السبت، سبتمبر 03، 2005

معذرة إلى أرواح شهداء الجسر

أمْسكَتْ بتلابيبه
رمتْه بشرر من عينيها
صرخَتْ في وجهه
لماذا تأخذ روح ولدي
أيها الملاك القاسي
ألبسته أجمل الثياب
عطرته بالورد و الحنان
ملأت رأسه بالقداسة
بالإجلال بالتقدير بالعبودية و الطاعة
هرول أمامي يسبقني
ظمآن ينثر الفرح و الأمل
يستنشق البهجة و يزفر الحب
دع روحه أرجوك
خذني مكانه
رده لي
سأملأ دجلة دمعا ً
سأخط سواقي دم ٍ
في وديان خدودي
سأشق ثياب روحي
و أنثر عويلا ً يشق عباب السماء
يا راعي الأحياء
يا آخذ ٍ الأموات
رأفة ً بمن أحبك
رحمة ً بمن أذقتهم سوء الحياة
و مرارة الموت
منذ أيام
أفلتنا من يد مقامر
يلعب بنرد الأموات
حمدْت ُ شكرْت ُ سجدْت ُ
و بكيت خشوعا ً
و الآن أبكي ألما ً
أعصر قلبي بيدي
فتنزف أصابعي دما ً خاثرا ً
يا من في الأرض
يا من في السماء
يا من في كل مكان
في قلب مئات الأطفال
سُرِقت أرواحهم
في أفئدة مئات الأمهات
نُهبَت حياتهم
ماذا تريد كي تمد يد العون
كي تقف في وجه
القتلة الكفرة
في وجه عشواء الموت
هل يمكن أن تتآمر الأرض و السماء
و تستقوي على أرواح الأبرياء
على أنفاس الضعفاء
على منبع الحياة
في أرحام الأمهات
لو جمع ما في قلوب شهداء الجسر من خشوع
لو كتب ما في قلوبهم من حب
لو علم ما في نفوسهم من خضوع
لبنوا السدرة على الأرض
ألست الذي يهتز عرشك
لموت مؤمن
يا ويحي آلاف الأرواح
الطاهرة المؤمنة
الصادقة
تسقط كل لحظة كأوراق الخريف
لا تحرك مشاعر
لا تهز كرسيا ً
لا تزلزل عروشا ً
تزروها الرياح كذرات رمل جافة
يكنسها الإعصار
يزيلها من الطرقات
و السلام
أين أنت أيها السلام
أين أنت أيها المهيمن
ملايين الأكف لا تفتأ
مشرعة إليك
ملايين القلوب
لا تنفك مشرئبة نحو عليائك
برحمتك ترفع الدابة قدمها
عن بطن وليدها
رحمة بالبهائم تسقي العصاة
رحمة ً . رأفة ً . مودة ً . عطفا ً
مغفرة ً .. أين أجد هؤلاء

ليست هناك تعليقات: