BBCArabic.com
ألقت شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا القبض على أربعة عشر شخصا في عملية جنوب وشرق لندن.
وقالت الشرطة إن التوقيفات جاءت عقب عدة أشهر من المراقبة والتحقيق. وأضاف نفس المصدر أن هذه العملية ليست لها علاقة بمخطط تفجير الطائرات الذي أحبطته الشهر الماضي.
وكان رئيس قسم مكافحة الإرهاب في شرطة "اسكتلند يارد" بيتر كلارك قد اعلن يوم امس الجمعة أن الشرطة في بريطانيا تراقب "آلاف الأشخاص الذين قد يكونون متورطين بالإرهاب".
وقال كلارك في مشاركته في وثائقي للبي بي سي حول تنظيم "القاعدة" إن ضباطه يركزون "على مجموعة كاملة من الأشخاص، ليس فقط إرهابيين أو مهاجمين بل اشخاص قد يغويهم دعم أو تشجيع هؤلاء".
وكان كلارك قد وصف المشهد الاستخباراتي في بريطانيا بالـ"مقلق جدا".
ولدى سؤاله عن العدد التقريبي للأشخاص الذين قد يكونون موضع شك من قبَل الشرطة لامكانية تورطهم مباشرة أو غير مباشرة بقضايا "الإرهاب"، أجاب كلارك: "لا أريد أن أخوض في لعبة الأرقام. لا أعتقد ان ذلك قد يكون مجديا. كل ما أستطيع قوله هو أن معرفتنا تزيد في هذا المجال وأن عدد الأشخاص الذين قد نكون مهتمين بهم بشكل عام هو بالآلاف".
وأوضح كلارك أن منذ وقوع أحداث 9/11 في نيويورك، علمت الشرطة البريطانية أن التهديد لا يأتي فقط من الخارج.
وأضاف: "ما عرفناه وما شهدناه بشكل دام وإجرامي هو أن عندنا تهديدا ينبع من هنا من داخل المملكة المتحدة".
وفي الإطار ذاته، أكّد كلارك وجود نوع من "مصفاة" تأخذ شبابا مسلمين من بريطانيا إلى العراق.
وأضاف: "ما نراه هو وجود أفراد مرتبطين بشبكة معارف واتصالات، تسعدهم محاولة تنظيم سفر الآخرين".
في المقابل أعلن أكبر ضابط بريطاني في العراق الليوتننت جنرال سير روب فراي أنه لم ير أي دليل لسفر شباب بريطانيين إلى العراق للتورط بما يُعرف بالـ"عمليات الإرهابية".
وأضاف: "هل ساهم العراق في تطرّف الشباب الإسلاميين؟ بصدق لا أدري، ولكن الأمر لا يتطلب العراق لكي يتحقق. فهناك أمثلة كافية لأوضاع متشابهة في العالم. فقد تكون فلسطين، أو كشمير أو حتى الإضعاف الطويل المدى للمجتمعات الإسلامية".
وتابع فراي: "أعتقد أن هناك انسلاخا عاما وخيبة أمل في داخل نظام المعتقدات الإسلامية في الشرق الأوسط وأيضا في أماكن مثل بريطانيا بسبب ما يحصل".
وكانت ترجيحات سابقة قد توقعت نموا حادا في عدد الأشخاص داخل بريطانيا الذين هم على استعداد لتوريط أنفسهم بما يُسمّى "الإرهاب".
وفي هذا الإطار، كشف تقرير أعدّته لجنة الاستخبارات والأمن البريطانية حول تفجيرات 7/7 في لندن أن جهاز الاستخبارات الداخلية "أم. آي.5" كان على علم بوجود حوالي 250 مشتبه فيهم محتملين، عام 2001.
أما عام 2004، فقد تضاعف عدد "الأهداف الأولية للتحقيق" ووصل إلى 500، حسب تقرير النواب البريطانيين.
وفي العام الذي تلاه ارتفع العدد مجددا ليبلغ 800 مشتبه فيهم.
وقد أكد كلارك أن بعد تفجيرات 7/7 العام الماضي، يُجري "اسكتلند يارد" تحقيقات في إطار محاربة "الإرهاب" أكثر من أي وقت سبق.
اعتقال 14 شخص
وذُكر بأن هذه الاعتقالات جاءت بعد عدة أشهر من المراقبة والتحقيق.
وقد قامت فرق الشرطة بعمليات تفتيش في أحد المطاعم في جنوبي لندن وفي عدة منازل في أنحاء العاصمة.
وقالت الشرطة إن هذه الاعتقالات ليس لها علاقة بالمخطط الذي كُشف عنه والمتعلّق بما قيل إنه سعي لتفجير طائرات فوق الأطلسي الشهر الماضي، كما أنه ليس علاقة بتفجيرات لندن العام الماضي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق