى جهودي لحل هذه المشكلة، وأتمنى أن تقوم بنفس العمل؛ لأننا جاران، ويجب أن نعيش جميعاً في سلام وانسجام.. وسأبذل في الواقع قصارى جهودي لحل هذه المشكلة".
"الشعب لا يتحمل مسؤولية ما ينشر"
وفيما إذا كانت حكومته ستتخذ إجراءات عقابية بحق الصحيفة التي نشرت الرسوم، أجاب فوغ راسموسن: "من المهم أن ندرك كيف يعمل مجتمعنا. في مجتمعنا، الإعلام مستقل تماماً.. لدينا صحافة حرة، وليس للحكومة أية سلطة لمراقبة الصحافة أو التدخل في شئونها، وفي بلدي تنتقد الحكومة في أحيان كثيرة من قبل الصحف ووسائل الإعلام الأخرى.. ولا يمكنني مراقبة ما ينشر في تلك الصحف، لكن من جهة أخرى، لا يمكن للحكومة والشعب الدنماركي أن يتحملا مسئولية ما ينشر".
وعلق راسموسن على حملة المقاطعة للمنتجات الدنماركية في بلدان العالم الاسلامي قائلا إن "رجال الأعمال الدنماركيين قلقون للغاية من هذه القضية وكذلك الحكومة لكن لدينا تقاليد عريقة في الدنمارك تقوم على التمييز الواضح بين عالم الأعمال وعالم السياسة، وتدل هذه التقاليد العريقة على أن رجال الأعمال الدنماركيين لا يتدخلون في السياسة والحكومة الدنماركية قلقة للغاية من ردود الفعل في العالم الإسلامي".
دور الجالية المسلمة
ونوّه رئيس الحكومة الدنماركية بنشاط الجالية المسلمة في بلاده، وقال:" لدينا جالية مسلمة كبيرة في الدنمارك، وكثير من المسلمين هنا يمارسون الأعمال ويساهمون بشكل إيجابي في المجتمع الدنماركي. بعض المسلمين تم انتخابهم في المجالس البلدية المحلية، ومنهم من انتخب في البرلمان الدنماركي. نقدر بشكل كبير مساهمتهم في المجتمع الدنماركي، وأود أن أقول إن داخل الحزب الذي أنتمي إليه أعضاء مسلمون، ونقدر بشكل كبير مساهمتهم داخل الحزب".
ورأى أن المجموعة الوحيدة التي يمكن أن تستفيد من مشاكل مثل الجارية حاليا هي الجماعات المتشددة، واستطرد قائلا "لكن اعتقد أن الأغلبية الساحقة من الناس في بلداننا تتمنى حل هذه القضية في إطار الحوار والعلاقات السلمية والاحترام المتبادل".
سلمان العودة يعقب
وقد استضافت قناة العربية الداعية الإسلامي سلمان العودة للتعليق على الحوار مع رئيس الوزراء الدنماركي، وقد أكد في تعليقه أن ما قدمته الدنمارك حتى الآن لم يكن اعتذارا ولم يزد عن التعبير عن الأسف، وقال إن رئيس الوزراء الدنماركي "عبر عن أسفه فقط لما حصل، ليس للصور المنشورة ولكن لما حصل للمسلمين من حزن ، ولم يتقدم بالاعتذار".
ودعا العودة إلى أن يكون هناك "ضبط بين حريتي الدين والصحافة"، واكد أن كل ما قامت به الصحيفة هو انها نشرت اعتذارا على موقعها الإلكتروني لمدة 20 دقيقة فقط ثم قامت بسحبه، مشيرا إلى أن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم ليس بريئا "بل يمثل ذلك قذارة لأنه يزرع الكراهية".
وقال إن المسلمين أبدوا قدرا كبيرا من التعقل بدليل انه مرت عدة شهور، لتصحيح الوضع قبل القيام بردة الفعل، مشيرا إلى انه ليس مع التصعيد، وقال إن على الطرف الآخر أن يفهم تقاليدنا والضرورة تفرض التقدم باعتذار صريح ينشر في كبريات الصحف العربية، مؤكدا انه إلى الآن لم يتم ذلك، ولم يتم الاعتراف بالإساءة التي لحقت بمليار مسلم.
مسلمو الدنمارك راضون
من جهته قال عبد الواحد بدرسن مدير معهد الحوار بين الديان في كوبنهاغن، إن ماقاله رئيس الوزراء الدنماركي هو مجرد تعبير عن رأي شخصي "وهو أقصى ما يمكن ان يقوم به"، في ظل عدم خوف الصحافة من نظام البلد، مؤكدا ان حرية التعبير مع ذلك "لا تعني إنزال الشتائم على احد".
وأشار إلى ان معظم المسلمين الآن راضون عما قاله رئيس الوزراء ومما جاء في الصحيفة من اعتذار، وأكد أن القضية رفعت للقضاء وأن مجموعة من المحامين ذهبوا إلى ابعد من ذلك، برفع الدعوى إلى قاضي القضاة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق