تحجّر
ركن مظلم
تُأَسّسه حجارةٌ صمّاء
تدوسه أقدام عارية
ترسم آثاراً
تكتب أياماً
تستأثر العيون
تستجلب الزوار
أجساد تزيّنها رؤوس
تجري خلف أنفاس
تحت التراب..
تنبش قبوراً
يُنثر رمادها فوق العقول
واحد.. اثنان.. عشرون
أعمدةٌ مزخرفةٌ
مضت عليها قرون و هي
واقفةٌ..
تناثرت حولها أدمغة
متحجرة
تلتمس منها
غزو الفضاء
عجلةً.. تعود بها
إلى الوراء
راحلة تركبها
دون العناء
تقطع فوقها رمال الصحراء
واحد.. اثنان.. عشرون
أعمدةٌ مرصّعةً
مثبّتةٌ بعروش تبقى واقفةً
تملك الحاضر بعزم
تسد الأفق بحزم
تدور حولها آلافٌ مدرّعة
تمجدها أبواق مُنعّمة
تُؤلّهها عمائم مزيفة
عمائم تُظلّ عقولاً
مُثفّبة..
مجموعةٌ مضمومةٌ
بحبل متين مسحوبة
كما تشاء مكونة
أقلام حسب المواصفات
مُصنّعة..
تكيل مدحاً.. تثور هجاءً
جهنم جاهزة مُهيّئة
بقضبان بأقفال
مُدعّمة
من خالف النهج
أضحى فحمةً سوداء
في نيرانها
يتطهر
طوفان من الرؤوس
مدحرجة
حيثما تبغي مُجمّعة
حناجر مدربة
بمزامير مزينة
على صوت أمر قائم
مُوحّدة
لم تهنأ الأيام منها
في كل آن لها أعياداً
محضرة
واحد.. اثنان.. عشرون
أعمدةٌ صلبة
بعد كل شمس تزداد
قسوة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق