الأربعاء، أبريل 20، 2005

إحسان طالب_الليالي الساهرة


الليالي الساهرة

من قصة حب كئيبة
من كلم فؤاد نازف
من دفاتر أوراق خضر
من وريقات روح تعبة
طلعت آلاف الأسئلة الحميمة
تنتظر إجابات امرأة قاسية
قطرات من الدمع
أبت أن تكتم الحقيقة
تجمعت قرب حبيبة الأمس
تسألها
هل تعرفين شاباً
ذوّب الطرقات
غيّر ملامح الأرصفة
عمّر فيها ذكريات رائعة
غرس فيها أشجار الزيتون
كتب على أوراقها رسائل حب
علّها تصد هواك
حاور الشعر
داعب القصائد
شكّلها.. لوّنها
تلا على الليالي دواوين عشق
أبقاها ساهرة
عساها تحفظ
كلمات حب حزينة
توحي إليك بذكرى أيام
كانت جميلة
هل تذكرين رجلا
لا يريد من الدنيا سواك
أهداك قلباً
وهبك عمراً
لم ينس يوماً
تعرقين و تنكرين
هل هي الدنيا
تنال من قلوب العاشقين
أم أنه الثراء يمتص ماء الحب
فتذبل وردة القلب
قطرات من دمعها سالت
تروي مأساة بُعد
تُعيد كتابة قصة حب
فرحتُ بقربها
و أدمى فؤادي
دمعُ عينها

إحسان طالب_التراث


التراث

بسمة مجهولة تُزيّنه
يبدي و يخفي
و الكلمات تزخرفه
ظلّ يحلم.. ظلّ يبحث
بعد لأي ٍ و قصة حب ٍ
ضَمّنا عشّ صغير
أنت الحبيبة أنت الوحيدة
ما خلت يوماً أن تكوني العشيرة
أيامٌ و سنوات
بالصبر و العسر.. احتضَنتُهُ
ما بين أزمات ٍ و هنّات
عايشته
***
ما جَمعت.. و ما وَرثت.. و ما هُديت
كل ما كان لي فهو له
على عصبية ٍ و تأنّف ٍ
تغاضيت
فالبيت أسر ٌ
و الضيف كائن ما كان
مقيت..
حتى القريبات
لهن شروط و أوقات
***
العمر يجري به صعوداً
و المال بين يديه
أصبح طائعاً
نظراته.. كلماته.. أحواله
كعارض الريح.. بالأسرار تحتفل
بوجه غريب
و صوت صارم
يناورني
لك الخيار
بين الرحيل.. و بين القلب
أ ُقطّعه
***
أنت التراث
و صدر البيت منزلكِ
آن الأوان
لتجديد العتبات
***
جاء الكلام
كماء السيل ينحدر
هي الصغيرة
هي الجميلة المرهفة
عن كل عيب منزهة
لا قيد تحتمل
و لا ضيق بها ينزل
***
مفتون مجنون
و بقضبان الوهم
مسجون
باسم الحياء و خجل النساء
عشت دهراً
أواري عجز اللقاء
اخترتُ الرحيل
مازلت صغيرة
مازلت جميلة
و لتنل غيري هذي الفضيلة

إحسان طالب_الناقوس

الناقوس

هل جرّبت أن تشتهي
فماً
هل جرّبت أن تشتهي
قلماً
أن تشتهي صبحاً
أو تأمن ليلاً
هل حاولت مرة سرقة
زهرة
أو بحثت يوماً عن ثمن السكر..
أفراح تُخْفيها هموم
لحظة الفرحة بخلق جديد
يَنْهبُها الخوف
من رزق أكيد
.........

تمعن في الأرض بحثاً
عن فرصة العمر
عن سهمٍ في جعبة الصيّاد
عن عود في حزمة الحطّاب
مرّةً بعد مرّةً
تدرك أن النصيب
مربوط بخيط المُهَاب
لا سعي يدركه
و لا علم يقاربه
تنسى الشعر.. و تأكل الشعير
يوماً بعد يوم
تغدو صابراً
يكفيك ما يأتيك
و ينتهي الأمر بما يغذيك
........
أذنان كبيرتان
للسمع جاهزتان
للأمر طائعتان
بينهما حاسوب مبرمج
على خط سير لا يحيد
مدرج
يومك كئيب رتيب
من أمسك مستنسخ
مع كل صبح يزداد
ثقلاً
و الليل يلقاك ثغراً مسهباً
لا نوم يقصّره و لا فكر يخادعه
تصارع الأحلام
ما بين يقظة و منام
و كلما أصاب الرأس
سهماً أبيض
أودى بحلم جميل
.......

لُقَيْمَات محدودة متباعدة
تلمها بجهد
تبني بها طفلاً
تجمعها تطرحها تقسّمها
قبل الوفاء
تخسرها
تنسى الورد
و تأكل الشوك
مرّةً بعد مرّة
تستيغ الظلم
و تأنف العدل
شيء صغير
يدق..يطرق في الرأس
يرفض أن يهدأ
أنت كمولود الفاروق
لا بد يومأً
أن تنال من ابن عمْرو

إحسان طالب_رسالة حب إلى الآخر

رسالة حب إلى الآخر

ثلاثة مختلفون يتعاونون
أسس كل حضارة يبنون
في تربة الأرض ينبتون
أناس فوق السطح يدرجون
في بحر الزمن يدورون
ثلاثة مادامت الدنيا
دائمون
في حوار سرمدي مبهر
يتناغمون
هذه الزرقاء المزينة
بكل أنواع الجمال
بكل أنواع الحب
حية
لجميع أبناء التراب
مسخّرة
***
أصفر أسود أبيض أجناس
موزعة
غاية التوحيد في الخلق
مأمولة
في القلب معبود واحد
وعلى اللسان أسماء
كثيرة
صحائف معدودة مطهرة
إلى كل الأنام بالحب والسلام
مرسلة
تشمل الرحمة كل شيء
بفيضها
واسعة كل العالمين تحت
لوائها
والروح موهوبة في النفس
يحفظها حق الحياة
وكل حياة تساويها
***
خارجون من تحت قبة السماء
يدعون وصلاً
بإله وأنبياء
الحق هم وهم الحق
أمسكو مفايح الفردوس
وهماً
وجهنم غدت لمن يعارض
سهماً
تشمل اللعنة كل مخالف
بعنفها
واسعة كل العالمين سواهم
أحق بنارها
غدت الروح موهوبة
لإزهاقها
كل حياة باسم الحق تسلبها
لا سبيل لآراءٍ تناقشها
إما القبول
وإما الكفر مرجعها
***
في لحظة ألم شديد
والخوف من موت قريب
يأتي الطبيب بعلم
وجهاز غريب
لا يسأل الطبيب
عن اسم المريض
ولا يعنيه اعتقاده
من قريب أو بعيد
في حالة الفقر الشديد
والجوع يفتك بطفل وحيد
سيد المواقف طعام
لا فكر يشبعه
ولا كلام يفيد
***
ضحكات الأولاد
أصوات العصافير
غناء العاشقين
في كل بقاع الأرض
واحدة
هذه الزرقاء المميزة
أم الجميع
إرث الجميع
وغد الخلائق كل الخلائق
مرهون بحاضرها
ترابا وماؤها أجواؤها
ضمانة لحياة الأجيال
نربيها
***

إحسان طالب_تحجر


تحجّر

ركن مظلم
تُأَسّسه حجارةٌ صمّاء
تدوسه أقدام عارية
ترسم آثاراً
تكتب أياماً
تستأثر العيون
تستجلب الزوار
أجساد تزيّنها رؤوس
تجري خلف أنفاس
تحت التراب..
تنبش قبوراً
يُنثر رمادها فوق العقول
واحد.. اثنان.. عشرون
أعمدةٌ مزخرفةٌ
مضت عليها قرون و هي
واقفةٌ..
تناثرت حولها أدمغة
متحجرة
تلتمس منها
غزو الفضاء
عجلةً.. تعود بها
إلى الوراء
راحلة تركبها
دون العناء
تقطع فوقها رمال الصحراء
واحد.. اثنان.. عشرون
أعمدةٌ مرصّعةً
مثبّتةٌ بعروش تبقى واقفةً
تملك الحاضر بعزم
تسد الأفق بحزم
تدور حولها آلافٌ مدرّعة
تمجدها أبواق مُنعّمة
تُؤلّهها عمائم مزيفة
عمائم تُظلّ عقولاً
مُثفّبة..
مجموعةٌ مضمومةٌ
بحبل متين مسحوبة
كما تشاء مكونة
أقلام حسب المواصفات
مُصنّعة..
تكيل مدحاً.. تثور هجاءً
جهنم جاهزة مُهيّئة
بقضبان بأقفال
مُدعّمة
من خالف النهج
أضحى فحمةً سوداء
في نيرانها
يتطهر
طوفان من الرؤوس
مدحرجة
حيثما تبغي مُجمّعة
حناجر مدربة
بمزامير مزينة
على صوت أمر قائم
مُوحّدة
لم تهنأ الأيام منها
في كل آن لها أعياداً
محضرة
واحد.. اثنان.. عشرون
أعمدةٌ صلبة
بعد كل شمس تزداد
قسوة

إحسان طالب_امرأة تتحدث


امرأة تتحدث

أمام بريق خداع
و سوار أحكمه الصناع
جلست تتساءل بخشوع
عن سر العدد الموضوع
الرجل بأربع نساء
و المرأة آنية... و وعاء
أرض يحرثها الزَّرَّاع
يأتيها الذكر بالحَب
أو كيفما... شاء
سكن مرهون بالإمتاع
يخليه الرجل بكلمة سواء
و بكلمة يملؤه إماء
بنزوة أو شهوة
‘تبدَّل النساء
......
يا امرأة..
كوني في عداد الأشياء
محظوظة أن تكوني
تحت عباءة الأولياء
إن أَحببْت أَطَعْت
و إن كرهْتِ صبرْت


يا امرأة..
كوني قيد الجدران
لا تشغلي البال بعدل أو مساواة
لا تسألي الرجل
عن فكرٍ أو تفاهات
......

أمام ظلم مشروع
و واقع رسَّخه الخضوع
وقفت تتساءل..
من يصنع التشريع
من يقيِّم الأشياء
زعموا في حديث ال%u0

إحسان طالب _ ألا لا يجهلن أحد علينا

ألا لا يجهلن أحد علينا (5)

عقود وقرون وألفيتان
و اليوم يومئ بثالثة
تشيخ فيها عقول الصبيان
و المرضعات الكواعب
لبنات بوهم العز
ينشّئن غثاءً
يقبع فوق عمارات الفخر
و اللبانون يجددون صرح الضريح
يعيدون بناء الأسوار
فوق أصول العقود الأولى
****
نحن خير أمة قرأت
نحن خير أمة فتحت
نحن خير أمة زرعت
صنعت.. غنّت
رقصت و سكتت
نحن خير أمة تخلفت
نحن خير أمة هزمت
خضعت.. خنعت
جهلت.. ضاعت
***
نحن نتنفس عبق التاريخ
نشرب مدام السلف
نسقي الأطفال عصيدة الرُفات
لنا الصدر و للآخر القبر
نحن القادة و الرواد
كنا و لم نزل
نحن الوحدة و اللحمة و التوحد و الانصهار
نحن خير من امتطى صهوة الهزيمة
نحن.. خيالات و أوهام
الآخر فينا موجود
و العيب فينا مقصود معقود
***
كل الآخرين في حقبة سادوا
حضارة و فكراً و علماً أورَثوا
و في صفحة من السجل سدنا
حضارة و فكراً و علماً أورثنا
لكنهم كانوا موجودين
و اليوم لا يجدي أننا بالأمس
البعيد كنا
و لا يكفي أن ابن خلدون منا
عقود و قرون و ألفيتان
و اليوم يومئ بثالثة
يحل فيها عمى الوجه
تسود فيها عمامة الرأس
و نعود فيها كما كنا
لوأد البنات و استحياء الصبيان
***
في الخامسة من الثالثة
تُكسر المرأة عبر الشبكة (1)
تلتف العمائم حول الكروش
و تهتز اللحى فوق العروش
الكل يدلي في بئر يوسف
يجوز أم لا يجوز
هل كانت صبية أم عجوز
***
في الخامسة من الثالثة
يتصدر الولي الفقيه
عميد الثقافة (2)
موائد الفضاء
يفتي لينقذ العالمين
يُثَمِّن الرقبة
و يعطي كل ذي حق حقه
فالعبد الحبشي بثمن
و الشيشانية البيضاء بثمن
***
في الخامسة من الثالثة
يُصدَّر الغلمان (3)
من الجنوب إلى الشمال
بأثمان يححدها السوق
و أبخاس يدفعها القادر
عندها يصير الأطفال
طوّافين خالين
وِلدانٌ يُباعون و يُشترون
***
في الخامسة من الثالثة
أستاذ مشهور (4)
في علوم الأرض
أمضى عقوداً يصول و يجول
في بلاد الضالين كان عالماً
ينبِّئ بعمر الصخور
ذبل العود و أبيضَّ الفرق
فآب إلى دار الفاتحين
يُفتي و يقول
تسونامي
جندي ٌ مأمور
يُمضي قدراً مقدور
بأمر القضاء يُفني
لِشأنٍ مجهول
***
نحن.. خيالات و أوهام
نركد في قاع الأرقام
نفخر على كل الأنام
و بعُشر العُشر
و بمعلَّقة عمرو
لنا الحق أن نسود
و نملأ الدنيا ضجيجياً
و نقرر قوام الإنسان
نحن.. خير من..
***


1- الطلاق عبر الإنترنت
2- الدكتور صالح المنجد
3- تقرير بثته قناة العربية عن هجرة الأطفال من اليمن إلى السعودية
4- الأستاذ زغلول النجار
5- شطر من معلّّقة عمرو بن مالك أشهر فُتّاك العرب

إحسان طالب _ أمل مفقود


أمل مفقود

بنظرةٍ خجولةٍ رمتني
و بعد تنهد واجهتني
قالت : يا ابنتي
على أعتاب الصيف أنت
وردةً.. تفتّحتِ
بعطر و ألوان بين الأزهار.. تفردت
فرْحتي يا ابنتي
مكبلة
أخشى عليك أن تذبلي
و بين جدران الوقت
أن ‘تخذلي
هذي سعاد.. هذي نجاة
هذي سناء
تأهلن
و في بيوت أزواجهن
أيامهن مع الأولاد
توالت
و أيام عمرك غفلةً
في وَحدةٍ تسللت..
......

بندى العين
سقيت نفسي
و بغصةٍ عصرت روحي
ماذا أقول.. ماذا أجيب..
إني فتاة
إني حياة
على درب الزمان أمضي
ما كنت أعبث.. ما كنت ألهو


نحو الكمال و حرية الفكر
بخطىً واثقة
مشيت‘
بين الناس اسماً لامعاً
و سيرة كريمة
كتبت‘
......

بين البنات مميزة أنتِ
و من الشباب مرغوبة
لكنهم قادرون و خائفون
جبناء لا يجرؤون
عقولهم في تربة القيد
تنمو
يقولون ما لا يفعلون
و في ازدواجية بين الأفكار
يعيشون
......

لا ذنب لي أنهم من الند
يهربون
و إلى مغارات القديم البالي
يلجؤون
إني قوية
إني حزينة
و لواحد منهم أرجو
أن أكون قرينة

إحسان طالب_الجوع للأنثى


الجوع للأنثى

نسعى إليها
نلهث خلف قدميها
نجلّ الأنوثة بين ثدييها
قطرة من عرق جسدها
تملأ آلاف الزّجاجات...
نظرة إلى بعض زينتها
توحي بآلاف المنامات...
لمسة من رؤوس أصابعها
تغري بقصص وروايات

. . .

أجيال وعصور
قرون .. خلف الأسوار
محجوبة . غائبة
ومازالت في خدرها معزولة
خلف الشيش
ترى النور عبر أروقة...مظلمة
في كل صباح إيّاك
وعند الظهيرة حذار
وفي العِشاء
أغلقي منافذ الهواء

. . .

أنثى ككل النساء
واحدة من بنات حوّاء
وما أكثرهن في البيوت
خلف الوجاء
صوتها حنون..
ملمسها ناعم
خدوم مذللة
ودودٌ ولود
للأمر مطيعة
حقوقها معروفةٌ..
لكنها محدودة

. . .

من بعيد هو يسمع
همس الشوق
يلتقط عطر الأنفاس
يحيي الليالي بالدعاء
يعاقر الأحلام
بمتعة اللقاء
بقربها يملك الدنيا
وما فيها
تولى عرش جسدها
فغـدا ملكاً
لا يرضيه
إلا استعبادها
لقد توّج سلطانا
وغدون هن عبيدا

. . .

من خزانة الماضي
صنع قيوداً
ومن لبنات القديم
بنى بيتاً
أغراه صرح القوامة
والتفضيل
فأبى أن يكون
إلا سيّداً
رغم الحب
رغم الشوق
رغم الوفاء
لا تملك هي أن تكون ندا
ولا يستطيع هو أن يكون ودا

. . .

الشوق القديم
ما زال ممتداً
والجوع الطويل
لا ترويه إحداهن
لا وعد الحوريات
ولا الإمساك عن طعام وشرب
ولا قيام الليل
قادر على تهذيب القلوب
ولن يملأ فم المفجع
إلا حفنة من النساء




الثلاثاء، أبريل 19، 2005

إحسان طالب_مرثية لدمشق


مرثية لدمشق

شرايين سبعة ٌ مُقطّعة ٌ
إلى عينٍ ثكلى
إلى فجرٍ أخضرَ
مَشدودة ٌ
نحو كلّ ورقةٍ خضراءَ
نحو كلّ بيتٍ
نحو كلّ فمٍ
كانت موصولة ً
أبوابٌ سبعة مُهتّكة ٌ
سورٌ عظيمٌ زائلٌ
أعمدة ٌ قصورٌ و تيجانٌ
تحت السوادِ
مدفونة ٌ
صدرٌ فسيحٌ واسعٌ
كما الفردوسُ
تراه كئيباً حزيناً
تَحتلّ فيه أعمدة ٌ رمادية ٌ
مَحَلّ مباركةٍ مضيئةٍ
تُعيقُ النورَ
تُرهقُ الظّلّ
تَخشى النّسمةُ لو تُقاربها
قُبحٌ غريبٌ تَبنّاها
أصابَ العينَ فأدْماها
أنتِ الّتي أَبَى النّبِيّ
***
سيدةٌ جميلةٌ مدمشقةٌ
بكلّ أنواعِ البهاءِ مُزيّنة ٌ
فوّاحةٌ بريحِ الجَنّةِ
شامة ً كنتِ
أمنياتُ عُشّاقٍ
آمالُ ملوكٍ
تَملّق شعراءٍ
خيالاتُ رحّالةٍ
على عتباتٍ سورِكِ مَرمِيّة ٌ
أتعبتِ الرّجَالَ
أرْهقتِ العقولَ
معالمُ من كلّ عصرِ نورٍ تُنادِيك
أنتِ الّتي أوصى النّبي
***
مُسْتباحة ٌ مُذلّلة ٌ
بدون حقّ لا كإنسانةٍ
لكلّ راغبٍ طامعٍ
موفورة ٌ
تلوثٌ و وباءٌ
أنواعٌ من الغلّ و البُؤسِ
فيكِ ساكنة ٌ
مخنوقة ٌ شفاهكِ مُكبّلِة ٌ
أصابعكِ المُبْدعةُ
أناملُ أطفالِكِ
أحلامُ الشّمسِ
تحتَ المراسيمِ
مدفونة ٌ.. مقبورة ٌ
رئتاكِ مسمومتانِ
جدائلُ شعركِ الخضرِ
محروقة ٌ
أنتِ الّتي خيرُ المنازلِ قالَ النّبيّ
***
أكبادكِ المُوَطّأونَ
آمالهمْ محطمة ٌ
إشراقُ شمسهمْ مجهولٌ
عصرُ أيّامِهمْ بِالمهانةِ مطبوعٌ
سُكناهمْ في كلّ وادٍ غَرباءَ
وُلدوا في بيوتٍ
تعلّمُوا فِيها صَفاء النّفسِ و غَسْلَ القلُوبِ
كما المَاءُ في فُسْقِيّاتِهِمْ
مَضَى يَجْري
إلى حينٍ
تيارٌ جارفٌ
أسودُ مرصوفٌ و مرسومٌ
لم يُبْقِ و لم يَذر
خَوابي عِطْرِهم
تَخْزُنُ الشّعرَ
تُخَمّرُ الحُبّ
مكسورة ٌ مسفوحة ٌ
كما الصِنان مُجَنّبَة ٌ
لو تَعلم الشّمسُ ما أصابَ ضَرّتها
لَبَكت كعينٍ أدمنَتْ حُبَّ مَفقُود
أَنتِ الّتي مِنْ بَيْن كُلّ مُدُنِ الأرضِ
عيسى عِنْد مِئذَنَةٍ يُبَارِكُكِ